|
المصحف الإمام
الناقل :
heba
| العمر :43
| الكاتب الأصلى :
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
| المصدر :
www.dar-alifta.org
بالطلب المقيد برقم 284 لسنة 1979 المقدم من السيد / ع . م . ع المصرى والمقيد بالسعودية ـ المتضمن أن السائل بينما كان يقرأ كتاب موطأ الإمام مالك رواية : يحيى بن يحيى الليثى ـ طبعة دار النقاش ـ ولما وصل إلى الحديث رقم 310 ص 99 تحت عنوان الصلاة الوسطى ( عن أبى يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال : أمرتنى عائشة أن أكتب لها مصحفا ، ثم قالت إذا بلغت هذه الآية فأذنى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) فلما بلغتها آذنتها فأملت على ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي نفس الصفحة رقم 99 تحت رقم 31 حديث ثان في هذا المعنى عن عمرو بن رافع أنه قال : كنت أكتب مصحفًا لحفصة أم المؤمنين فقالت : إذا بلغت هذه الآية فأذنى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) فلما بلغتها آذنتها فأملت على ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) وقرر السائل أنه يقرأ القرآن من مصحف عثمان بن عفان الطبعة المتداولة في مصر والمشرق العربى وليس في هذا المصحف جملة ( وصلاة العصر ) .وطلب السائل بيان هل هذه الجملة نسخت ؟ وهل النسخ يجوز أن يتم بعد وفاة الرسول وانقطاع الوحى مع أن المعروف أن النسخ جاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وبوحى في حياته ؟ وما هو الرأي في صحة الحديثين ؟ وما هو الرأي في تاريخ كتابة مصحفي عائشة وحفصة ؟ وهل كتب قبل إنتهاء الرسالة أو بعدها ؟ |
|
|
الـجـــواب
فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق |
|
إن الثابت قطعا أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وقت خلافته قد كتب المصحف الإمام ووزعه على الأمصار ، وأنه قد حرق ما عداه صحف أو مصاحف . والمقطوع به كذلك أن نزول القرآن قد انتهى بلحوق الرسول صلى الله عليه وسلم بربه وبالتالى لا نسخ ولا تبديل فيه بعد ذلك . أما عما ورد في السؤال مما جاء بموطأ الإمام مالك من أن السيدة عائشة والسيدة حفصة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قد أمرتا كاتبي مصحفيهما عندما بلغا قول الله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) أن يكتبا الآية هكذا ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) بزيادة كلمة ( وصلاة العصر ) مع أن هذه الزيادة غير واردة في مصحف عثمان . فإن العلامة الشوكانى قد نقل في كتابه فتح القدير ص230 بالجزء الأول عند تفسير هذه الآية هاتين القراءتين المنقولتين عن السيدة عائشة والسيدة حفصة ، وأضاف أنه قد ورد ما يدل على نسخ هذه القراءة فيما أخره عبد بن حميد ومسلم وأبو داود في سننه وابن جرير والبيهقي عن البراء بن عازب قال : نزلت ( حافظوا على الصلوات وصلاة العصر ) فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم نسخها الله فأنزل ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) : هذا ولقد اختلف المفسرون والمحدثون في تحديد الصلاة الوسطى . ونقل القرطبي في هذا عشرة أقوال ( ج3 ص 209 ـ 212 ) ثم انتهى في ص213 إلى أن الاختلاف في الصلاة الوسطى يدل على بطلان من أثبت ( وصلاة العصر ) المذكور في حديث أبي يونس مولى عائشة حين أمرته أن يكتب لها مصحفا قرآنا وأضاف القرطبى : قال علماؤنا : وإنما ذلك كالتفسير من النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نقل اختلاف الروايات في هذا عن السيدتين عائشة وحفصة في عبارة ( وهى العصر ) أو ( صلاة العصر ) ونقل عن أبي بكر الانبارى تعقيبا على تلك الروايات قوله : ( وهذا الخلاف في هذا اللفظ المزيد يدل على بطلاه وصحته ما في المصحف الإمام مصحف جماعة المسلمين ) وبعد : فإنه من هذه الإشارات الموجزة يتضح للسائل أن ما قرأه في موطأ الإمام مالك مرويًا عن عائشه وحفصه لا يعدو أن يكون قد نسخ كما روى البراء بن عازب ، ونقله الشوكانى عن مصادره من المحدثين ، وإما أن تكون هذه الزيادة قد سمعتها كل منهما تفسيرا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فاعتبرتها كل منهما من لفظ الآية كما جاء في القرطبى . وأميل إلى هذا الرأي الأخير . وعلى السائل أن يلتزم المصحف الإمام مصحف عثمان ، فقد تلقته الأمة بالقبول . والله سبحانه وتعالى أعلم . |
|