|
10- وماذا لو كان الأذان يدور حول الأرض ؟
الناقل :
SunSet
| العمر :37
| الكاتب الأصلى :
عامر أبو سميّة
| المصدر :
www.allahway.com
يُعْتَبر الأذانُ بالنّسبة للمسلمين إعلامًا بدُخُول وقت واحدةٍ من الصَّلوات الخمس المفروضة عليهم في اليوم واللَّيلة . ودخولُ الوقت هذا مُرتبطٌ بحركة الشَّمس الظَّاهرة حول الأرض .
فوَقْتُ صلاة الفجر يبدأ عند طلوع الفجر الصَّادق ، وهو الضَّوء الأبيض الذي يُعْلِن انتهاءَ اللّيل وبداية النَّهار ويسبق شروق الشَّمس .
ويبدأ وقتُ صلاة الظُّهر مباشرة بعد زوال الشَّمس ، أي حالَمَا تنحرف الشَّمس عن وَسط السَّماء .
ويبدأ وقتُ صلاة العصر عندما يَصلُ ظِلُّ كلّ شيء مثلَه ويبدأ في الزّيادة .
ويبدأ وقتُ صلاة المغرب عندما يغيب قُرْصُ الشَّمس كاملاً .
ويبدأ وقتُ صلاة العشاء عند مغيب الشَّفق الأحمر .
وبما أنَّ الأرض تدور حول نفسها، فإنَّ ضوء الشَّمس يَبقى ينتقل من خطّ طولٍ على الكرة الأرضيَّة لِخَطّ طول آخر . ونتيجةً لذلك ، فإنَّ غروب الشَّمس مثلاً لا يتمُّ على كامل الأرض في نفس اللَّحظة ، وإنَّما تغربُ الشَّمس على بعض المناطق على خطّ طولٍ مُعيَّن ، ثمَّ تغرب بعد بضع دقائق على مناطقَ مجاورة على نفس خطّ الطُّول ، ثمَّ على مناطق أخرى على خطّ الطُّول الموالي ، ثمَّ الذي يليه ، وهكذا . وكلُّنا يعرف أنَّ هناك فارقًا في التَّوقيت من بلد لآخر ، وأنَّ النَّهار يطلعُ في بلد ليبدأ اللَّيلُ في نفس الوقت في بلد آخر .
نعودُ إلى قضيَّة الأذان ، ونأخذُ مثلاً صلاة المغرب التي يبدأ وقتها بغروب الشَّمس . فبِناءً على ما فَصَّلْنا سابقًا ، فإنَّ وقت صلاة المغرب لا يحين في نفس اللَّحظة في كلّ بلدان العالم ، وإنَّما يحين في بعض المدن على نفس خطّ الطُّول ، ثمَّ يحين في المدن المجاورة على خطّ الطُّول المجاور ، ثمَّ الذي يليه ، وهكذا . وهذا ينطبق أيضًا على صلوات : العشاء والفجر والظُّهر والعصر .
وبما أنَّ دخولَ الوقت يتمُّ الإعلان عنه بالأذان ، والذي يستغرق بضع دقائق ، فإنَّه ما أن ينتهي المؤذّن من الأذان لصلاةٍ مَا في بلدٍ مَا ، حتَّى يرتفع صوت مؤذّن آخر في بلد مُجاور ليؤذّن لنفس الصَّلاة ! ويبقى الأذان يدور هكذا حول الأرض التي مركزها الكعبة ، مِن خطّ طولٍ لِخَطّ طولٍ آخر ، دون توقُّف إلى قيام السَّاعة !
وبِما أنَّ الصَّلوات الخمس المفروضة مُوَزَّعة على ساعات اللَّيل والنَّهار ، فيمكن الجزم بأنَّه في كلّ لحظةٍ من ليلٍ أو نهار ، يرتفع صوت مؤذّنٍ في بقعة من بقاع العالم ، لينادي للصَّلاة !
هل تدري أيّها الزّائر الكريم ماذا يقول المؤذّن ؟
إنَّه يقول : الله أكبر ، الله أكبر .
أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله .
أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله ، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله .
حيّ على الصَّلاة ، حيّ على الصَّلاة .
حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح .
الله أكبر ، الله أكبر .
لا إله إلاَّ الله .
إنَّه توحيدٌ مُطلَقٌ للَّه ، وشهادةٌ بأنَّ محمَّدًا رسول الله ، ودعوةٌ إلى إقام الصَّلاة في وقتها . هذه الصَّلاة التي هي موعدٌ يومي مع خالق هذا الكون ، لِطَلب العون والهداية والتَّوفيق منه ، والاستغفار والتَّوبة من الذُّنوب والخَطايا .
أفلا تجد بعد كلّ هذا رغبةً مُلِحَّة في التَّعرُّف على الإسلام ، بعيدًا عن التَّشويهات والأكاذيب ؟
واللهِ الذي لا إله غيره ، لو قرأتَ بقيّة الأقسام بنِيَّة البحث عن الحقيقة ، لَأَخذَ اللهُ بِيَدك ، بفضله ورحمته ، ولَهَداكَ إلى ما تبحثُ عنه .
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله
|