بتـــــاريخ : 10/29/2008 6:56:48 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1187 0


    خروج النساء إلى المساجد

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عبد اللطيف عبد الغني حمزة | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    اطلعنا على السؤال المقدم من ........ المتضمن أولاً : أن شيخ المسجد عندهم يجمع النساء في كل يوم أربعاء بعد صلاة العصر في قاعة المسجد ليلقى عليهن دروسا دينية والسائل معترض على ذلك بحجة قول البنى صلى الله عليه وسلم كما قال" ما من رجل اختلى بامرأة إلا يكون ثالثهما شيطان " .

    ثانيا : أن شيخ المسجد يرغب في فتح مسجد للنساء في أحد أروقة المسجد ولكن المدخل واحد حيث يختلط النساء والرجال خاصة في يوم الجمعة ، والسائل معترض كذلك على هذا الأمر مستندا إلى أن الجمعة ليست فرضا على المرأة وأرسل يستفسر عن هذين الأمرين ؟
     
    الـجـــواب
    فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة
    الظاهر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المرأة لاتمنع المساجد فقد روى البخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما كانت امرأة لعمر رضى الله عنه تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد فقيل لها لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : ما يمنعه أن ينهانى ؟ قال يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لاتمنعوا إماء الله مساجد الله " وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال " إذا إستأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها " فهذان الحديثان وغيرهما من أحاديث هذا الباب تدل على أن المرأة لا تمنع المسجد قال الإمام النووى رضى الله عنه : ( لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث وهو ألا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلخال يسمع صوتها ولا ثياب فاخرة تجذب النظر إليها ، وألا يؤدى خروجها إلى الاختلاط بالرجال وألا يكون في خروجها فتنة أو مفسدة ويحمل النهى عن منعهن في الأحاديث على الكراهة التنزيهية إذا كانت المرأة ذات زوج أو سيد ووجدت الشروط المذكورة فإن يكن لها زوج أو سيد حرم المنع إذا وجدت الشروط المذكورة . فالحكم راجع لحال النساء وظروف المجتمع روى في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت " لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بنى اسرائيل " وقول السيدة عائشة محمول على خوف الفتنة لعدم التزام النساء آداب الإسلام وتعاليمه في خروجهن للمساجد بالزينة والطيب وفاخر الثياب فيتعين على المرآة إذا خرجت للمسجد أن تلتزم الشروط التى ذكرها العلماء والمتقدم بيانها والأفضل للمرأة صلاتها في بيتها وهذا على وجه الندب والاستحباب وهو سنة مؤكدة فقد روى احمد وابن خزيمة عن ام حميد امرأة أبى حميد الساعدى رضى الله عنهما أنها جاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت " يارسول الله إنى أحب الصلاة معك فقال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معى وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجدى . قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلى فيه حتى لقيت الله عز وجل " وروى احمد والطبرانى عن أم سلمة رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خير مساجد النساء قعر بيوتهن " وروى أبو داود عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لاتمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن " وروى الطبرانى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال " ماصلت امرأة من صلاة أحب الى الله من أشد مكان في بيتها ظلمة " .

    أحكام الفقهاء : قال الحنفية ليست صلاة الجماعة مشروعة للنساء ويكره ذهابهن إلى المسجد خشية الفتنة ـ وقال الشافعية جماعة المرأة في البيت أفضل منها في المسجد ، وقال المالكية : صلاة النساء في بيوتهن أفضل من صلاتهن في المساجد . مما سبق يتضح أن صلاة المرأة في بيتها خير لها . تصلى بأهلها أو منفردة في بيتها فإن في ذلك سترا لها وصونا لها مما قد تتعرض له من أذى وإساءة ودرءا لما قد يسببه خروجها من فتنة وفساد فإن كن ولا بد فاعلات فيجب أن يخرجن تفلات أى غير متطيبات ولا متعطرات ولا متزينات ولا بالرجال مختلطات أى بمعنى أن لا يكون في خروجهن فتنة وإلا وجب منعهن وحرم خروجهن إذا تحققت الفتنة . وردا على قول السائل ان اجتماع شيخ المسجد بالنساء حرام معللا ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم على حد قوله "ما من رجل اختلى بامرأة إلا ويكون ثالثهما شيطان " ليس في اجتماع شيخ المسجد بجمع من النساء خلوة لأن الخلوة هى أن يجتمع رجل وامرأة في مكان يأمنان فيه على أنفسهما من أن يطلع أحد عليهما بغير اذنهما أما وشيخ المسجد يجتمع بنساء المسلمين ليعلمهن أمر دينهن وما يصلح حالهن وحسن معاملتهن لأزواجهن وغير ذلك مما يستقيم معه حالهن فلا حرمة في ذلك وليتق السائل ربه ولا يرم شيخا مسلما بما لا علم له به وليستغفر الله ربه إنه كان غفارا ، والأولى أن يجتمع شيخ المسجد بنساء المسلمين في مكان يخصص لهن بعيدا عن مصلى الرجال حتى لايختلط الرجال بالنساء وحتى لا يشوش على المصلين والمتعبدين وطالما أن للنساء مسجدا خاصا بهن وله مدخل خاص بهن فلا داعى لإقامة مسجد آخر لهن في ساحة المسجد السابق الذكر درءا للفتنة والاختلاط بالرجال . وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه .
    ومما ذكر يعلم الجواب .
    والله سبحانه وتعالى أعلم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()