بدأ العديد من شركات الاتصالات العالمية بالاتجاه نحو التقنيات الضوئية الحديثة التي أخذت باكتساح نظم الإلكترونيات الأخرى وهو ما يؤدي بالنهاية إلى تحقيق أرباح مالية طائلة، وزيادة عمليات البيع والشراء بين مختلف الشركات فقد دفعت شركة «لوسنت» حوالي عشرين مليار دولار لشراء شركة «أسندونكسايت»، كما وافقت شركة «سسكو» على دفع مبلغ (7.4) مليار دولار لشراء شركة «مونتري نتورك»، كما قامت شركة (دي إس يونفيس) وهي شركة صانعة للأجهزة البصرية بدفع مبلغ يساوي (2.8) مليار دولار لشراء شركة «أوبتكال كوتنق». وأدت هذه المبالغ الكبيرة إلى ازدهار وانتعاش تجارة الخطوط الليفية البصرية وزيادة الطلب على خطوط عرض الترددات المرخص لها من قبل هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمية، الجهة المسؤولة عن منح الرخص للجهات الراغبة بشراء أو استئجار تلك الترددات. وتسير هذه الخطوات في الوقت الذي تسارعت فيه حمى الاختراعات الحديثة أو بما يسمى عصر الإنترنت، حيث بلغ عدد الشركات التي تعمل في مجال التقنيات البصرية حوالي (3500) شركة تقوم بنقل البيانات الرقمية بشكل أسرع ودقة أكثر وتكلفة أقل. وتجري هذه الشركات حالياً تجارب عملية لإرسال الإشارات البصرية لمسافات شاسعة دون الحاجة إلى عمليات مواءمة إلكترونية ذات كلفة عالية والتحدي الأبرز الآن هو تخفيض الزمن الذي تستغرقه عملية إرسال الحوالات المالية حول الكرة الأرضية أو اعتماد صفقة مالية كبيرة من خلال بطاقة ائتمانية واختصاره من ثوان قليلة إلى أجزاء من الثانية. ومن يستطيع تحقيق ذلك الإنجاز من المؤكد أنه سيحظى بنصيب وافر من المال والجوائز التي ستدفعها له البنوك والمصارف. ومنذ بداية الثمانينيات وحتى الآن فقد طرأ تطور كبير على تحديث واستخدام الحاملات الليفية لخدمة البيانات والمكالمات الصوتية، وتم زيادة حجم البيانات بشكل مضطرد، ومن المتوقع أن تقوم شركة (نورتل) بشحن معدات اختبار تدفع مئة وستين موجة ضوئية تحمل كل منها عشرة بلايين قطعة صغيرة من البيانات في الثانية الواحدة أو سعة كافية لحوالي ثمانية وعشرين مليون شخص يتصفحون الشبكة في وقت واحد، وأدت هذه الطرائق الفنية الحديثة إلى التقليل من تكلفة حجم الزخم المروري المحمول على الألياف. * تزايد كبير! ولكن بالرغم من هذا التقدم فإن البعض يتخوف من حدوث مشكلات فنية في المعدات المستخدمة بالتوصيل فالهاتف والحاسوب الشخصي لا يزالان يعملان بواسطة الكوابل النحاسية والتحويل إلى فوتونات يتطلب شراء أجهزة حواسيب ذات كلفة عالية أو مفاتيح كهربائية تمكن الضوء من حمل الإشارة وتتميز الفوتونات هذه بكفاءة عالية في حمل البيانات لمسافات شاسعة ولكن لا يمكن التحكم في إشارتها مثل الإشارات الإلكترونية وهذا يتطلب تحويلها إلى إلكترونات. وأدى الطلب المتزايد على الأجهزة الليزرية المستخدمة في توليد الإشارات المرئية إلى تخفيض أسعارها وتوافرها بالأسواق بشكل كبير حيث وصل سعر تلك الأجهزة إلى (2000) دولار بعد أن كان حوالي (20.000) دولار قبل ثلاث سنوات. ورغم ذلك فلابد من الإشارة إلى أن استخدام الشبكات البصرية الكاملة لازالت بعيدة المنال، ولا يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ خلال السنوات القليلة القادمة على الأقل. نشر في مجلة ( الاتصالات) العدد (16) المحرم 1421هـ).