بتـــــاريخ : 10/24/2008 4:30:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1118 0


    كتاب المناقب

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : البخارى | المصدر : www.al-eman.com

    كلمات مفتاحية  :

    كتاب المناقب      

    1 ـ باب قول الله تعالى ‏{‏يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم‏}‏‏.‏ وقوله ‏{‏واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا‏}‏‏.‏ وما ينهى عن دعوى الجاهلية‏.‏ الشعوب النسب البعيد، والقبائل دون ذلك‏.‏     

     

    3529 ـ حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضى الله عنهما‏.‏ ‏{‏وجعلناكم شعوبا وقبائل‏}‏ قال الشعوب القبائل العظام، والقبائل البطون‏.‏

     

    3530 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، قال حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال ‏"‏ أتقاهم ‏"‏‏.‏ قالوا ليس عن هذا نسألك‏.‏ قال ‏"‏ فيوسف نبي الله ‏"‏‏.‏

     

    3531 ـ حدثنا قيس بن حفص، حدثنا عبد الواحد، حدثنا كليب بن وائل، قال حدثتني ربيبة النبي، صلى الله عليه وسلم زينب ابنة أبي سلمة قال قلت لها أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكان من مضر قالت فممن كان إلا من مضر من بني النضر بن كنانة‏.‏

     

    3532 ـ حدثنا موسى، حدثنا عبد الواحد، حدثنا كليب، حدثتني ربيبة النبي، صلى الله عليه وسلم وأظنها زينب قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت‏.‏ وقلت لها أخبريني النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان من مضر كان قالت فممن كان إلا من مضر، كان من ولد النضر بن كنانة‏.‏

     

    3533 ـ حدثني إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية ‏"‏‏.‏

     

    3534 ـ ‏"‏ وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه ‏"‏‏.‏

     

    3535 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا المغيرة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم ‏"‏‏.‏

     

    2ـ باب      

    3537 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عبد الملك، عن طاوس، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما – ‏{‏إلا المودة في القربى‏}‏ قال فقال سعيد بن جبير قربى محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة، فنزلت عليه إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم‏.‏

     

    3538 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ من ها هنا جاءت الفتن نحو المشرق، والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل، والبقر في ربيعة ومضر ‏"‏‏.‏

     

    3539 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية ‏"‏‏.‏ سميت اليمن لأنها عن يمين الكعبة، والشأم عن يسار الكعبة، والمشأمة الميسرة، واليد اليسرى الشؤمى، والجانب الأيسر الأشأم‏.‏

     

    3 ـ باب مناقب قريش      

     

    3540 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين ‏"‏‏.‏

     

    3541 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا عاصم بن محمد، قال سمعت أبي، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا يزال هذا الأمر في قريش، ما بقي منهم اثنان ‏"‏‏.‏

     

    3542 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن جبير بن مطعم، قال مشيت أنا وعثمان بن عفان،، فقال يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إنما بنو هاشم وبنو المطلب شىء واحد ‏"‏‏.‏

     

    3543 ـ وقال الليث حدثني أبو الأسود، محمد عن عروة بن الزبير، قال ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة، وكانت أرق شىء لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3544 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن سعد، ح قال يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي، عن أبيه، قال حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي ليس لهم مولى، دون الله ورسوله ‏"‏‏.‏

     

    3545 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، قال حدثني أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، قال كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وكان أبر الناس بها، وكانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله ‏{‏إلا‏}‏ تصدقت‏.‏ فقال ابن الزبير ينبغي أن يؤخذ على يديها‏.‏ فقالت أيؤخذ على يدى على نذر إن كلمته‏.‏ فاستشفع إليها برجال من قريش، وبأخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة فامتنعت، فقال له الزهريون أخوال النبي صلى الله عليه وسلم منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث والمسور بن مخرمة إذا استأذنا فاقتحم الحجاب‏.‏ ففعل، فأرسل إليها بعشر رقاب، فأعتقتهم، ثم لم تزل تعتقهم حتى بلغت أربعين‏.‏ فقالت وددت أني جعلت حين حلفت عملا أعمله فأفرغ منه‏.‏

     

    4 ـ باب نزل القرآن بلسان قريش      

     

    3546 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أنس، أن عثمان، دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شىء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم‏.‏ ففعلوا ذلك‏.‏

     

    5 ـ باب نسبة اليمن إلى إسماعيل      

    منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة‏.‏

     

    3547 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن يزيد بن أبي عبيد، حدثنا سلمة ـ رضى الله عنه ـ قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم، يتناضلون بالسوق، فقال ‏"‏ ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان ‏"‏‏.‏ لأحد الفريقين، فأمسكوا بأيديهم فقال ‏"‏ ما لهم ‏"‏‏.‏ قالوا وكيف نرمي وأنت مع بني فلان‏.‏ قال ‏"‏ ارموا وأنا معكم كلكم ‏"‏‏.‏

     

    6 ـ باب      

     

    3548 ـ حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن عبد الله بن بريدة، قال حدثني يحيى بن يعمر، أن أبا الأسود الديلي، حدثه عن أبي ذر ـ رضى الله عنه ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار ‏"‏‏.‏

     

    3549 ـ حدثنا علي بن عياش، حدثنا حريز، قال حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري، قال سمعت واثلة بن الأسقع، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ‏"‏‏.‏

     

    3550 ـ حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن أبي جمرة، قال سمعت ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ يقول قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا من هذا الحى من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام، فلو أمرتنا بأمر، نأخذه عنك، ونبلغه من وراءنا‏.‏ قال ‏"‏ آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا إلى الله خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت ‏"‏‏.‏

     

    3551 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر ‏"‏ ألا إن الفتنة ها هنا ـ يشير إلى المشرق ـ من حيث يطلع قرن الشيطان ‏"‏‏.‏

     

    7 ـ باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع‏.‏      

     

    3552 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن سعد، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله ‏"‏‏.‏

     

    3553 ـ حدثني محمد بن غرير الزهري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح، حدثنا نافع، أن عبد الله، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر ‏"‏ غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله ‏"‏‏.‏

     

    3554 ـ حدثني محمد، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها ‏"‏‏.‏

     

    3555 ـ حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان،‏.‏ حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ‏"‏‏.‏ فقال رجل خابوا وخسروا‏.‏ فقال ‏"‏ هم خير من بني تميم ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة ‏"‏‏.‏

     

    3556 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن الأقرع بن حابس، قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة ـ وأحسبه وجهينة ابن أبي يعقوب شك ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة ـ وأحسبه ـ وجهينة خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان، خابوا وخسروا ‏"‏‏.‏ قال نعم‏.‏ قال ‏"‏ والذي نفسي بيده، إنهم لخير منهم ‏"‏‏.‏

     

    8 ـ باب ذكر قحطان     

     

    3557 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ‏"‏‏.‏

     

    9 ـ باب ما ينهى من دعوة الجاهلية      

     

    3558 ـ حدثنا محمد، أخبرنا مخلد بن يزيد، أخبرنا ابن جريج، قال أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع جابرا ـ رضى الله عنه ـ يقول غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا، حتى تداعوا، وقال الأنصاري يا للأنصار‏.‏ وقال المهاجري يا للمهاجرين‏.‏ فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ ما بال دعوى أهل الجاهلية ‏"‏‏.‏ ثم قال ‏"‏ ما شأنهم ‏"‏‏.‏ فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ دعوها فإنها خبيثة ‏"‏‏.‏ وقال عبد الله بن أبى ابن سلول أقد تداعوا علينا، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل‏.‏ فقال عمر ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه ‏"‏‏.‏

     

    3559 ـ حدثني ثابت بن محمد، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وعن سفيان، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ‏"‏‏.‏

     

    10 ـ باب قصة خزاعة      

     

    3560 ـ حدثني إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن آدم، أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف أبو خزاعة ‏"‏‏.‏

     

    3561 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال سمعت سعيد بن المسيب، قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت ولا يحلبها أحد من الناس، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شىء‏.‏ قال وقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ رأيت عمرو بن عامر بن لحى الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب ‏"‏‏.‏

     

    11 ـ باب قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضى الله عنه     

     

    12 ـ باب قصة زمزم      

     

    3562 ـ حدثنا زيد ـ هو ابن أخزم ـ قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مثنى بن سعيد القصير، قال حدثني أبو جمرة، قال لنا ابن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر، قال قلنا بلى‏.‏ قال قال أبو ذر كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة، يزعم أنه نبي، فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره‏.‏ فانطلق فلقيه، ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر‏.‏ فقلت له لم تشفني من الخبر‏.‏ فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد‏.‏ قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب‏.‏ قال قلت نعم‏.‏ قال فانطلق إلى المنزل‏.‏ قال فانطلقت معه لا يسألني عن شىء، ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشىء‏.‏ قال فمر بي علي فقال أما نال للرجل يعرف منزله بعد قال قلت لا‏.‏ قال انطلق معي‏.‏ قال فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال قلت له إن كتمت على أخبرتك‏.‏ قال فإني أفعل‏.‏ قال قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه‏.‏ فقال له أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه، فاتبعني، ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك، قمت إلى الحائط، كأني أصلح نعلي، وامض أنت، فمضى ومضيت معه، حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له اعرض على الإسلام‏.‏ فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي ‏"‏ يا أبا ذر اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل ‏"‏‏.‏ فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم‏.‏ فجاء إلى المسجد، وقريش فيه فقال يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‏.‏ فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ‏.‏ فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس، فأكب على ثم أقبل عليهم، فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار‏.‏ فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ‏.‏ فصنع ‏{‏بي‏}‏ مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب على، وقال مثل مقالته بالأمس‏.‏ قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله‏.‏

     

    3563 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال أسلم وغفار وشىء من مزينة وجهينة ـ أو قال شىء من جهينة أو مزينة ـ خير عند الله ـ أو قال ـ يوم القيامة من أسد وتميم وهوازن وغطفان‏.‏

     

    13 ـ باب قصة زمزم وجهل العرب      

     

    3564 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام ‏{‏قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم‏}‏ إلى قوله ‏{‏قد ضلوا وما كانوا مهتدين‏}‏‏.‏

     

    14 ـ باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية‏.‏     

    وقال ابن عمر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ‏"‏‏.‏ وقال البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أنا ابن عبد المطلب ‏"‏‏.‏

     

    3565 ـ حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال لما نزلت ‏{‏وأنذر عشيرتك الأقربين‏}‏ جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي ‏"‏ يا بني فهر، يا بني عدي لبطون قريش ‏"‏‏.‏

     

    3566 ـ وقال لنا قبيصة أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال لما نزلت ‏{‏وأنذر عشيرتك الأقربين‏}‏ جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم قبائل قبائل‏.‏

     

    3567 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله، يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئا، سلاني من مالي ما شئتما ‏"‏‏.‏

     

    15 ـ باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم      

     

    3568 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال ‏"‏ هل فيكم أحد من غيركم ‏"‏‏.‏ قالوا لا، إلا ابن أخت لنا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ابن أخت القوم منهم ‏"‏‏.‏

     

    16 ـ باب قصة الحبش‏.‏ وقول النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يا بني أرفدة ‏"‏    

     

    3569 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال ‏"‏ دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى ‏"‏‏.‏

     

    3570 ـ وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون في المسجد فزجرهم ‏{‏عمر‏}‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ دعهم أمنا بني أرفدة ‏"‏‏.‏ يعني من الأمن‏.‏

     

    17 ـ باب من أحب أن لا يسب نسبه      

     

    3571 ـ حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت استأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين، قال ‏"‏ كيف بنسبي ‏"‏‏.‏ فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين‏.‏ وعن أبيه قال ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    18 ـ باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله تعالى ‏{‏محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار‏}‏ وقوله ‏{‏من بعدي اسمه أحمد‏}     إظهار التشكيل

     

    3572 ـ حدثني إبراهيم بن المنذر، قال حدثني معن، عن مالك، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لي خمسة أسماء أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب ‏"‏‏.‏

     

    3573 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد ‏"‏‏.‏

     

    19 ـ باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم      

     

    3574 ـ حدثنا محمد بن سنان، حدثنا سليم، حدثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها، إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون، ويقولون لولا موضع اللبنة ‏"‏‏.‏

     

    3575 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين ‏"‏‏.‏

     

    20 ـ باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم      

     

    3576 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة ـ رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين‏.‏ وقال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله‏.‏

     

    21 ـ باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم      

     

    3577 ـ حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن حميد، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم‏.‏ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ سموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي ‏"‏‏.‏

     

    3578 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن منصور، عن سالم، عن جابر ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي ‏"‏

     

    3579 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال سمعت أبا هريرة، يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ‏"‏ سموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي ‏"‏

     

    22 ـ باب      

     

    3580 ـ حدثني إسحاق، أخبرنا الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن، رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جلدا معتدلا فقال قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن خالتي ذهبت بي إليه فقالت يا رسول الله إن ابن أختي شاك فادع الله‏.‏ قال فدعا لي‏.‏

     

    23 ـ باب خاتم النبوة      

     

    3581 ـ حدثنا محمد بن عبيد الله، حدثنا حاتم، عن الجعيد بن عبد الرحمن، قال سمعت السائب بن يزيد، قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي‏.‏ وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه‏.‏ قال ابن عبيد الله الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه‏.‏ قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة

     

    24 ـ باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم      

     

    3582 ـ حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال صلى أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ العصر، ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي‏.‏ وعلي يضحك‏.‏

     

    3583 ـ حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا إسماعيل، عن أبي جحيفة ـ رضى الله عنه ـ قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن يشبهه‏.‏

     

    3584 ـ حدثني عمرو بن علي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال سمعت أبا جحيفة ـ رضى الله عنه ـ قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي ـ عليهما السلام ـ يشبهه قلت لأبي جحيفة صفه لي‏.‏ قال كان أبيض قد شمط‏.‏ وأمر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلوصا قال فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها‏.‏

     

    3585 ـ حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن وهب أبي جحيفة السوائي، قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة‏.‏

     

    3586 ـ حدثنا عصام بن خالد، حدثنا حريز بن عثمان، أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخا قال كان في عنفقته شعرات بيض‏.‏

     

    3587 ـ حدثني ابن بكير، قال حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال سمعت أنس بن مالك، يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء‏.‏ قال ربيعة فرأيت شعرا من شعره، فإذا هو أحمر فسألت فقيل احمر من الطيب‏.‏

     

    3588 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، وليس بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، فتوفاه الله، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء‏.‏

     

    3589 ـ حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال سمعت البراء، يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير‏.‏

     

    3590 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا همام، عن قتادة، قال سألت أنسا هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا، إنما كان شىء في صدغيه‏.‏

     

    3591 ـ حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه‏.‏ قال يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه إلى منكبيه‏.‏

     

    3592 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، قال سئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر‏.‏

     

    3593 ـ حدثنا الحسن بن منصور أبو علي، حدثنا حجاج بن محمد الأعور، بالمصيصة حدثنا شعبة، عن الحكم، قال سمعت أبا جحيفة، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة‏.‏ ‏{‏قال شعبة‏}‏ وزاد فيه عون عن أبيه أبي جحيفة قال كان يمر من ورائها المرأة، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بها وجوههم، قال فأخذت بيده، فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك‏.‏

     

    3594 ـ حدثنا عبدان، حدثنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال حدثني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل ـ عليه السلام ـ يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة‏.‏

     

    3595 ـ حدثنا يحيى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، قال أخبرني ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال ‏"‏ ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة ـ ورأى أقدامهما ـ إن بعض هذه الأقدام من بعض ‏"‏‏.‏

     

    3596 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عبد الله بن كعب، قال سمعت كعب بن مالك، يحدث حين تخلف عن تبوك، قال فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه‏.‏

     

    3597 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه ‏"‏‏.‏

     

    3598 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشىء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه‏.‏

     

    3599 ـ حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول ‏"‏ إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ‏"‏‏.‏

     

    3600 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها‏.‏

     

    3601 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3602 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها‏.‏

     

    3603 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا يحيى، وابن، مهدي قالا حدثنا شعبة، مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه‏.‏

     

    3604 ـ حدثني علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه‏.‏

     

    3605 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة الأسدي، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه‏.‏ قال وقال ابن بكير حدثنا بكر بياض إبطيه‏.‏

     

    3606 ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن أنسا ـ رضى الله عنه ـ حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شىء من دعائه، إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه‏.‏

     

    3607 ـ حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا مالك بن مغول، قال سمعت عون بن أبي جحيفة، ذكر عن أبيه، قال دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة، خرج بلال فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقع الناس عليه يأخذون منه، ثم دخل فأخرج العنزة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى وبيص ساقيه فركز العنزة، ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين، يمر بين يديه الحمار والمرأة‏.‏

     

    3608 ـ حدثني الحسن بن صباح البزار، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه‏.‏

     

    3609 ـ وقال الليث حدثني يونس، عن ابن شهاب، أنه قال أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمعني ذلك وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم‏.‏

     

    25 ـ باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه      

    رواه سعيد بن ميناء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3610 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة ـ رضى الله عنها ـ كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان قالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر قال ‏"‏ تنام عيني ولا ينام قلبي ‏"‏‏.‏

     

    3611 ـ حدثنا إسماعيل، قال حدثني أخي، عن سليمان، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، سمعت أنس بن مالك، يحدثنا عن ليلة، أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه، وهو نائم في مسجد الحرام، فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم وقال آخرهم خذوا خيرهم‏.‏ فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى، فيما يرى قلبه، والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء‏.‏

     

    26 ـ باب علامات النبوة في الإسلام      

     

    3612 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا سلم بن زرير، سمعت أبا رجاء، قال حدثنا عمران بن حصين، أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير، فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر، وكان لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من منامه حتى يستيقظ، فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فنزل وصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال ‏"‏ يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا ‏"‏‏.‏ قال أصابتني جنابة‏.‏ فأمره أن يتيمم بالصعيد، ثم صلى وجعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه، وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، فقلنا لها أين الماء فقالت إنه لا ماء‏.‏ فقلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة‏.‏ فقلنا انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قالت وما رسول الله فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة، فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا، فملأنا كل قربة معنا وإداوة، غير أنه لم نسق بعيرا وهى تكاد تنض من الملء ثم قال ‏"‏ هاتوا ما عندكم ‏"‏‏.‏ فجمع لها من الكسر والتمر، حتى أتت أهلها قالت لقيت أسحر الناس، أو هو نبي كما زعموا، فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا‏.‏

     

    3613 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم‏.‏ قال قتادة قلت لأنس كم كنتم قال ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة‏.‏

     

    3614 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، فأمر الناس أن يتوضئوا منه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم‏.‏

     

    3615 ـ حدثنا عبد الرحمن بن مبارك، حدثنا حزم، قال سمعت الحسن، قال حدثنا أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضئون، فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم مد أصابعه الأربع على القدح ثم قال ‏"‏ قوموا فتوضئوا ‏"‏‏.‏ فتوضأ، القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه‏.‏

     

    3616 ـ حدثنا عبد الله بن منير، سمع يزيد، أخبرنا حميد، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع كفه فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فضم أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلهم جميعا‏.‏ قلت كم كانوا قال ثمانون رجلا‏.‏

     

    3617 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال عطش الناس يوم الحديبية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه، فقال ‏"‏ ما لكم ‏"‏‏.‏ قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا‏.‏ قلت كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة‏.‏

     

    3618 ـ حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء ـ رضى الله عنه ـ قال كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت ـ أو صدرت ـ ركائبنا‏.‏

     

    3619 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت، رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا، أعرف فيه الجوع فهل عندك من شىء قالت نعم‏.‏ فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ آرسلك أبو طلحة ‏"‏‏.‏ فقلت نعم‏.‏ قال بطعام‏.‏ فقلت نعم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه ‏"‏ قوموا ‏"‏‏.‏ فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته‏.‏ فقال أبو طلحة يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، وليس عندنا ما نطعمهم‏.‏ فقالت الله ورسوله أعلم‏.‏ فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هلمي يا أم سليم ما عندك ‏"‏‏.‏ فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فأدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال ‏"‏ ائذن لعشرة ‏"‏‏.‏ فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال ‏"‏ ائذن لعشرة ‏"‏‏.‏ فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال ‏"‏ ائذن لعشرة ‏"‏‏.‏ فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ‏"‏ ائذن لعشرة ‏"‏‏.‏ فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون ـ أو ثمانون ـ رجلا‏.‏

     

    3620 ـ حدثني محمد بن المثنى، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال ‏"‏ اطلبوا فضلة من ماء ‏"‏‏.‏ فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال ‏"‏ حى على الطهور المبارك، والبركة من الله ‏"‏ فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل‏.‏

     

    3621 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكرياء، قال حدثني عامر، قال حدثني جابر ـ رضى الله عنه ـ أن أباه، توفي وعليه دين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكى لا يفحش على الغرماء‏.‏ فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر، ثم جلس عليه فقال ‏"‏ انزعوه ‏"‏‏.‏ فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم‏.‏

     

    3622 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا معتمر، عن أبيه، حدثنا أبو عثمان، أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضى الله عنهما ـ أن أصحاب، الصفة كانوا أناسا فقراء، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال مرة ‏"‏ من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس ‏"‏‏.‏ أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وأبو بكر وثلاثة، قال فهو أنا وأبي وأمي ـ ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي ـ بين بيتنا وبين بيت أبي بكر، وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك‏.‏ قال أو عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبت فاختبأت، فقال يا غنثر‏.‏ فجدع وسب وقال كلوا وقال لا أطعمه أبدا‏.‏ قال وايم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل، فنظر أبو بكر فإذا شىء أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس‏.‏ قالت لا وقرة عيني لهى الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات‏.‏ فأكل منها أبو بكر، وقال إنما كان الشيطان ـ يعني يمينه ـ ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده‏.‏ وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل، فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس‏.‏ الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، قال أكلوا منها أجمعون‏.‏ أو كما قال‏.‏

     

    3623 ـ حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن عبد العزيز، عن أنس، وعن يونس، عن ثابت، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا‏.‏ قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل ـ أو غيره ـ فقال يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه‏.‏ فتبسم ثم قال ‏"‏ حوالينا ولا علينا ‏"‏‏.‏ فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل‏.‏

     

    3624 ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا أبو حفص ـ واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء ـ قال سمعت نافعا، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه‏.‏

     

    3625 ـ وقال عبد الحميد أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا معاذ بن العلاء، عن نافع، بهذا‏.‏ ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3626 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال سمعت أبي، عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار ـ أو رجل ـ يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال ‏"‏ إن شئتم ‏"‏‏.‏ فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه تئن أنين الصبي، الذي يسكن، قال ‏"‏ كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ‏"‏‏.‏

     

    3627 ـ حدثنا إسماعيل، قال حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، أنه سمع جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ يقول كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر، وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت‏.‏

     

    3628 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة،‏.‏ حدثني بشر بن خالد، حدثنا محمد، عن شعبة، عن سليمان، سمعت أبا وائل، يحدث عن حذيفة، أن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة فقال حذيفة أنا أحفظ كما قال‏.‏ قال هات إنك لجريء‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ‏"‏‏.‏ قال ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر‏.‏ قال يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابا مغلقا‏.‏ قال يفتح الباب أو يكسر قال لا بل يكسر‏.‏ قال ذاك أحرى أن لا يغلق‏.‏ قلنا علم الباب قال نعم، كما أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط‏.‏ فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقا، فسأله فقال من الباب قال عمر‏.‏

     

    3629 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ‏"‏‏.‏

     

    3632 ـ حدثني يحيى، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر ‏"‏‏.‏ تابعه غيره عن عبد الرزاق‏.‏

     

    3633 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال قال إسماعيل أخبرني قيس، قال أتينا أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ فقال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن سمعته يقول وقال هكذا بيده ‏"‏ بين يدى الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر، وهو هذا البارز ‏"‏‏.‏ وقال سفيان مرة وهم أهل البازر‏.‏

     

    3634 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا جرير بن حازم، سمعت الحسن، يقول حدثنا عمرو بن تغلب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ بين يدى الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر، وتقاتلون قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ‏"‏‏.‏

     

    3635 ـ حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله ‏"‏‏.‏

     

    3636 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر، عن أبي سعيد ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ يأتي على الناس زمان يغزون، فيقال فيكم من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم‏.‏ فيفتح عليهم، ثم يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم‏.‏ فيفتح لهم ‏"‏‏.‏

     

    3637 ـ حدثني محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا سعد الطائي، أخبرنا محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم، قال بينا أنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا قطع السبيل‏.‏ فقال ‏"‏ يا عدي هل رأيت الحيرة ‏"‏‏.‏ قلت لم أرها وقد أنبئت عنها‏.‏ قال ‏"‏ فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدا إلا الله ‏"‏ ـ قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيئ الذين قد سعروا البلاد ‏"‏ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ‏"‏‏.‏ قلت كسرى بن هرمز قال ‏"‏ كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحدا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له‏.‏ فيقولن ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى‏.‏ فيقول ألم أعطك مالا وأفضل عليك فيقول بلى‏.‏ فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ‏"‏‏.‏ قال عدي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ اتقوا النار ولو بشقة تمرة، فمن لم يجد شقة تمرة فبكلمة طيبة ‏"‏‏.‏ قال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يخرج ملء كفه ‏"‏‏.‏

     

    3638 ـ حدثني عبد الله، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا سعدان بن بشر، حدثنا أبو مجاهد، حدثنا محل بن خليفة، سمعت عديا، كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3639 ـ حدثني سعيد بن شرحبيل، حدثنا ليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال ‏"‏ إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها ‏"‏‏.‏

     

    3640 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة ـ رضى الله عنه ـ قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من الآطام، فقال ‏"‏ هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر ‏"‏‏.‏

     

    3641 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال حدثني عروة بن الزبير، أن زينب ابنة أبي سلمة، حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ‏"‏ لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ‏"‏‏.‏ وحلق بإصبعه وبالتي تليها، فقالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال ‏"‏ نعم، إذا كثر الخبث ‏"‏‏.‏

     

    3642 ـ وعن الزهري، حدثتني هند بنت الحارث، أن أم سلمة، قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ سبحان الله، ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن ‏"‏‏.‏

     

    3643 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال قال لي إني أراك تحب الغنم، وتتخذها، فأصلحها وأصلح رعامها، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يتبع بها شعف الجبال ـ أو سعف الجبال ـ في مواقع القطر، يفر بدينه من الفتن ‏"‏‏.‏

     

    3644 ـ حدثنا عبد العزيز الأويسي، حدثنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، وأبي، سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به ‏"‏‏.‏

     

    3645 ـ وعن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، عن نوفل بن معاوية،، مثل حديث أبي هريرة هذا، إلا أن أبا بكر، يزيد ‏"‏ من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله ‏"‏‏.‏

     

    3646 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ ستكون أثرة وأمور تنكرونها ‏"‏‏.‏ قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال ‏"‏ تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم ‏"‏‏.‏

     

    3647 ـ حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو معمر، إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامة، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يهلك الناس هذا الحى من قريش ‏"‏‏.‏ قالوا فما تأمرنا قال ‏"‏ لو أن الناس اعتزلوهم ‏"‏‏.‏ قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة‏.‏

     

    3648 ـ حدثنا أحمد بن محمد المكي، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده، قال كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة، يقول سمعت الصادق المصدوق، يقول ‏"‏ هلاك أمتي على يدى غلمة من قريش ‏"‏‏.‏ فقال مروان غلمة‏.‏ قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان‏.‏

     

    3649 ـ حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا الوليد، قال حدثني ابن جابر، قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال حدثني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان، يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني‏.‏ فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر قال ‏"‏ نعم ‏"‏‏.‏ قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال ‏"‏ نعم، وفيه دخن ‏"‏‏.‏ قلت وما دخنه قال ‏"‏ قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ‏"‏‏.‏ قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال ‏"‏ نعم دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ‏"‏‏.‏ قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال ‏"‏ هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ‏"‏ قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال ‏"‏ تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ‏"‏‏.‏ قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال ‏"‏ فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ‏"‏‏.‏

     

    3650 ـ حدثني محمد بن المثنى، قال حدثني يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، حدثني قيس، عن حذيفة ـ رضى الله عنه ـ قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر‏.‏

     

    3651 ـ حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة ‏"‏‏.‏

     

    3652 ـ حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله ‏"‏‏.‏

     

    3653 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة ـ وهو رجل من بني تميم ـ فقال يا رسول الله اعدل‏.‏ فقال ‏"‏ ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ‏"‏‏.‏ فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه، فأضرب عنقه‏.‏ فقال ‏"‏ دعه فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شىء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شىء، ثم ينظر إلى نضيه ـ وهو قدحه ـ فلا يوجد فيه شىء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شىء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدى المرأة، أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس ‏"‏‏.‏ قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته‏.‏

     

    3654 ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال قال علي ـ رضى الله عنه ـ إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ‏"‏‏.‏

     

    3655 ـ حدثني محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس، عن خباب بن الأرت، قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال ‏"‏ كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ‏"‏‏.‏

     

    3656 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أزهر بن سعد، حدثنا ابن عون، قال أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه‏.‏ فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه، فقال ما شأنك فقال شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله، وهو من أهل النار‏.‏ فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا‏.‏ فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال ‏"‏ اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة ‏"‏‏.‏

     

    3657 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت تنفر فسلم، فإذا ضبابة ـ أو سحابة ـ غشيته، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ‏"‏ اقرأ فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن ‏"‏‏.‏

     

    3658 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق، سمعت البراء بن عازب، يقول جاء أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ إلى أبي في منزله، فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث ابنك يحمله معي‏.‏ قال فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أسرينا ليلتنا، ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه، وبسطت فيه فروة، وقلت نم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك‏.‏ فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة‏.‏ قلت أفي غنمك لبن قال نعم‏.‏ قلت أفتحلب قال نعم‏.‏ فأخذ شاة‏.‏ فقلت انفض الضرع من التراب والشعر والقذى‏.‏ قال فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأخرى ينفض، فحلب في قعب كثبة من لبن، ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي منها، يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت اشرب يا رسول الله ـ قال ـ فشرب، حتى رضيت ثم قال ‏"‏ ألم يأن للرحيل ‏"‏‏.‏ قلت بلى ـ قال ـ فارتحلنا بعد ما مالت الشمش، واتبعنا سراقة بن مالك، فقلت أتينا يا رسول الله‏.‏ فقال ‏"‏ لا تحزن، إن الله معنا ‏"‏‏.‏ فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها ـ أرى في جلد من الأرض، شك زهير ـ فقال إني أراكما قد دعوتما على فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب‏.‏ فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال كفيتكم ما هنا‏.‏ فلا يلقى أحدا إلا رده‏.‏ قال ووفى لنا‏.‏

     

    3659 ـ حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي ـ يعوده ـ قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله‏.‏ فقال له ‏"‏ لا بأس طهور إن شاء الله ‏"‏‏.‏ قال قلت طهور كلا بل هي حمى تفور ـ أو تثور ـ على شيخ كبير، تزيره القبور‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فنعم إذا ‏"‏‏.‏

     

    3660 ـ حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيا فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا‏.‏ فألقوه فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم‏.‏ فألقوه فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه‏.‏

     

    3661 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال وأخبرني ابن المسيب، عن أبي هريرة، أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ‏"‏‏.‏

     

    3662 ـ حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، رفعه قال ‏"‏ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ـ وذكر وقال ـ لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ‏"‏‏.‏

     

    3663 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، حدثنا نافع بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته‏.‏ وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال ‏"‏ لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت ‏"‏‏.‏

     

    3664 ـ فأخبرني أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ بينما أنا نائم رأيت في يدى سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلى في المنام أن انفخهما، فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي ‏"‏‏.‏ فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة‏.‏

     

    3665 ـ حدثني محمد بن العلاء، حدثنا حماد بن أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى ـ أراه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياى هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله من الخير، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر ‏"‏‏.‏

     

    3666 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكرياء، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت أقبلت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مرحبا بابنتي ‏"‏‏.‏ ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا، فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال‏.‏

     

    3667 ـ فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إلى ‏"‏ إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي ‏"‏‏.‏ فبكيت فقال ‏"‏ أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ـ أو نساء المؤمنين ‏"‏‏.‏ فضحكت لذلك‏.‏

     

    3668 ـ حدثني يحيى بن قزعة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشىء فبكت، ثم دعاها، فسارها فضحكت، قالت فسألتها عن ذلك‏.‏

     

    3669 ـ فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت‏.‏

     

    3670 ـ حدثنا محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال كان عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله‏.‏ فقال إنه من حيث تعلم‏.‏ فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية ‏{‏إذا جاء نصر الله والفتح‏}‏‏.‏ فقال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه‏.‏ قال ما أعلم منها إلا ما تعلم‏.‏

     

    3671 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ‏"‏ أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما، وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم ‏"‏‏.‏ فكان آخر مجلس جلس به النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

     

    3672 ـ حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حسين الجعفي، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة ـ رضى الله عنه ـ أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر، فقال ‏"‏ ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ‏"‏‏.‏

     

    3673 ـ حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى جعفرا وزيدا قبل أن يجيء خبرهم، وعيناه تذرفان‏.‏

     

    3674 ـ حدثني عمرو بن عباس، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هل لكم من أنماط ‏"‏‏.‏ قلت وأنى يكون لنا الأنماط قال ‏"‏ أما إنه سيكون لكم الأنماط ‏"‏‏.‏ فأنا أقول لها ـ يعني امرأته ـ أخري عني أنماطك‏.‏ فتقول ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إنها ستكون لكم الأنماط ‏"‏‏.‏ فأدعها‏.‏

     

    3675 ـ حدثني أحمد بن إسحاق، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا ـ قال ـ فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار، وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة فقال سعد أنا سعد‏.‏ فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدا وأصحابه فقال نعم‏.‏ فتلاحيا بينهما‏.‏ فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي‏.‏ ثم قال سعد والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشأم‏.‏ قال فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك‏.‏ وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك‏.‏ قال إياى قال نعم‏.‏ قال والله ما يكذب محمد إذا حدث‏.‏ فرجع إلى امرأته، فقال أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي‏.‏ قالت فوالله ما يكذب محمد‏.‏ قال فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل إنك من أشراف الوادي، فسر يوما أو يومين، فسار معهم فقتله الله‏.‏

     

    3676 ـ حدثني عبد الرحمن بن شيبة، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة، عن أبيه، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ رأيت الناس مجتمعين في صعيد، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت بيده غربا، فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن ‏"‏‏.‏ وقال همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فنزع أبو بكر ذنوبين ‏"‏‏.‏

     

    3677 ـ حدثني عباس بن الوليد النرسي، حدثنا معتمر، قال سمعت أبي، حدثنا أبو عثمان، قال أنبئت أن جبريل ـ عليه السلام ـ أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يحدث ثم قام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة ‏"‏ من هذا ‏"‏‏.‏ أو كما قال‏.‏ قال قالت هذا دحية‏.‏ قالت أم سلمة ايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر جبريل أو كما قال‏.‏ قال فقلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا قال من أسامة بن زيد‏.‏

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    27 ـ باب قول الله تعالى ‏{‏يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون‏}     

     

    3678 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك بن أنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن اليهود، جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ‏"‏‏.‏ فقالوا نفضحهم ويجلدون‏.‏ فقال عبد الله بن سلام كذبتم، إن فيها الرجم‏.‏ فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها‏.‏ فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك‏.‏ فرفع يده فإذا فيها آية الرجم‏.‏ فقالوا صدق يا محمد، فيها آية الرجم‏.‏ فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما‏.‏ قال عبد الله فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة‏.‏

     

    28 ـ باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر      

     

    3679 ـ حدثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اشهدوا ‏"‏‏.‏

     

    3680 ـ حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا يونس، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك،‏.‏ وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أنه حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر‏.‏

     

    3681 ـ حدثني خلف بن خالد القرشي، حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما أن القمر، انشق في زمان النبي صلى الله عليه وسلم‏.

    29 ـ باب      

     

    3682 ـ حدثني محمد بن المثنى، حدثنا معاذ، قال حدثني أبي، عن قتادة، حدثنا أنس ـ رضى الله عنه ـ أن رجلين، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين، يضيآن بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله‏.‏

     

    3683 ـ حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس، سمعت المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ‏"‏‏.‏

     

    3684 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا الوليد، قال حدثني ابن جابر، قال حدثني عمير بن هانئ، أنه سمع معاوية، يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ‏"‏‏.‏ قال عمير فقال مالك بن يخامر قال معاذ وهم بالشأم‏.‏ فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام‏.‏

     

    3685 ـ حدثنا علي بن عبد الله، أخبرنا سفيان، حدثنا شبيب بن غرقدة، قال سمعت الحى، يحدثون عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه‏.‏ قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه، قال سمعه شبيب من عروة، فأتيته فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة، قال سمعت الحى يخبرونه عنه‏.‏

     

    3686 ـ ولكن سمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ‏"‏‏.‏ قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا‏.‏ قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية‏.‏

     

    3687 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال أخبرني نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ‏"‏‏.‏

     

    3688 ـ حدثنا قيس بن حفص، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، قال سمعت أنسا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الخيل معقود في نواصيها الخير ‏"‏‏.‏

     

    3689 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ الخيل لثلاثة لرجل أجر، ولرجل ستر وعلى رجل وزر‏.‏ فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، وما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها، فاستنت شرفا أو شرفين، كانت أرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت، ولم يرد أن يسقيها، كان ذلك له حسنات، ورجل ربطها تغنيا وسترا وتعففا، لم ينس حق الله في رقابها وظهورها، فهي له كذلك ستر‏.‏ ورجل ربطها فخرا ورياء، ونواء لأهل الإسلام فهى وزر‏.‏ وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال ‏"‏ ما أنزل على فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة ‏{‏فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره‏}

     

    3690 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا أيوب، عن محمد، سمعت أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ يقول صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي، فلما رأوه قالوا محمد والخميس‏.‏ وأحالوا إلى الحصن يسعون، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال ‏"‏ الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ‏"‏‏.‏

     

    3691 ـ حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا ابن أبي الفديك، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قلت يا رسول الله إني سمعت منك كثيرا فأنساه‏.‏ قال ‏"‏ ابسط رداءك ‏"‏‏.‏ فبسطت فغرف بيده فيه، ثم قال ‏"‏ ضمه ‏"‏ فضممته، فما نسيت حديثا بعد‏.‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()