بتـــــاريخ : 10/23/2008 7:13:14 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1361 0


    المرأة والأسرة فى الإسلام – الخطوط العامة للنظرية الإسلامية

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.dar-alifta.org.eg

    كلمات مفتاحية  :

    هل يمكن تقديم بعض الخطوط العامة لنظرية الإسلام فى المرأة والأسرة ؟
    والجواب : 
        لا شك أن هناك خطوطا عامة لنظرية الإسلام فى المرأة والأسرة تتضح من خلالها كيف اعتنى الإسلام بالأسرة والمرأة ووضعهما فى أسمى منزلة لم تصل إليها النظم والنظريات الأخرى ، ويمكن أن نذكر بعضها فيما يلى:

    أولا أما بخصوص المرأة :
    1- الحق القانونى للمرأة مكفول بنص إلهى صريح تتصاغر أمامه كل التعبيرات القانونية ، وهو قوله تعالى { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[البقرة :228] .
    2- كافة الواجبات الشرعية منوطة بالجنسين ، قال سبحانه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة :71]. وقد نص القرآن الكريم على مبايعة النساء فى قوله جل شأنه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الممتحنة :12] .
    3- والجانب النسائى فى القرآن الكريم حافل بالعبر ، فهناك قصة امرأة فرعون ، وامرأة نوح ، وامرأة لوط وامرأة عمران ، وقصة عيسى ابن مريم عليه السلام ، وقصة ملكة سبأ ، وقصص أمهات المؤمنين .
    4- ومن أسماء السور القرآنية الكريمة : النساء ، ومريم ، والممتحنة ، والمجادلة وهى امرأة راجعت النبى صلى الله عليه وسلم فى أمر زوجها حين ظاهر منها حتى نزل القرآن الكريم مؤيدا رأيها ، بل لقد جمع القرآن الكريم بين النبى صلى الله عليه وسلم وتلك المرأة فى خطاب واحد فقال تعالى { وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [ المجادلة :1] .
    5- والواقع التاريخى يرشدنا إلى أن أول المؤمنين فى الإسلام هى السيدة خديخة بنت خويلد أم المؤمنين رضى الله عنها ، وأول الشهداء هى سمية أم عمار بن ياسر ، وأول الأمناء على كتاب الله بعد جمعه فى عهد الخليفة الأول أبى بكر الصديق هى السيدة حفصة بنت عمر حيث استحفظت على كتاب الله إلى أن تولى عثمان بن عفان رضى الله عنه الخلافة ونسخ المصاحف وأرسلها إلى الأمصار .
    6- وهذه المساواة الشرعية فى الحقوق والواجبات هى غير المساواة فى الأعمال وتقلد الوظائف ، فذلك أمر لم يقم دليل من تكوين الفطرة ولا من تجارب الأمم ، ولا من حكم البداهة والمشاهدة ، بل قام الدليل على نقيضه فى جميع هذه الاعتبارات .

    أما بخصوص الأسرة فى الإسلام :
    7- فالأسرة أمر دينى يسعى الإنسان إلى تحقيقه ، وهى سنة الأنبياء والصالحين ، قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد :38] .
    8- وهى وحدة اجتماعية شعارها قوله سبحانه {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم :21] .
    9- ولضمان استمرار الحياة الزوجية أكد الإسلام على أن صمام الأمان فى ذلك هو الدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ((تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) ، أخرجه البخارى (ح 4802) ، ومسلم (ح 1466) عن أبى هريرة .
    10- وفى إطار من السمو الروحى والطهر الإنسانى تبدأ خطوات مستقبل الأسرة ، فإذا ألقى الله فى قلب رجل خطبة امرأة فلينظر إليها ، كما فى الحديث الشريف ((انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) ، أى يوفق ويؤلف بين قلبيكما ، والحديث أخرجه النسائى (ح 3235) ، والترمذى (ح 1087) وقال حسن ، كلاهما عن المغيرة بن شعبة .
    11- وعلى الرجل أن يقدم للمرأة هدية تعبيرا عن الولاء والوفاء ، وهى نحلة خالصة ، قال تعالى {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً} [النساء :4] ، والنحلة هى العطية الخالصة ، فليس المهر ثمنا للمتعة فهى مشتركة ، ولا لتأثيث المنزل فهو واجب على الزوج وربما شاركت فيه المرأة أيضا ، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهز بناته كما ورد فى حديث زواج السيدة فاطمة الذى أخرجه أحمد ( ح 643) وغيره عن على بن أبى طالب .
    12- وينظم الإسلام الأسرة فى إطار متكامل من الأحكام الشرعية التى تكفل لها الاحترام والاستمرار والاستقرار ، بداية من وجوب إعلان القران ، ((أعلنوا هذا النكاح ، واجعلوه فى المساجد ، واضربوا عليه بالدف)) ، أخرجه الترمذى (1089) عن السيدة عائشة ، وقال : غريب حسن .
    13- ونظم الحقوق والواجبات داخل الأسرة بين الرجل والمرأة ، وذلك فى آيات وأحاديث كثيرة ، منها قوله تعالى {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق : 6- 7].
    14- وحمى الأسرة من تطفل الأغراب ، فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور :27].
    15- وأكد على حقوق الأولاد بنحو قوله تعالى { وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } [الإسراء :31] ، وقوله تعالى { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [طه :132] .
    16- كما أكد على حقوق الوالدين فى قوله تعالى { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [العنكبوت :8] ، وبقوله تعالى { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ} [لقمان :14].
    17- كما حافظ على الإطار الأوسع للأسرة وهو ما يعرف بالعائلة ، فحث على صلة ذوى الأرحام والقربى ، فقال تعالى { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ [النساء :1] ، وقال تعالى { وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنفال :75].
    18- وأكد القرآن الكريم على ضرورة أن تمارس المرأة واجبها الفطرى فى الإرضاع ، قال تعالى { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } [البقرة :233] .
    19- ودعا الإسلام إلى تقدير الطفل ، ومراعاته ، والرحمة به ، بل ينفرد الإسلام بأن عنايته بالطفل تبدأ قبل ميلاده حيث يحث على اختيار الأصل ، وانتقاء الأرومة الطاهرة ، كى يتوفر للطفل بيئة صالحة وقدوة طيبة فيكون مسلكه على نمط كريم وتوجيه راشد ، فقال صلى الله عليه وسلم : ((اظفر بذات الدين تربت يداك)) وقد تقدم تخريجه .
        هذه هى بعض الخطوط العامة لنظرية الإسلام فى المرأة والأسرة ، والتى يتضح من خلالها المكانة السامية التى احتلتها المرأة والأسرة فى مجال الفكر الإسلامى .

     

     

    المصدر : أ/د محمد سيد أحمد المسير ، المجتمع المثالى فى الفكر الفلسفى ، وموقف الإسلام منه ، القاهرة : دار المعارف ، ط 2 ، 1989 م ، (ص 92 – 95 ، 297 - ؟ ) .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()