بتـــــاريخ : 10/23/2008 6:49:02 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1493 0


    العصر الحديث سماته من منظور إسلامى

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.dar-alifta.org.eg

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام فكر اسلامى

    ما هي سمات العصر الذي نعيش فيه ؟ وكيف نتعامل معها من منظور الفكر الإسلامي؟
     

    والجواب :

    نجمل تلك السمات فيما يلي:
    1- الشعبية: وهي نتاج الدعوة إلى المساواة، ثم إلى التساوي في كل شيء، والمساواة وإن كانت أصلاً معتبرًا، والتساوي وإن كان سُنةً في مجالات عديدة، إلا أن شيوع هذه الدعاوى وَسَمَ العصر بصفة سلبية وهي إذابة النخبة، التي كانت تمثل الرأس من الجسد، والتي ظلت تفكر وتنظر من أجل أن يأتي النشاط على وفق التفكر، والعمل على قدر العلم، فهذه الصفة تشتمل على محاسن تذويب الطبقات، وهو ما يتوافق مع النص النبوي: «كلكم لآدم، وآدم من تراب»(1). حيث يعبر عن المساواة مع الدعوة إلى التواضع، غير أن هذه الصِّفة تشتمل على مساوئ أيضًا وهي ذهاب النخبة؛ ولذا أمرنا ربنا بعدم تنحيتهم في كل فَنٍّ فقال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(2).
    2- وبذلك وُسم العصر - كما يقرر عبد الواحد يحيى الفيلسوف المسلم - بأنه عصر سبق النشاط على الفكر، وكان في المنهج الإسلامي القلب يعلو العقل، والعقل يعلو الجوارح، فأصبح الشائع الآن أنَّ الجوارح تسبق العقل، وإذا كان هناك استعمال للعقل يسبق القلب ويخرج عن مقتضاه.
    3- وتميز العصر بشعور عام من النسبية، وأن الحق يمكن أن يتعدد، والمسلمون يرون أن الحقَّ لا يمكن أن يتعدد، وأن الحق واحد، وهذه النسبية أثَّرت في الآداب، والفنون، والسياسة، والاجتماع، وسائر أنشطة الحياة، والإيمانُ بالمطلق كان سمة العصور الماضية في كل الأرض حتى سُمِّي بعصر الإيمان faith age.
        ولقد بدأت المسألةُ مع "هيجل"، حيث حاول أن يوجِدَ حلاًّ لبعض المشكلات الفلسفية التي تنشأ بالأساس في ذهن الإنسان عند تخليه عن الوحي أو إنكاره له، وتدرج ما قاله "هيجل" إلى هذا الشعور بالنسبية التي تحكم في التصرفات والسلوك، وملخص فلسفة "هيجل": أن الله موجود، والكون موجود، والحداثة التي يدعون إليها تعني الاهتمام بهذا الكون، إذن هناك طرح يقضي على الخلاف، ويجعل رأينا واحدًا وهو أن نجعل الله حل في هذا الكون، فيصبح الكون هو الله، والله هو الكون، وهذا يعني أن الماديين على صواب لأنهم لا يرون إلا الكون، ثم جاء ماركس فأخذ فكرة الجدلية من هذه الفلسفة وأنزلها على الاقتصاد والدولة.
        ثم جاء نيتشه (ت 1900م)، واعتبر أن كلام هيجل أفضل ما قيل، ولكنه أراد أن يتقدم خطوة على كلام هيجل حيث قال: إن الله ليس مفارقًا للكون، والمؤمنون يعتقدون أن الربَّ ربُّ، وأن العبد عبد، وأن هناك فارقًا بين المخلوق والخالق، وهذا اعتقاد أهل جميع الديانات، فهم يعتقدون أن الله شيء والكون شيء آخر، كما قال تعالى في القرآن الكريم: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(3).
        ثم قال نيتشه: إن الله ليس هناك - يعني ليس خارج الكون - واعتبر أن الله الذي يدعو له هيجل مات؛ لأنه ليس موجودًا، فوافق هيجل في عدم وجود الله خارج الكون، ثم قال: إذن فهو ليس موجودًا، والهدف وراء ذلك أن الوحي أيضًا ليس له حقيقة إذا كان صاحب الوحي مات، فيصبح الوحي والرسالات أسطورة كبيرة، ويكون ليس هناك إلا هذا الكون، وهذا يشير لأمر عجيب، وهو ما يميز العقل أو ما يُسمَّى سمات العقل.
        لقد كانوا يريدون الانفصال عن الكنيسة المسيحية تمامًا، والكنيسة واجهت - حتى أنكرت علومًا كثيرة كما ذكرنا في موقف البابا بالخطاب المسمى «باسنت» - هذا الانفصال وهذه الحداثة بعنف، وحاول هيجل أن يوفق بين أهل الحداثة وبين أهل الإيمان، لكن نيتشه قال: ليس هناك شيء حقيقي إلا هذا الكون، ولا وجود لله الآن.
        ولكن هذا المذهب يجعلنا نتساءل: إذا كان الله غير موجود فكيف نحكم على الأشياء؟ كيف نعرف أن الصدق والجمال والخير أشياء ممدوحة؟ وكيف نعرف أن الشر والكذب والظلم أشياء مذمومة؟
    وأصحاب فكرة عدم وجود الله يدعون إلى النسبية المطلقة، فيقولون: ليس هناك ممدوح على الإطلاق، ولا مذموم على الإطلاق، وإنما هذه الأشياء ممدوحة عند من يراها ممدوحة، ومذمومة عند من يراها مذمومة.
        وينشأ سؤال آخر وهو: كيف نرى الكون؟ وتقتضي نظرتهم إلى الإجابة عنه بأنه كما تراه، فإذا كانت رؤيتك لهذا الكون أنه كئيب فهو كئيب بالنسبة لك، وإذا كان غيرك يراه سعيدًا فهو سعيد بالنسبة له، مما يجعلنا نتمثل قول ربنا تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(4).
        فهو قد ألغى الله من اعتقاده وفكره، ووضع مكانه الهوى، وبهذا الشكل يُفقد المشترك في الكلام، وتنعدم فائدة الكلام تمامًا، ثم نشأت بعد ذلك التفكيكية والبنيوية، ثم ديانة الفوضى.
        كنا نذهب للشيخ أو القسيس نُحَكِّمه فيما حدث حتى يحكم من الصواب ومن الخطأ، والآن إلى مَنْ نذهب لمعرفة الحق والباطل؟ قالوا: الآن تأخذ حقك بالقوة، فإذا كنت قويًّا فأنت على الصواب؛ لأنه ليس هناك معيار مطلق للحق والباطل، كلها معايير نسبية فما تراه أنت حقًّا لمصلحتك الشخصية أراه أنا باطلاً، وليس هناك ما يلزمني أن أعتقد ما تعتقده ولا ما يلزمك أن تعتقد ما أعتقده إلا القوة، هي التي تفرض على أرض الواقع من الحق ومن الباطل.
        إذن فالواقع هو المعيار والواقع يصنعه الأقوى، فهل هذا يعني أن العلاقة بين الرجل والمرأة ستكون على هذا المنوال، بمعنى أن الرجل سوف يفرض الواقع ويكون هذا هو الصواب لأنه أقوى جسديًّا؟ والمشكلة إذا تقوت المرأة وأصبحت أقوى من الرجل من الذي يحدد الصواب ويصنع الواقع؟ ففي الستينيات وجدنا المرأة تدخل المصارعة، وتلعب كمال الأجسام.
        هذا ما أراده نتشه وقد انتهى نتشه سنة (1900م)، وترك لنا ما يمكن أن نسميه «النسبية المطلقة»، التي أصبحت سمة من سمات العصر، وانتشرت النسبية المطلقة بين رواد الفكر الأوربي واقتنعوا بها، ولكنها كانت محاطة بمخاوف كثيرة أهمها ضياع الاجتماع البشري؛ حيث سيبغي الناس بعضهم على بعض، ولن يكون هناك مسوّغ لإلزامهم بالكفِّ عن هذا الهرج والفوضى.
        قالوا: لابد أن نجعل النسبية المطلقة فكرة قابلة للتنفيذ والتطبيق في حياة الناس، ونستطيع أن نقضي على هذه الفوضى بأن نضع معيارًا يتفق عليه الناس في الإقدام على الفعل أو تركه، في القتل والغصب أو تركهما، وانتهوا إلى أن هذه المعيار هو «المصلحة» وهي ما تسمى بـ «الدبلوماسية النفعية»، وقال كل من «جون ديوي» و«جيمس كوهن» وهما يعتبران كهنة العلمانية، حيث جعلا المقياس الجديد الذي يضبط النسبية المطلقة، وجعلا الإنجاز هو القيمة المقدمة على كل القيم باعتباره يحقق تلك المصلحة، فأصبح من سمات العصر «الإنجاز».
    4- فالإنجاز أصبح المعيار، في حين أن الأخلاق والقيم والالتزام كانت معيار التقويم، ونعى الله على أقوام جعلوا الإنجاز معيارًا لحسن حالهم وهم على الشِّرك والمعصية، قال تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}(5).
    5- وولَّد ذلك المعيارُ الجديدُ المنافسةَ غير الشريفة بين الأطفال في المراحل الأولى في المدارس، ونُسيت المنافسة الشريفة التي قال الله فيها: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ}(6).
        ويحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد أفرادها حيث يقول: «لو يعلم الناس ما في الصف الأول، لكانت قرعة»(7).
        فذلك يؤدي بهم أن لا يُمنع الداعر فاسد الأخلاق، والذي قد تنتشر فضائحه على الألسنة مِنْ تولِّي أعلى المناصب القيادية في الدولة، حتى يمكن أنه قد يترأس الدولة إن كان سوف يحقق مصلحة البلد، بأن يحسن من حالتها الاقتصادية، ويحسن من وضعها السياسي، أما هذه الأمور فيقولون إنها أمور شخصية، وتختلف في مفهومنا عن قضية «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وتختلف تمامًا عن فكرة التربية وفكرة التناصح؛ لأن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة في الدين قائم أن ينهى الإنسان أخاه الإنسان عندما يراه على خطأ أو على خطر، وينصحه ويقول له: إن هذا لا ينبغي.
        وقد يسأل سائل: إذن لماذا يحاكمون مثل هذا الرئيس الداعر صاحب الفضائح؟ والجواب أنه يحاكم باعتباره خالف القانون الذي وضع على أساس النسبية المطلقة والمصلحة، وليس باعتباره خالف الأخلاق والعرف والدين. وبهذا يعتبر القانون مقياسًا للحكم على المخالفات، وهو ولد ما يعرف بمقياسية القانون.
    6- مقياسية القانون: وهي سمة أخرى من سمات العصر، وتجيب تلك السِّمة عن عدة أسئلة هي: من الذي يضع القانون؟ والإجابة: هو مجلس النواب أو مجلس الشيوخ. ومن هم أعضاء هذا المجلس؟ والإجابة - عند هذه السمة - هم من ينتخبه الناس بكامل حريتهم على أساس النسبية المطلقة، والمصلحة أيضًا، وبهذا نكون قد وصلنا إلى «الديمقراطية»، وعلى هذا الأساس فإن ذلك المجلس يوافق على القرارات ويسن القوانين طبقًا للمصلحة، وهي تحقيق المنافع الخاصة به حتى وإن لم تكن من حقه، المهم أنه يقدر على تحقيقها لأنه قوي.
    7- وقبل أن نكثر من ذكر تلك السمات، دعونا نتكلم حول معاني السمات السابق ذكرها وهي: (الشعبية - النسبية - المصلحة - الإنجاز - مقياسية القانون)؛ فإن هذه السمات النظرية لم يكن من الممكن تطبيقها على أرض الواقع دفعة واحدة؛ لأن هذا المسلك كان سيواجه برفض شديد من الناس، فصحيح أن السمات تبدأ بالنظر وبالفكر الفلسفي، ثم تتحول بعد ذلك إلى سلوك وواقع ملموس، فمثلاً كان البروتستانت قديمًا يعرفون بالأخلاق والتعصب الديني، فكنَّا نرى أن السائحة الأمريكية في سنة 1960م هي الأفضل في التمسك بستر بدنها وتدينها.
        وبعد عام 1960م بدأت ظاهرة جديدة في الظهور تسمى «البيتلز» وهي نوع من أنواع الموسيقى، وهذا بخروج مجموعة من البشر عن المألوف في المظهر، وفي الموسيقى، بعد أن كانت الموسيقى التي تستحوذ على الذوق هي موسيقى «بيتهوفن» التي إذا ما سمعت يذكر السامع مظاهر توحيد الله؛ لتعبيرها عن خرير الماء، وحفيف الريح، فتبدل ذلك بـ «بيتلز» وهي تعني بالإنجليزية: الضوضاء والضجيج.
        وبعد أن كان الناس يحبون الموسيقى القديمة التي تنسجم مع النفس، ذهب هؤلاء إلى أن الموسيقى تحررت من القيود، وتحررت من النظام، وتحررت من النسق. قالوا لنا: دعوا من أراد أن يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء، دعوه يعبر عن طاقاته، يعبر عمَّا بداخله، حتى وإن خرج عن النظام والنسق والمألوف، دون علم، دون أي شيء، ثم ينشط فأصبح ذلك من سمات العصر، مما جعل الرفض غير مبرر، فمثلاً عادات الطعام التي وضعتها الملكة وسمتها قواعد الأدب الملكية على الطعام، الشوكة في اليد اليسرى، والسكين في اليد اليمنى، والملعقة مستعرضة، وأن المسلم إذا أراد أن يأكل بيده اليمنى فسوف يخالف هذا النظام، ويكون غير متحضر بالمرة، وإذا أراد أن يأكل الأرز لابد عليه أن يأكله بالشوكة، لأنه ليس مسموحًا باستخدام الملعقة إلا في الشرب، وإذا حدث أي مخالفة في حضرة الملكة تستوجب هذه المخالفة قيام الملكة غاضبة من على المائدة؛ إذن يجب على الجميع تعلم قواعد أدب الطعام الملكية الإنجليزية، وإلا سيضع نفسه في مأزق.
        ثم تغير كل ذلك، وأصبح هناك عصر الهامبورجر، وهو يرمز للخروج عن نظام الطعام القديم، يمسك الساندوتش بيديه جميعًا ويشرب من علبة الكوكا كولا، ثم يمسح يده في ملابسه، دون احترام للعادات والنظام القديم.
    8- ما ذكرته مثالان للخروج عن النظام في جانب من جوانب الفن، وجانب من جوانب الاجتماع، أما في مجال الآداب فنشأ ما يسمى بـ «الإستراكشر» وهو ما يعني التفكيك، وهو أدب غير مفهوم ويأتي بأشياء ليس لها علاقة ببعض بالمرة، كأن يقول: تخيل أننا في منطقة من أرض الجولف، ثم يقول: وهناك شخص يلقي محاضرة للسيدات، ثم يقول: إذن السمك نوع من أنواع الأحياء. فعندما تقول: أنا لا أفهم ما تقول. يقول لك: لأنك لست مبدعًا، وظلت هذه السخافات تسيطر على جامعاتنا مدة طويلة، حتى جاء الدكتور عبد العزيز حمودة رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في آداب القاهرة، فألف كتابه الماتع المرايا المحدبة ثم أتبعه بكتابه الآخر المرايا المقعرة، ودرس فيه هذه الظواهر وبين أنها قد وصلت إلى مرحلة الهذيان، وأنه – على الرغم من تخصصه في الأدب الإنجليزي- قد اضطر لأن يدرس هذه الظاهرة وتفرغ لها أربع سنوات، فلم يجد أكثرهم يعقلون. وطبع كل من الكاتبين في سلسلة عالم المعرفة التي تصدر في الكويت.
        المشكلة أن ما بعد الحداثة مرحلة لا نهائية؛ إذ تعتبر هذه المرحلة نفسها نهضة أحدث من نهضة الحداثة نفسها، واعتبروا أن النهضة الأولى تمكنت من تنحية الدين، وهم يهدفون لتنحية الأصول والمبادئ والقيم الباقية في حياة البشر بدعوى أنها تقيد الإبداع وتقيد الحرية وتقيد الفكر، فسعت تلك المرحلة لإلغاء الأدب القديم والفن القديم، وأيضًا مفهوم الأسرة القديم، وكان كل ذلك هينًا بعد إلغاء الدين من حياة الناس.
        وبالفعل أنشئت كنائس لتزويج المثليين، وأصبح هناك مفهوم جديد للأسرة، قد يكون فيه الأب والأم ذَكرين، أو أنثيين، ولا يوجد ما يلزمنا بشكل الأسرة القديم.
        وبهذا الأسلوب الجديد يغيب القدر المشترك بين جماعة البشر بالكلية، ويكثر الهرج والقتل واستخدام القوة؛ لعدم وجود قاعدة للنقاش والتفاهم، خاصة وقد أرادوا أيضًا أن يغيروا اللغة، وقالوا: اللغة التي اعتبرت الزوجة إنسانا أنثى نغيرها ونجعل الزوجة إنسانًا ذكرًا، وتصبح الأنوثة هي الذكورة، والذكورة هي الأنوثة، وبتغير مفاهيم كل من (الدين - الثقافة - الأسرة - اللغة - الدولة) تنقلب كل الموازين، وبهذا نخرج عن كل المبادئ والمقاييس التي كان من الممكن الرجوع إليها؛ فتبرز سمة الخروج عن النظام والقواعد والمألوف.
        إذن فالخروج عن المبادئ والمألوف سمة من سمات العصر، وتُنتج هذه السمة مجتمعًا غير قادر على التفاهم مع أفراد جنسه، ويكون لكل منَّا لغة لا يفهمها إلا المتكلم وحده، ويصبح العالم ستة مليارات لغة؛ فإما أن يقتل بعضنا بعضًا، وإما أن نعتزل؛ لعدم وجود مشترك بيننا.
        فاتجاه ما بعد الحداثة يسعى لإلغاء الجنس، ويجعلون الإنسان هو الذي يحدد جنسه وليس الله، فإذا خلقه الله على صورة الرجل، وهو يريد أن يكون امرأة فيتحول إلى امرأة في جسد رجل، أو العكس إذا أراد أن يكون رجلاً وخلقه الله امرأة، فلا يسلم بهذا الأمر ويتحول إلى رجل في جسد امرأة. وبهذا تتجاوز مرحلة ما بعد الحداثة كل الثوابت والقيم التي تعارف عليها جماعة البشر، وبرز التجاوز كسمة جديدة من سمات العصر.
    9- أصبح التجاوز من سمات العصر، فتم تجاوز مرحلة الأسرة family إلى مرحلة couple وهي تعني الثنائية، أما الأسرة family فتعني زوجًا ذكرًا وامرأة أنثى، وجعلوا الأسرة التقليدية أحد أنواع الـ couple؛ لأن الـ couple تعني الثنائية، إما رجل وامرأة، أو رجل ورجل، أو امرأة وامرأة، فأصبح المصطلح الجديد أعم وله ثلاثة أشكال من الثنائية، وهم يسعون إلى أن تكون الأشكال الثلاثة مقبولة في المجتمع دون نكير، وإذا تكلمنا لماذا لا تكون الأسرة رجلاً وامرأة فقط، يردون علينا ويقولون: نحن تجاوزنا هذه المرحلة.
         ولحل مشكلة إتمام تلك الثنائية الجديدة أصبح هناك تبني الأبناء، من زوجين رجال، أو زوجين إناث، وأصبح هناك تأجير للأرحام، وأصبح هناك بنك لمنيّ الرجال، ويفكرون حاليًا في زراعة رحم للرجل.
        ونحن عندما نتعامل مع هذه القضايا كعلماء لابد علينا من معرفة أصل الموضوع، فلا ينبغي لنا أن ننظر إلى مسألة تأجير الأرحام - مثلاً - على أنها ليس لها علاقة بذلك كله، وهو أمر تولد من القول بالتطور، ومن النسبية، وهذا التجاوز نراه في مناهج العلوم، وفي السعي إلى تجديد النظريات، وفي متطلبات الدرجات العلمية، وفي تأليف الكتب ونقل العلم، وفي (الموضة) وهي آخر أساليب وأشكال الملابس والأثاث وفنون المعمار ومدارس الشعر والأدب واتجاهات الفنون، وفي المقابل كان لدينا الحفاظ على الموروث وعلوم النقل وإتقانها والسعي إلى معرفة الحقائق واستكمالها، ولقد ظل الإعلام الأمريكي يعرض أفلامه وبرامجه الإعلامية لخدمة تلك المعاني، فيخرج المشاهد من الفيلم وقد وصل له معنى من هذه المعاني أو أكثر أو جميع المعاني مجتمعة.
        وينبغي أن نؤكد على ضرورة أن يعلم المسلم أن النسبية المطلقة ضياع وباطل، والحق ما يعتقده هو من الإطلاق، ويعلم أن هذا الكون مخلوق لخالق، وأن الله يكلف بالأعمال الصالحة لإصلاح النفس وإعمار الكون، وأن الإنسان محاسب على عدم الالتزام بهذه التكاليف، هذا ما نريد أن نؤكد عليه في مواجهة تلك المعاني الجديدة، التي أصبحت سمات للعصر الذي نعيشه.
    10- ومن سمات العصر : هاجس التطور، وأنه لا ثابت حولنا، وأن الإنسان نفسه محلٌّ لهذا التطور، وأنه إذا كان قد أتى من حالة الفرد فإنه قد يصل في المستقبل إلى شيء آخر، رأسه كبيرة، وجسمه صغير، أو يتكون من خلقة الإنسان والربوت معًا، وأنه يمكن القضاء على الموت، ويمكن تكوين حكومة عالمية تهيمن على العالم الذي يجب أن يُجزأ إلى 400 دولة بدلا من 196 دولة الآن، وأنه يمكن إلغاء المؤسسات مثل المدرسة والمستشفى ودواوين الحكومة عن طريق ثورة الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، وأنه يمكن كذلك عن طريق الهندسة الوراثية السيطرة على الكون الخارجي.
        ومع هذا التصور الذي في ظاهره القوة، نرى خوفًا مريعًا في النفس، يتمثل في الأدبيات التي ظهرت من خلال الروايات والسينما من الوحش الذي لا يمكن قهره، أو الميكروب غير القابل للعلاج، أو غزو من الفضاء للأرض، أو تحول البشر إلى سادة وعبيد، أو غير ذلك كثير.
        ولكن أتعس فكرة في ذلك كله هي فكرة إلغاء الموت، ثم يليها في التعاسة إلغاء الثوابت الخمس.
    11- يعتقد كثير من العلماء الغربيين اليوم بحقيقة أن الموت ينبغي ألا يكون حتميًّا؛ أو بمعنى آخر أنه لا ينبغي للناس أن يكونوا ضعفاء أو مرضى، وينبغي للعلم من الآن - طبقًا لمعتقداتهم - أن يعمل على إيقاف (الكبر) أو الشيخوخة، بل على أبعد من هذا أن تعكس عملية (الشيخوخة) فيصير الإنسان صغيرًا وقويًّا للأبد.
        وعلى الرغم من تسليمهم بأنه لن تختفي الحوادث والعنف، فسيظل الناس معرضون للقتل في كل حين من قبل الأشرار منهم، لكن على الرغم من تسليمهم هذا فما زالوا يعتقدون أن الموت من الشيخوخة أو الموت كنهاية محتومة للحياة سيصبح شيئًا للماضي وذكرى مظلمة للأيام البدائية.
        ولعل أصدق دليل على تلك المعتقدات ما صرح به (ويليام آر. كلارك) أخصائي أمراض المناعة الأمريكي في تعليقه على علاقة الموت بالحياة بأنه: «الموت لا يشتبك بشكل معقد بتعريف الحياة» أي أن الحياة يمكن أن تستمر بدون (لزوم) للموت في نهايتها، ومعنى الموت كان دوما النهاية للسابقين، وهذا لا يعني ضرورة أن اللاحقين دائمًا سيموتون.
        فالوقت يجري الآن في صالح الأحياء، فها هي التقدمات البيولوجية والطبية التي من المفترض والمتوقع أن تحقق خلال العشرين سنة القادمة ما يسمح للإنسان أن يعيش بعد المائة بمدة طويلة، مما يتيح له أن يستفيد أكثر وأكثر من التقدم الطبي والبيولوجي، فيعيش أطول وأطول.
        ويعتقد كثير من العلماء الآن أن الخلود أصبح في متناول يدهم، فالبحث العلمي الحالي قد فتح بالفعل الطريق إلى الخلود البشري، ومن أوائل الذين طرقوا هذا الطريق - في السبعينيات - العالم البيولوجي الخلوي الأمريكي (ليونارد هيفليك) الذي اكتشف أن لدى معظم أنواع الخلايا البشرية حد طبيعي لعدد الأضعاف التي يمكن أن تنقسم إليها أو تتكاثر، فبعض أنواع الخلايا مثل تلك التي تنتج كريات الدم الحمراء والبيضاء يمكن أن تنقسم ملايين المرات، والبعض الآخر مثل معظم خلايا العصب لا تتكاثر على الإطلاق، وهو ما حدا به إلى تعريف ما يسمى بحد هيفليك، فعلى سبيل المثال، إذا كان حد هيفليك 50 خلية، سينقسم 50 مرة ثم تصبح مسنة، ثم تذبل، ثم تموت، وعندما يموت عدد كاف من خلايانا فإننا نموت، ويترتب على ذلك حقيقة مهمة جدًّا، أنه إذا لم يكن لبعض الخلايا أي حد هيفليك فإنها تكون خالدة، وهو ما قرره هيفليك في أبحاثه حيث وجد التالي:
    12- البكتريا (الفقيرة بيولوجيًّا): لا تموت إذا استثنينا إمكانية قتلها عمدًا بالجوع أو بالإشعاع أو بنقص الماء أو بتسليط كائن آخر عليها ليقتلها، وهو ما يعني أن خلايا البكتريا لا تكبر أو لا تشيخ، فهي تستمر في الانقسام إلى الأبد حتى تصطدم بأي من الأسباب السابق سردها أو لا تصطدم.
    13- خلايا السرطان: وهي أيضًا خالدة، فهي تستمر في الانقسام والانقسام إلى ما لا نهاية، إلا إذا قتلت بإشعاع أو بغيره أو بموت المضيف.
    14- الخلايا هيلا: المأخوذة من ورم (هينريبتا لاكس) في عام 1951م، ما زالت مستمرة في الانقسام بشدة حتى الآن كما كانت تفعل من أكثر من خمسين عامًا.
    15- الخلايا (germline) البشرية: وهي الخلايا التي تتشكل منها البويضات، وخلايا المني؛ لا تظهر أيضًا أي حد هيفليك.
        وعلى ضوء ما تقدم صار هناك سؤال مهم وهو: لماذا تستطيع بعض الخلايا أن تستمر في الانقسام والتعدد والتكاثر، بينما يتكور الآخرون ويموتون بعد عدد معين من الانقسامات؟ وهو ما تصدى للإجابة عليه (د. مايكل فوسل)( ) في كتابه الشهير «منع شيخوخة الإنسان» عن دار النشر وليام مورو الأمريكية 1996.
        فإن الدكتور (فوسل) أعلن عن ذلك الكتاب الشهير في أحد مراكز المعاهد القومية للصحة في 16 إبريل لعام 1996، وألقى محاضرة برعاية المعهد الشمسوني( )؛ درس فيه مرض (تسارع الموت أو الشيخوخة المبكرة Progeria)، وأثبت بالأدلة المستقرأة من هذا المرض مع الحقائق السابقة أن خلايا السرطان والخلايا الجرثومية لا تشيخ، وأن الشيخوخة عملية منظمة، وأنها وظيفة تغيير الجين، وليس وظيفة تآكل وتلف.
        وفي ذلك الكتاب أظهر أبحاثًا مهمة عن (Telomere) الذي يميز آلية لتنظيم الشيخوخة، هذه الأبحاث لا تمثل شيئًا من (D.N.A) في نهاية كل كروموسوم يفقد جزءًا من طوله مع كل انقسام للخلية، شبهه (فوسل) بأنه مثل رأس رباط حذاء، يفقد قصاصة من طوله شيئًا فشيئًا، وفي النهاية رباط الحذاء سيصير عاجزًا عن أداء وظيفته فينكشف الحذاء، وبالمثل عندما يصبح (Telomere) في الخلية قصيرًا جدًّا فإن الخلية تنكشف وتتوقف عن الانقسام والتشعب.
        وهذا التفسير الجديد والرؤية الثاقبة للخلايا البشرية توضح لماذا لا نحظى سوى بحياة محدودة الأجل، وتوضح أيضًا لماذا القيود على السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان والتي تؤدي بدورها إلى إبطاء عمليات (الأيض) وبالتالي إبطاء انقسام الخلية، في حين أنها من الممكن أن تؤدي إلى إطالة العمر، ويوضح لنا أيضًا لماذا ضحايا (Progeria) لا يمكن أن يحيوا حياة قصيرة، فهم ولدوا مع (Telomere) قصير، ويجيب أيضًا على تساؤلاتنا لماذا نبقى فترات من الزمن صغارًا وأقوياء وأصحاء ثم نهوي كالصخور في وقتنا المعين.
        وإجابة هذه التساؤلات جميعًا على كل كروموسوم؛ إذ إنه يوجد هناك بالقرب من أطفارها ما يسمى بالجينات التنظيمية، وأداء تلك الجينات التنظيمية لوظيفتها يعتمد على طول (Telomere)، فعندما يقصر التوليمير إلى حد معين تصبح هذه الجينات التنظيمية إلى حد كبير عاجزة عن أداء وظيفتها، هذه الحقيقة العلمية لم يجد لها العلماء أثرًا في خلايا السرطان والخلايا الجرثومية؛ لذلك فهم دائمي التكاثر والانقسام والتشعب دونما توقف.
        وبالبحث عن السبب الحقيقي وراء ذلك الاستثناء وجد أن هذه الخلايا تنتج إنزيمًا يسمى (Telomerase)، الذي يعيد تكوين (Telomere) من جديد؛ ليحل ذلك المفقود مع كل انقسام، وبمعنى أدق أنه لا ينتج (Telomere) ابتداء وإنما يمنع فقدان التوليمير الموجود.
        والفكرة التي يطرحها الكتاب تنبني على تلك الحقائق العلمية المهمة، وهي هل يمكننا أن نتوصل إلى الخلود لو تمكنَّا من تقديم هذا (Telomerase) إلى الخلايا الطبيعية أو حثها على إنتاجه؟
        وعلى أساس رؤية (د. فوسل) لأبحاثه مع آخرين، أعلن في كتابه عن اعتقاده بأن خلال 10 إلى 20 سنة سيكون العلم البشري قادرًا على منع عملية الكبر أو الشيخوخة البشرية، فبدلاً من أن يكون متوسط العمر الأقصى للإنسان 120 سنة، سيكون من الممكن أن يعيش لمائتين ثم ألف ومائتين، ثم ألفي عام.
        وبشر (د. فوسل) في كتابه معظم الناس الأصغر من الأربعين عامًا بأنه سوف يكون هذا الاحتمال الرائع متاحًا قريبًا؛ لأنه بعد تلك الأربعين سيكون الجسد الإنساني قد أذي بالفعل؛ بحيث لم يعد صالحًا للإطالة.
        وسرد في كتابه مناقشة على القضايا الاجتماعية والأخلاقية التي ستبعث من احتمال منع وتأخير عملية الشيخوخة الإنسانية، واعتبر أن تلك المناقشة من بعض العلماء والباحثين سطحية نوعًا ما، إلا أنها تمثل بداية إلى منطقة معقدة جدًّا، كما ناقش عوائق تلك الإطالة المتعمدة لعمر الإنسان، وتساءل من سيتولى خطط التعليم وإعادة التعليم وترتيبات الصراع على السلم التجاري.
        ولكن على حد تعبير (د. فوسل) أنه لسوء الحظ، لا يمكننا أن نتوصل إلى الخلود بمثل هذه البساطة لأسباب كثيرة منها:
    أولاً: بعض أنواع الخلايا لا تنقسم أساسًا: كعضلة القلب أو خلايا الدماغ - على سبيل المثال - وهذا يعني أنهم خارج دائرة هذه العملية التي تنظم شيخوخة الخلايا أي أنهم لن ينتفعوا بـ (Telomerase) وسوف تشيخ تلك الخلايا.
    ثانيًا: العديد من الخلايا السرطانية فعلاً تخفق في أن تصبح خالدة وتموت ببساطة؛ لأنهم يفقدون القدرة على إنتاج (Telomerase) لسبب أو لآخر.
    ثالثًا: مد الجسد الإنساني بـ (Telomerase) بطريقة عامة في صورة أقراص أو حقن من الممكن أن يشكل خطرًا عامًّا عليه؛ إذ إنه قد يحفظ الخلايا الهاربة للتشعب بشكل غير محدد وهو ما ينذر بالسرطان.
    ويأمل (د. فوسل) أنه ربما يومًا ما سيكون العلماء قادرون على تمكين الخلايا الطبيعية من الاستمرار في إنتاج (Telomerase) وفي نفس الوقت تحجيم إنتاجها من ذلك الإنزيم في الخلايا الهاربة أو الشاذة، إلا أنه يرى في كتابه أن الوضع الحالي يجعلنا نفضل الأبحاث التي تمنع الخلايا من إنتاج (Telomerase) للسيطرة على السرطان قبل أن نتقدم في البحث على حث الخلايا على إنتاج (Telomerase)؛ لذا فقد أطلق تحذيراته من أن التقدم في حث الخلايا الطبيعية على إنتاج (Telomerase) قد لا يمدد الحياة بشكل كبير مباشرة، فما زال هناك الكثير من العوامل التي تنهي الحياة مثل: الفيروسات، البكتريا، الجروح، السم، الأخطاء الوراثية... إلخ.
        وقد أطلنا في سمة هاجس التطور، وتشعبنا في الحديث عن القضاء على الموت كأحد مظاهر تلك السمة، وهناك سمات أخرى كثيرة لذلك العصر المتطور منها: الحرية، والمساواة، والعولمة، والرابطة الإنسانية، والشفافية، والسرية، والمادية، وتحكم نظرية العقد، والمؤسسة، والبرجماتية، والتفكيك، والضوضاء، والكم يسبق النشاط، وانكشاف الأسرار، والدعوة إلى النفس الأمارة بالسوء، واختلال الرابطة، واختلاف حالة الحرب، ونظام السوق.
     

    الهوامش:
    ----------------
    (1) أخرجه الترمذي في كتاب «المناقب» باب «في فضل الشام واليمن» حديث (3956)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في التفاخر بالأحساب» حديث (5116) من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
    (2) من الآية 43 من سورة النحل.
    (3) من الآية 11 من سورة الشورى.
    (4) الآية 23 من سورة الجاثية.
    (5) الآيات 128: 130 من سورة الشعراء.
    (6) من الآية 26 من سورة المطففين.
    (7) هذا اللفظ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في «المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم» (2/ 60) حديث (976) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأصل هذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا: البخاري في كتاب «الأذان» باب «الاستهام في الأذان» حديث (615)، ومسلم في كتاب «الصلاة» باب «تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول» حديث (437) بلفظ: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا».
    (8) وهو طبيب حصل على الدكتوراه من جامعة (ستانفورد) وهو حاليًا: أستاذ في الطب الباطني بجامعة مقاطعة ميتشجان الأمريكية، وهو أيضًا رئيس تحرير لمجلة (منع الشيخوخة) الطبية.
    (9) وهو أحد فروع المؤسسة الشمسونية بأمريكا وهي مؤسسة تنتسب إلى جيمس شمسين (1765 -1829) وهو رجل أعمال إنجليزي الأصل هاجر للولايات المتحدة الأمريكية، وعمل بالتجارة حتى حقق ثروة طائلة أوصى بها كلها في نهاية حياته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت بتأسيس مؤسسة علمية في واشنطن تحت اسم (المؤسسة الشمسونية) (مؤسسة للزيادة وانتشار المعرفة) وهي تهدف إلى ترويج الإبداع والبحث والاكتشافات العلمية.

     

    المصدر : كتاب سمات العصر ، لفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة .

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام فكر اسلامى

    تعليقات الزوار ()