روي أن دحية الكلبي
قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله بكتاب إلى قيصر فأرسل إلى
الاسقف فأخبره بمحمد وكتابه
فقال : هذا النبي الذي كنا ننتظره بشرنا به عيسى بن مريم
وقال الاسقف : أما أنا فمصدقه ومتبعه
فقال قيصر : أما أنا إن فعلت ذهب ملكي
ثم قال قيصر : التمسوا لي من قومه ههنا أحدا أسأله عنه
وكان أبوسفيان وجماعة من قريش دخلوا الشام تجارا فأحضرهم
وقال : ليدن مني أقربكم نسبا به ، فأتاه أبوسفيان
فقال : أنا سائل عن هذا
الرجل الذي يقول : إنه نبي ، ثم قال لاصحابه : إن كذب فكذبوه ، قال أبوسفيان :
لولا حيائي أن يأثر أصحابي عني الكذب لاخبرته بخلاف ما هو عليه
فقال : كيف نسبه فيكم ؟
قلت : ذو نسب ،
قال : هل قال : هذا القول منكم أحد ؟
قلت : لا
قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ؟
قلت : لا ، قال : فأشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم ؟ قلت ضعفاؤهم
قال : فهل يزيدون أو ينقصون ؟ قلت يزيدون
قال : يرتد أحد منهم سخطا لدينه
قلت : لا ، قال : فهل يغدر ؟
قلت : لا ، قال : فهل قاتلتموه ؟
قلت : نعم ،
قال : فكيف حربكم وحربه ؟
قلت : ذو سجال : مرة له ، ومرة عليه
قال : هذا آية النبوة
قال : فما يأمركم ؟
قلت : يأمرنا أن نعبد الله وحده ، ولا نشرك به شيئا ، وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ،
ويأمرنا بالصلاة والصوم والعفاف والصدق وأداء الامانة والوفاء بالعهد ،
قال : هذه صفة نبي وقد كنت أعلم أنه يخرج ولم أظن أنه منكم ، فإنه يوشك أن يملك ما تحت
قدهي هاتين ، ولو أرجو أن أخلص اليه لتجشمت لقياه ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه ، وإن
النصارى اجتمعوا على الاسقف ليقتلوه ،
فقال : اذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام و أخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ، وأن النصارى أنكروا ذلك علي ، ثم خرج إليهم فقتلوه
تحياتى لكم