بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطورة الاستخدام الخاطئ للدواء وعودة الداء
من خلال مهنتنا الطبية (العلاجية) نذكر حكمتنا القائلة(إن فهمك لكيفية استعمال الدواء هو نصف العلاج) إن لم يكن هو العلاج بكامله00ولانقول الشفاء لأن الشفاء أولا وأخيرا من عن الله عز وجل (وإذا مرضت فهو يشفين)وتمشيا مع هذه ألحكمه الجليلة لما تحمله من دلالات كبيره ومعاني عظيمه استحقت بذلك أولوية السماع وشرف الإصغاء فهي بحق حكمه وليست مجرد جمله عابره..لذا يتحتم علينا تصحيح بعض الأخطاء في استعمال الدواء التي ينبغي أن يفهمها ويدركها إخواننا المرضى عافانا وإياهم جميعاً. فيصححوا بذلك مسارهم العلاجي حتى يصلوا إلى هدفهم المنشود وهو الشفاء العاجل بإذن الله تعالى.ومن الاستعمالات الخاطئة للدواء نذكر بعض منها:
*كثير من المرضى سواء من الأطفال وغيرهم وإن كانت أغلب الحالات من طبقة الأطفال يشتكون من تكرار وعودة أزمة الربو الشعبي عندهم لعدم إلمامهم بالطريقة الصحيحة لتناول الدواء وخصوصا بخاخ أو مستنشق الفنتولين..والطريقة الصحيحة لاستخدامه هي كالتالي: يجب رج العبوه ثم فتح الغطاء ثم وضع فتحتها بالفم بعد طرد الهواء من الرئة بحيث يكون قاع البخاخ إلى الأعلى ثم خذ نفساً عميقاً من الفم مع الضغط على قاع البخاخ حتى يدخل الرذاذ مع هواء الشهيق إلى الرئة ثم يكتم النفس لمدة عشر ثواني أو أطول مده ممكنه بدون إرهاق ثم أخرج الزفير ببطء . ويمكن استعمال جرعة أخرى بعد خمس دقائق ,ولا يكرر الاستعمال قبل ساعتين.
*كذلك هناك أدويه تستعمل في علاج الربو الشعبي مثل مشتقات الكورتيزون حيث تستعمل في علاج الأزمات الحادة للربو .. ولكن كثير من المرضى يخالفون التعليمات الموجهة لهم سواء من قبل الطبيب أو الصيدلي ..وذلك إما بتناول الدواء بطريقه عشوائية أو بقطع العلاج من تلقاء نفسه وهذا خطأ خصوصا هذا النوع من الدواء حيث يجب أن يستعمل بدقه ويترك بدقه..ولابد من الإشراف الطبي الدقيق, وذلك لخطورة الأعراض الجانبية التي تسببها هذه الأدوية مثل اختزان الماء والملح في الجسم وفقدان عنصر البوتاسيوم وزيادة سكر الدم.. لذلك يجب إتباع التعليمات لاستخداماتها حتى يتفادى المريض هذه الأعراض الجانبية.
*وكذلك نذكر بعض الاستعمالات الخاطئة للمضادات الحيوية مثل الأموكسيل و البنسلين ...وغيرها تأتي من سوء الاستعمال أو التخزين فمن الأخطاء في سوء الاستعمال للمضادات الحيوية هي أن البكتيريا قد تكتسب مناعة ضد تلك المضادات وذلك نتيجة لإعطاء جرعات أقل من المطلوب أو لعدم الانتظام في مواعيد تناول الجرعات في وفتها أو لقصر مدة العلاج..وقد تفقد المضادات الحيوية فاعليتها بسبب سوء التخزين أو انتهاء تاريخ صلاحيتها.
والطريقة الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية :
بالنسبة للكبسولات أو الأقراص: يجب أخذها في وقتها وعند نسيان إحدى الجرعات في التوقيت المحدد فلا بأس من أن تأخذ الجرعة مضاعفه, كما يجب عدم الإسراف في تناول المضادات الحيوية فإن بعضها قد يتسبب في نمو البكتيريا المقاومة التي يستعصى علاجها فيما بعد.كذلك يؤدي الإسراف في تناوله إلى قتل البكتيريا النافعة التي تنمو في الأمعاء وتساعد على منع الاضطرابات المعوية.
بالنسبة للمضادات الحيوية على شكل بودرة: يجب رج الزجاجة قبل إضافة الماء لتحريك المسحوق ثم يضاف الماء المعقم إلى ثلثي خط التعبئة الموجود على البطاقة الملصقة على الزجاجة ثم يرج جيداً حتى يذوب المسحوق ثم يضاف الماء حتى الخط وترج الزجاجة حتى ذوبان المسحوق بالكامل..ويجب رج الزجاجة قبل تناول كل جرعه .. ويحفظ الشراب أو المعلق بعد تحضيره بالثلاجة ويستعمل خلال أسبوعين من تاريخ تحضيره,أما إذا تم حفظه خارج الثلاجة, في درجة حرارة الغرفة يجب أن يكون بعيدا عن الضوء والحرارة ويستخدم خلال أسبوع.
*يعتقد البعض أن الإفراط في تناول الفيتامينات لا يؤدي إلى حدوث أي أضرار للشخص الذي أساء استعمالها لاعتقادهم بأن الفيتامينات مواد غذائية تفيد الإنسان ولا تضره وقد يكون هذا الاعتقاد صحيحا بالنسبة لبعض الفيتامينات مثل مجموعة فيتامينات (ب المركب) إلا أن الإفراط في تناول بعض من الفيتامينات مثل فيتامين (أ)
وفيتامين(د)قد يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض الجانبية وكما هو معروف أن فيتامين (د) يستعمل لعلاج الكساح ولين العظام عند الأطفال أو نقص الكالسيوم في عظام الكبار مما يسبب لين العظام أو هشاشتها.
ولكن من الملاحظ أن بعض المرضى عندما تنتهي مدة علاجهم يواصلون أخذ العلاج من تلقاء أنفسهم من دون استشارة الطبيب المعالج وهذا بلا شك خطأ, فقد لا تستدعي حالة المريض الاستمرار في تناول العلاج .
أن الإسراف أو سوء الاستعمال قد يؤدي إلى حدوث أعراض جانبيه غير محمودة العواقب..
فمثلاً فيتامين (د) إذا أخذ بجرعات كبيره قد يؤدي إلى زيادة نسبة الكالسيوم والفسفور في الدم وبالتالي يؤدي ذلك إلى ترسب الكالسيوم في الشرايين والكلى الذي قد يسبب ارتفاع في ضغط الدم أو حدوث فشل كلوي .. لا سمح الله.
وكما أن الإفراط في تناول فيتامين (أ) بكميات كبيره أو لمدة طويلة يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض الجانبية مثل : القي والإصابات الجلدية وفقدان الشهية وتضخم الكبد والطحال.. لذلك نوصي بأن لا يستخدم إلا في حالة احتياج الجسم إليه أو في حالات الأمراض الناجمة عن نقص فيتامين (أ) أو لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
في الختام.. نرجو أن نكون قد وفقنا في إعطاء لمحه عن بعض الأخطاء الشائعة في سوء استعمال الدواء.. والله يحفظنا وإياكم من كل مكروه..