بتـــــاريخ : 10/16/2008 12:01:45 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1026 0


    الغرفة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الغرفة

    إلى : زينب التي تشبه القلب !

     

    ملاحظة: المقطع التالي حذف من نهاية القصة : (( أيقظت الموسيقى ، و أخذَت ترقص على فرش الصالة الأزرق ، حيث الأمواج ؛ تتشابك أصابعنا ، فتتخافق نوارس قلوبنا و تطير ، و تشتبك في سماء الصالة ، فوق البحر ، هناك .. لم نخف عليها ، نضحك طفلين كالدهشة الواسعة ، و نحن نجدف في قارب الموسيقى .. حيث العالم …)) .

     

    تنقبض غرفتنا ، فنصغر كالقلب ، و يأخذ البيت يتقلص ، ثم تضيق الحديقة .. فننفلت :

    نمسك يد بعضنا ، و نركب السيارة الواسعة ، و ننطلق في شارعنا الكبير كالبحر .. حتى نصل إلى الشاطئ حيث مداه لا يتناهى .. يمتد ، و يمتد معه البحر ، مستمراً كالحياة . هناك رصيف جميل ، يستقبل أقدامنا ضاحكاً ، تحضنه المساحات الخضراء الندية :

    أطراف الأعشاب فيها ـ مثلاً ـ قطرات صغيرة تقول : إنها تبكي فرحاً بنا ، و النخيل يقف بعضها بسكون ، و ينحني البعض مرحباً ، بينما أشجار تخشع لريح تمر بقربنا هامسة ، و نوارس تتخافق ، هناك ، حيث تطاير قلبانا ، و اشتبكا في الفضاء ، فوق البحر .. خفنا عليهما قليلاً ، لكن عيوننا تحولت إلى طفلين باسمين يركضان بعيون واسعة جداً كالدهشة .. رفرف القلبان ، و حطّا على صدرَي الطفلين اللاهيين .. كان العالم !

    زوجتي تشبك أصابعها في أصابعي كما تلك الأمواج ، و نمشي هكذا …. يمرّ رجل من جانبنا ، و يلتفت نحونا ، و نحن كما تلك الأمواج ( لا سيماء للنوارس فيه ، أو الموج ، أو البحر ، و لم يكن له فم ، أو بسمة … ) ، و يمرّ رجل آخر يلتفت إلينا ، و يحدق في أمواج أصابعنا المتشابكة .. يتنفض الموج ، ثم يهدأ .. يمر آخر ، فينكمش الموج ، و آخر ، فترتخي أصابعنا ، و يصير البحر ماء صاخباً .. نسمع زعيق النوارس .. و نرى تمايل النخيل و تساقط الأوراق اليابسة التي لم نرها من قبل ، تحملها الريح و تمر بالقرب من وجوهنا .. إنها أسرع من النوارس ، أصوات أقدامنا واضحة فوق الرصيف الخشن ، و الأعشاب تبدو صغيرة و صفراء ( هكذا نراها الآن ) ، زوجتي ( تتخثع ) خلفي بعباءتها ، و كأننا نركض إلى السيارة ، حيث ركبنا ، و انطلقنا مخلفين بحراً ضيقاً ، وصولاً إلى شارعنا الضيق ، لم يكن غير أعمدة الكهرباء الطويلة المضاءة ظهراً ، و الإسفلت الأسود .

    أوقف سيارتي أمام البيت مباشرة ، و بعد أن تفتح زوجتي باب البيت و تدخل ، أحكم إغلاق أبواب السيارة ، ثم أغلق باب البيت ( أتأكد من ذلك بهز الباب ، فيومئ لي مُطمئناً ) .. الحديقة واضحة الآن :

     

    بها شجر أخضر ، و أعشاب خضراء ، على أطرافها قطرات ندية ، أدخل البيت ، و أشاهد زوجتي في البحر …

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الغرفة

    تعليقات الزوار ()