مع دخول فصل الصيف الحار، تتهافت الأنفس على شرب العصائر المثلّجة، التي تعطي إحساساً بالبرودة، يأمل البعض منها أن يحصلوا على الانتعاش والقضاء على العطش.. إلا أن الأطباء _على الدوام_ لديهم ما يقدمونه للآخرين، ويلجمون اندفاعهم نحو ما قد يعتقدون أنه مناسب وصحي!!
التهابات الحلق وغشاء المعدة:
فعلى سبيل المثال، يحذّر الأطباء من شرب الماء أو العصير المثلّج قبل الأكل خاصة، بسبب ما يحدثه من انقباض في الشعيرات الدموية داخل المعدة والمريء والفم والبلعوم، وهو بدوره يؤدي إلى توتر العضلات وتقلصها، ما يؤثّر سلباً على عمليات الأكل والهضم والحركة الدموية داخل الجهاز الهضمي.
ويزيد الأطباء حول هذا التحذير، أن عادة شرب الماء أو العصير المثلج وقت الشعور بالحر، تؤدي إلى التهاب الغشاء المبطن للمعدة، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون معدة ضعيفة. كما تؤدي هذه العادة لالتهاب الحلق. وهو أمر كثيراً ما نتعرّض له، ويبدأ على شكل ألم خفيف ثم حاد في الحلق.
تسوّس الأسنان:
لا يؤثّر شرب العصائر المثلجة على المعدة فقط، بل يتعداها إلى الأسنان. فبفضل نسبة السكر والأحماض المرتفعة في هذه العصائر، يصبح من السهولة بمكان أن يجد "السوس" مكاناً ملائماً للنمو، ويبدأ بأكل طبقة الأسنان الخارجية، وصولاً إلى الجذر.. وعندها يصبح لزاماً عليك زيارة الطبيب، والجلوس خلف مقعده المخيف.
وقد أطلق التحذير من هذه العصائر، مجموعة من الأطباء البريطانيين، الذين قالوا: "إن تناول العصائر المثلجة التي يرتفع بها نسبة السكر والأحماض، يؤدي إلى تسوس الأسنان في غياب العناية الجيدة بها".
ويقول الطبيب نايجل كارتر (رئيس المؤسسة البريطانية لطب الأسنان): "إنه مع كل رشفة عصير مثلج تتعرض الأسنان لهجوم من الأحماض يدوم ساعة و من ثم فإن تناول المشروبات بانتظام يعرض الطبقة الخارجية للأسنان للتآكل مما يجعلها حساسة وتسبب الآلام كما يمكن أن تؤدى إلى تسوس الأسنان".
وينصح الأطباء بغسل الأسنان بالفرشاة والمعجون قبل تناول العصير حيث يساعد هذا على الحماية من التأثير الضار للأحماض الموجودة في العصير.
أين فوائد العصائر المثلّجة إذاً:
قد يسأل البعض هذا السؤال، محاولين اختراق خطوط هجوم الأطباء، والانتصار لهذه العادة المحببة لدى الكثيرين، إلا أن الأطباء يجيبون على هذا السؤال بالقول: " إن للعصير المثلج فوائد كبيرة وعديدة، أثبتت الدراسات الجديدة أن فوائدها ضعفا ما كان معروفا من قبل".
ولكن مع ذلك يقول الأطباء: "إن الفوائد التي تعود على الشخص بمضاعفة استهلاكه للعصائر المثلجة، لا توازي الأضرار التي تلحقها هذه المشروبات بأسنانه".
وحتى فيما يتعلق بإمكانية علاج هذه المشكلة بتنظيف الأسنان فور تناول العصير، يجد الأطباء مدخلاً لهجوم جديد، قائلين: "إن غسل الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد تناول العصير قد يضر بها حيث أن الطبقة الخارجية قد تتضرر بسبب الأحماض في العصير".
ربما بات على البعض منّا مراجعة قراراته المتعلق بتناول هذه العصائر، امتثالاً لآراء الأطباء. ولكن من المؤكد أن الكثيرين لن يلتفتوا إلى هذه النصائح، وسيعطون أنفسهم فرص متعاقبة لتناول العصائر الباردة والمثلّجة، في ظل الأجواء الصيفية الملتهبة.
ولكن تبقى المقولة الرائدة في هذا المجال.. درهم وقاية.. خير من قنطار علاج.