بتـــــاريخ : 10/14/2008 7:08:50 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1165 0


    دار راوية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ياسر عبد الباقي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة دار راوية

     

    هذا اليوم سفكت رأس الارنب0 جعلت دمه يختلط بثوبي 0 الأرنب

    اللعين لم يرحم مزرعتي الصغيرة0 أظن باني لم ارحمه أيضا.

    قالت لي أمي : آكلة حرام .

    قلت وأنا أضع السكين في فمي : سأكلة انتقاما لمزرعتي0

    شعرت بالدم يسيل من السكين ويعبر شفتاي ثم ينقط إلى الأسفل مثل

    قطرات الماء 0 راقبت الأرنب وهو يصارع الموت0 قوائمه أخذت

    تحفر الأرض بقوة ثم بدأت تتصلب0 اعتقد أن عينيه الحمراء كانت

    تنظر إلي , ولفظ أنفاسه الاخيرة0

    ابتسمت تذكرت ابنة عمي, غدا زفافها ، شي من جسدها سيتهتك ..

    كله دم0

    ـــ بنت00 آكله هكذا حرام.

    ــ سأكله، والله العظيم سآكله.

    ــ وأنا معك , كان هدا صوت أختي الصغيرة وهي تنظر ألي بشراهة .

    ـــ طيب , على الأقل نقتسم بيننا الحرام , اذهبي واسلخي جلده

    ركضت به إلى المطبخ , لكنها سريعا ما عادت ألي مهرولة، كانت

    تلهث وصدرها الصغير. . قالت وكأنها تذيع خبر سار : أبن

    المدينة ، انظري أنه على السقف .

    ـــ هاتي المنظار بسرعة .

    ــــ أنه معي ، قالت ذلك ورفعت المنظار إلى وجهي .

    ــــ يا شيطانه

    حدقت بالمنظار, أبن المدينة قريبي الذي لم أره أبدا , كان

    جالسا على حافة سقف دار جده ، اعتادت أن يأتي في العيد

    الكبير، هيا دعني أرى وجهك أيها المتمدن در رأسك , نعم قليلا

    دعني أرى وجهك ، أه أنه يحدق بي .

    أحب المبيت في بيت جدي كلما زرت القرية ,. صعدت إلى سقف البيت0

    أحب مشاهدة القرية من هذا المكان0

    هذا الصباح كان مشمسا ، جلست على حافة السقف, راقبت جدتي وهي

    تجلب الماء من خزان كبير، اغلب نساء القرية في هذا الوقت

    يجلبن الماء في صفائح معدنية كبيرة ، تحمل على الرأس وبعضهن

    يحملان صفائح في أيدهين ويمشيان بمهارة صعودا من حول ونزولا إلى

    حول أخر دون أن يسقطن قطرة ماء واحدة من 0

    غدا أول أيام عيد الأضحى ، الكل منشغل للتحضير له ، تشهد

    القرية الأعراس والزيارات بين الأهل ، ومجالس القات ، والقيل

    والقال .

    ها أنا الآن أرى فتاتي ، نعم إنها فتاتي، رايتها مرة واحدة في

    العام الماضي في زفاف أخيها , كنت سمعت عنها كثير حتى شغلت

    خيالي0

    قمحية اللون، لها عينان صغيرتان هادئتان لكن صارمتين0 ذات

    جمال هادئ0 ما أن رأيتها حتى اضطرب قلبي , اعترف أني وقعت في

    غرامها0

    هاهي ألان واقفة أمام منزلها بثوب احمر لامع،سمعت أنها تملك

    منظارا, غطت عينيها به ، لقد اختفت0

    ركضت إلي الداخل، وتبعتني أختي الصغيرة قائلة : مالك ؟!

    ـــ أظنه يراقبني ، ضحكت أختي الصغيرة ، لعلها تسخر مني ،

    فطلبت منها أن تذهب وتسلخ الأرنب . العام الماضي قبل أن يعود

    إلى المدينة بعث لي رسالة كلامية مع ابنة عمي يود

    الارتباط بي ، فاجأني ، لا اعرفه ولا اعتقده قد شاهدني ، لا أفكر

    بالارتباط ألان أود إن اكمل دراستي ، هذا كان ردي له والغريب

    أني بقيت طوال العام أفكر به ، أتخيله ، أيختلف عن ابن القرية

    ، لم تكن ملامحه واضحة ، لكني اعتقده نحيل واسمر ، يا الهي

    اشعر باضطراب في قلبي كلما فكرت فيه ، هل هو الحب ؟!

    التهمت الأرنب مع عظامه ، قالت لي أمي وهي تنظر إلى لحم

    الأرنب : كان عليك إن تضعين

    رأسه في اتجاه القبله حتى أكل معك .

    ضحكت , كنت اعرف إن أمي يعجبها لحم الأرنب ، شاركتني أختي في

    آكله وكذلك أخي الذي تردد في البداية, لكنه لم يلحق سوى فتات

    عظامه .

    بكرنا هذا الصباح في أول يوم العيد إلى المسجد ، وكما جرت

    العادة علينا أن نمر على كل بيت في القرية من الأهل والجيران ،

    ونسلم عليهم ونحتسي الشاي ونأكل أحيانا ،

    وكان أخر بيت نزوره هو بيت فتاتي ، لم تظهر ، لكني شعرت بها

    تتلصص علينا عندما خرجنا من المنزل .

    اليوم. أول أيام العيد ، جاء إلى الدار لم أره جيدا ، لكني

    شاهدته من الخلف عندما غادرنا ، كان يلبس سرول جينز ، راقبته

    وهو يصعد إحدى السيارات وخيل لي انه

    قد أشار لي بيده ، ثم اختفى .

    كنت اعرف أنها سوف تنزل قبل الغذاء إلى بيت عمها ، فاليوم عرس

    ابنة عمها التي هي في الوقت نفسه ابنة عمتي ، الساعة العاشرة

    عندما شاهدتها تغادر منزلها بثوب اسود وحجاب على رأسها اسود

    أيضا ، فكرت أن انتظرها في الممر الضيق المؤدي إلى البيت ،

    أدرك انه في هذا الوقت لن يرانا أحد ، خاصة أن الكل مشغول

    بالذبائح والأعراس ،

    كانت تقفز من حول إلى حول بخفة ومهارة ، اختبأت خلف جذع شجرة

    ، انتظرت حتى تقترب ، وظهرت لها فجأة ، ارتعبت في البداية ،

    وحدقت آلي .

    قلت لها : كيف حالك ؟!

    ــ الحمد الله ، أجابت في صوت خافض وحذر .

    ــ تعرفينا ؟

    هزت رأسها بالإيجاب .

    ــ إلى أين أنت ذاهبة ؟

    ــ إلى دار عمي

    تقدمت نحوها قليلا , تراجعت إلى الوراء والتصقت بجذع الشجرة

    ، , لم أتردد أبدا في حضنها هي والشجرة وقبلتها بقوة وبشراهة

    ، قاومت في البداية ثم استسلمت ، ومن ثم دفعتني ، كانت تلهث .

    كل ما في جسدها يلهث ، حاولت الفرار ، لكني امسكتها من يدها .

    وقلت : أنا إقراء العيون جيدا ، اعرف بما تفكرين ألان ، نظرت

    ألي متسائلة ، وحاولت إن

    تبعثر عينيها بعيدا عني ، قلت : تودين إن أقبلك مرة أخرى ؟

    دفعتني بقوة ، وراحت تركض وتركض ، كنت أدرك إنها لن تركض

    بعيدا إلى الأبد .

    كنت متوترة هذا اليوم ، لقد أخفني ، كان فجا ووقحا معي ، كاد

    أن يغتصبني ،سحق

    شفتاي ، جعلها عصارة في فمه ، لم اعرف كم مضى من الوقت وجسده

    ملتصقا بي ، شعور غريبا أحسست به وهو.... مر أمامي شريط صور

    لي أني أرى الأرنب أمامي ودمه في فمي، وابنة عمي في الفراش

    مستسلمة .

    دفعته عن صدري بقوة وكأني أزحت جبلا جاثما فوقي ، شعرت أن

    القرية كلها تراقبنا لن اسلم من لسانهم ، كنت ارتجف أحسست

    ببرودة فجأة ، قال شيئا لم اعد اذكره ، لكنه كان مستعدا للمرة

    الثانية أن يلتهم فمي وجسدي ، دفعته مره ثانية ، رحت اركض،

    منذ ذلك اليوم وأنا أحاول الركض كلما رايته

    كلمات مفتاحية  :
    قصة دار راوية

    تعليقات الزوار ()