دار راوية

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ياسر عبد الباقي | المصدر : www.arabicstory.net

 

هذا اليوم سفكت رأس الارنب0 جعلت دمه يختلط بثوبي 0 الأرنب

اللعين لم يرحم مزرعتي الصغيرة0 أظن باني لم ارحمه أيضا.

قالت لي أمي : آكلة حرام .

قلت وأنا أضع السكين في فمي : سأكلة انتقاما لمزرعتي0

شعرت بالدم يسيل من السكين ويعبر شفتاي ثم ينقط إلى الأسفل مثل

قطرات الماء 0 راقبت الأرنب وهو يصارع الموت0 قوائمه أخذت

تحفر الأرض بقوة ثم بدأت تتصلب0 اعتقد أن عينيه الحمراء كانت

تنظر إلي , ولفظ أنفاسه الاخيرة0

ابتسمت تذكرت ابنة عمي, غدا زفافها ، شي من جسدها سيتهتك ..

كله دم0

ـــ بنت00 آكله هكذا حرام.

ــ سأكله، والله العظيم سآكله.

ــ وأنا معك , كان هدا صوت أختي الصغيرة وهي تنظر ألي بشراهة .

ـــ طيب , على الأقل نقتسم بيننا الحرام , اذهبي واسلخي جلده

ركضت به إلى المطبخ , لكنها سريعا ما عادت ألي مهرولة، كانت

تلهث وصدرها الصغير. . قالت وكأنها تذيع خبر سار : أبن

المدينة ، انظري أنه على السقف .

ـــ هاتي المنظار بسرعة .

ــــ أنه معي ، قالت ذلك ورفعت المنظار إلى وجهي .

ــــ يا شيطانه

حدقت بالمنظار, أبن المدينة قريبي الذي لم أره أبدا , كان

جالسا على حافة سقف دار جده ، اعتادت أن يأتي في العيد

الكبير، هيا دعني أرى وجهك أيها المتمدن در رأسك , نعم قليلا

دعني أرى وجهك ، أه أنه يحدق بي .

أحب المبيت في بيت جدي كلما زرت القرية ,. صعدت إلى سقف البيت0

أحب مشاهدة القرية من هذا المكان0

هذا الصباح كان مشمسا ، جلست على حافة السقف, راقبت جدتي وهي

تجلب الماء من خزان كبير، اغلب نساء القرية في هذا الوقت

يجلبن الماء في صفائح معدنية كبيرة ، تحمل على الرأس وبعضهن

يحملان صفائح في أيدهين ويمشيان بمهارة صعودا من حول ونزولا إلى

حول أخر دون أن يسقطن قطرة ماء واحدة من 0

غدا أول أيام عيد الأضحى ، الكل منشغل للتحضير له ، تشهد

القرية الأعراس والزيارات بين الأهل ، ومجالس القات ، والقيل

والقال .

ها أنا الآن أرى فتاتي ، نعم إنها فتاتي، رايتها مرة واحدة في

العام الماضي في زفاف أخيها , كنت سمعت عنها كثير حتى شغلت

خيالي0

قمحية اللون، لها عينان صغيرتان هادئتان لكن صارمتين0 ذات

جمال هادئ0 ما أن رأيتها حتى اضطرب قلبي , اعترف أني وقعت في

غرامها0

هاهي ألان واقفة أمام منزلها بثوب احمر لامع،سمعت أنها تملك

منظارا, غطت عينيها به ، لقد اختفت0

ركضت إلي الداخل، وتبعتني أختي الصغيرة قائلة : مالك ؟!

ـــ أظنه يراقبني ، ضحكت أختي الصغيرة ، لعلها تسخر مني ،

فطلبت منها أن تذهب وتسلخ الأرنب . العام الماضي قبل أن يعود

إلى المدينة بعث لي رسالة كلامية مع ابنة عمي يود

الارتباط بي ، فاجأني ، لا اعرفه ولا اعتقده قد شاهدني ، لا أفكر

بالارتباط ألان أود إن اكمل دراستي ، هذا كان ردي له والغريب

أني بقيت طوال العام أفكر به ، أتخيله ، أيختلف عن ابن القرية

، لم تكن ملامحه واضحة ، لكني اعتقده نحيل واسمر ، يا الهي

اشعر باضطراب في قلبي كلما فكرت فيه ، هل هو الحب ؟!

التهمت الأرنب مع عظامه ، قالت لي أمي وهي تنظر إلى لحم

الأرنب : كان عليك إن تضعين

رأسه في اتجاه القبله حتى أكل معك .

ضحكت , كنت اعرف إن أمي يعجبها لحم الأرنب ، شاركتني أختي في

آكله وكذلك أخي الذي تردد في البداية, لكنه لم يلحق سوى فتات

عظامه .

بكرنا هذا الصباح في أول يوم العيد إلى المسجد ، وكما جرت

العادة علينا أن نمر على كل بيت في القرية من الأهل والجيران ،

ونسلم عليهم ونحتسي الشاي ونأكل أحيانا ،

وكان أخر بيت نزوره هو بيت فتاتي ، لم تظهر ، لكني شعرت بها

تتلصص علينا عندما خرجنا من المنزل .

اليوم. أول أيام العيد ، جاء إلى الدار لم أره جيدا ، لكني

شاهدته من الخلف عندما غادرنا ، كان يلبس سرول جينز ، راقبته

وهو يصعد إحدى السيارات وخيل لي انه

قد أشار لي بيده ، ثم اختفى .

كنت اعرف أنها سوف تنزل قبل الغذاء إلى بيت عمها ، فاليوم عرس

ابنة عمها التي هي في الوقت نفسه ابنة عمتي ، الساعة العاشرة

عندما شاهدتها تغادر منزلها بثوب اسود وحجاب على رأسها اسود

أيضا ، فكرت أن انتظرها في الممر الضيق المؤدي إلى البيت ،

أدرك انه في هذا الوقت لن يرانا أحد ، خاصة أن الكل مشغول

بالذبائح والأعراس ،

كانت تقفز من حول إلى حول بخفة ومهارة ، اختبأت خلف جذع شجرة

، انتظرت حتى تقترب ، وظهرت لها فجأة ، ارتعبت في البداية ،

وحدقت آلي .

قلت لها : كيف حالك ؟!

ــ الحمد الله ، أجابت في صوت خافض وحذر .

ــ تعرفينا ؟

هزت رأسها بالإيجاب .

ــ إلى أين أنت ذاهبة ؟

ــ إلى دار عمي

تقدمت نحوها قليلا , تراجعت إلى الوراء والتصقت بجذع الشجرة

، , لم أتردد أبدا في حضنها هي والشجرة وقبلتها بقوة وبشراهة

، قاومت في البداية ثم استسلمت ، ومن ثم دفعتني ، كانت تلهث .

كل ما في جسدها يلهث ، حاولت الفرار ، لكني امسكتها من يدها .

وقلت : أنا إقراء العيون جيدا ، اعرف بما تفكرين ألان ، نظرت

ألي متسائلة ، وحاولت إن

تبعثر عينيها بعيدا عني ، قلت : تودين إن أقبلك مرة أخرى ؟

دفعتني بقوة ، وراحت تركض وتركض ، كنت أدرك إنها لن تركض

بعيدا إلى الأبد .

كنت متوترة هذا اليوم ، لقد أخفني ، كان فجا ووقحا معي ، كاد

أن يغتصبني ،سحق

شفتاي ، جعلها عصارة في فمه ، لم اعرف كم مضى من الوقت وجسده

ملتصقا بي ، شعور غريبا أحسست به وهو.... مر أمامي شريط صور

لي أني أرى الأرنب أمامي ودمه في فمي، وابنة عمي في الفراش

مستسلمة .

دفعته عن صدري بقوة وكأني أزحت جبلا جاثما فوقي ، شعرت أن

القرية كلها تراقبنا لن اسلم من لسانهم ، كنت ارتجف أحسست

ببرودة فجأة ، قال شيئا لم اعد اذكره ، لكنه كان مستعدا للمرة

الثانية أن يلتهم فمي وجسدي ، دفعته مره ثانية ، رحت اركض،

منذ ذلك اليوم وأنا أحاول الركض كلما رايته