هذا اليوم سفكت رأس الارنب0 جعلت دمه يختلط بثوبي 0 الأرنب
اللعين لم يرحم مزرعتي الصغيرة0 أظن باني لم ارحمه أيضا.
قالت لي أمي : آكلة حرام .
قلت وأنا أضع السكين في فمي : سأكلة انتقاما لمزرعتي0
شعرت بالدم يسيل من السكين ويعبر شفتاي ثم ينقط إلى الأسفل مثل
قطرات الماء 0 راقبت الأرنب وهو يصارع الموت0 قوائمه أخذت
تحفر الأرض بقوة ثم بدأت تتصلب0 اعتقد أن عينيه الحمراء كانت
تنظر إلي , ولفظ أنفاسه الاخيرة0
ابتسمت تذكرت ابنة عمي, غدا زفافها ، شي من جسدها سيتهتك ..
كله دم0
ـــ بنت00 آكله هكذا حرام.
ــ سأكله، والله العظيم سآكله.
ــ وأنا معك , كان هدا صوت أختي الصغيرة وهي تنظر ألي بشراهة .
ـــ طيب , على الأقل نقتسم بيننا الحرام , اذهبي واسلخي جلده
ركضت به إلى المطبخ , لكنها سريعا ما عادت ألي مهرولة، كانت
تلهث وصدرها الصغير. . قالت وكأنها تذيع خبر سار : أبن
المدينة ، انظري أنه على السقف .
ـــ هاتي المنظار بسرعة .
ــــ أنه معي ، قالت ذلك ورفعت المنظار إلى وجهي .
ــــ يا شيطانه
حدقت بالمنظار, أبن المدينة قريبي الذي لم أره أبدا , كان
جالسا على حافة سقف دار جده ، اعتادت أن يأتي في العيد
الكبير، هيا دعني أرى وجهك أيها المتمدن در رأسك , نعم قليلا
دعني أرى وجهك ، أه أنه يحدق بي .
أحب المبيت في بيت جدي كلما زرت القرية ,. صعدت إلى سقف البيت0
أحب مشاهدة القرية من هذا المكان0
هذا الصباح كان مشمسا ، جلست على حافة السقف, راقبت جدتي وهي
تجلب الماء من خزان كبير، اغلب نساء القرية في هذا الوقت
يجلبن الماء في صفائح معدنية كبيرة ، تحمل على الرأس وبعضهن
يحملان صفائح في أيدهين ويمشيان بمهارة صعودا من حول ونزولا إلى
حول أخر دون أن يسقطن قطرة ماء واحدة من 0
غدا أول أيام عيد الأضحى ، الكل منشغل للتحضير له ، تشهد
القرية الأعراس والزيارات بين الأهل ، ومجالس القات ، والقيل
والقال .
ها أنا الآن أرى فتاتي ، نعم إنها فتاتي، رايتها مرة واحدة في
العام الماضي في زفاف أخيها , كنت سمعت عنها كثير حتى شغلت
خيالي0
قمحية اللون، لها عينان صغيرتان هادئتان لكن صارمتين0 ذات
جمال هادئ0 ما أن رأيتها حتى اضطرب قلبي , اعترف أني وقعت في
غرامها0
هاهي ألان واقفة أمام منزلها بثوب احمر لامع،سمعت أنها تملك
منظارا, غطت عينيها به ، لقد اختفت0
ركضت إلي الداخل، وتبعتني أختي الصغيرة قائلة : مالك ؟!
ـــ أظنه يراقبني ، ضحكت أختي الصغيرة ، لعلها تسخر مني ،
فطلبت منها أن تذهب وتسلخ الأرنب . العام الماضي قبل أن يعود
إلى المدينة بعث لي رسالة كلامية مع ابنة عمي يود
الارتباط بي ، فاجأني ، لا اعرفه ولا اعتقده قد شاهدني ، لا أفكر
بالارتباط ألان أود إن اكمل دراستي ، هذا كان ردي له والغريب
أني بقيت طوال العام أفكر به ، أتخيله ، أيختلف عن ابن القرية
، لم تكن ملامحه واضحة ، لكني اعتقده نحيل واسمر ، يا الهي
اشعر باضطراب في قلبي كلما فكرت فيه ، هل هو الحب ؟!
التهمت الأرنب مع عظامه ، قالت لي أمي وهي تنظر إلى لحم
الأرنب : كان عليك إن تضعين
رأسه في اتجاه القبله حتى أكل معك .
ضحكت , كنت اعرف إن أمي يعجبها لحم الأرنب ، شاركتني أختي في
آكله وكذلك أخي الذي تردد في البداية, لكنه لم يلحق سوى فتات
عظامه .
بكرنا هذا الصباح في أول يوم العيد إلى المسجد ، وكما جرت
العادة علينا أن نمر على كل بيت في القرية من الأهل والجيران ،
ونسلم عليهم ونحتسي الشاي ونأكل أحيانا ،
وكان أخر بيت نزوره هو بيت فتاتي ، لم تظهر ، لكني شعرت بها
تتلصص علينا عندما خرجنا من المنزل .
اليوم. أول أيام العيد ، جاء إلى الدار لم أره جيدا ، لكني
شاهدته من الخلف عندما غادرنا ، كان يلبس سرول جينز ، راقبته
وهو يصعد إحدى السيارات وخيل لي انه
قد أشار لي بيده ، ثم اختفى .
كنت اعرف أنها سوف تنزل قبل الغذاء إلى بيت عمها ، فاليوم عرس
ابنة عمها التي هي في الوقت نفسه ابنة عمتي ، الساعة العاشرة
عندما شاهدتها تغادر منزلها بثوب اسود وحجاب على رأسها اسود
أيضا ، فكرت أن انتظرها في الممر الضيق المؤدي إلى البيت ،
أدرك انه في هذا الوقت لن يرانا أحد ، خاصة أن الكل مشغول
بالذبائح والأعراس ،
كانت تقفز من حول إلى حول بخفة ومهارة ، اختبأت خلف جذع شجرة
، انتظرت حتى تقترب ، وظهرت لها فجأة ، ارتعبت في البداية ،
وحدقت آلي .
قلت لها : كيف حالك ؟!
ــ الحمد الله ، أجابت في صوت خافض وحذر .
ــ تعرفينا ؟
هزت رأسها بالإيجاب .
ــ إلى أين أنت ذاهبة ؟
ــ إلى دار عمي
تقدمت نحوها قليلا , تراجعت إلى الوراء والتصقت بجذع الشجرة
، , لم أتردد أبدا في حضنها هي والشجرة وقبلتها بقوة وبشراهة
، قاومت في البداية ثم استسلمت ، ومن ثم دفعتني ، كانت تلهث .
كل ما في جسدها يلهث ، حاولت الفرار ، لكني امسكتها من يدها .
وقلت : أنا إقراء العيون جيدا ، اعرف بما تفكرين ألان ، نظرت
ألي متسائلة ، وحاولت إن
تبعثر عينيها بعيدا عني ، قلت : تودين إن أقبلك مرة أخرى ؟
دفعتني بقوة ، وراحت تركض وتركض ، كنت أدرك إنها لن تركض
بعيدا إلى الأبد .
كنت متوترة هذا اليوم ، لقد أخفني ، كان فجا ووقحا معي ، كاد
أن يغتصبني ،سحق
شفتاي ، جعلها عصارة في فمه ، لم اعرف كم مضى من الوقت وجسده
ملتصقا بي ، شعور غريبا أحسست به وهو.... مر أمامي شريط صور
لي أني أرى الأرنب أمامي ودمه في فمي، وابنة عمي في الفراش
مستسلمة .
دفعته عن صدري بقوة وكأني أزحت جبلا جاثما فوقي ، شعرت أن
القرية كلها تراقبنا لن اسلم من لسانهم ، كنت ارتجف أحسست
ببرودة فجأة ، قال شيئا لم اعد اذكره ، لكنه كان مستعدا للمرة
الثانية أن يلتهم فمي وجسدي ، دفعته مره ثانية ، رحت اركض،
منذ ذلك اليوم وأنا أحاول الركض كلما رايته