بتـــــاريخ : 10/14/2008 5:06:20 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1078 0


    سيمر . . سنلوح

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : سلطان العزري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سيمر سنلوح العربان

     

    سيمر . . سنلوح
     

     

     

     

    انطلقنا، دون تأخير، كانت الشمس تميل قليلا، لا تزال الساعة الرابعة والنصف عصرا، الشارع العام يبعد مسافة أربعة كيلومترات، الشارع ترابي، غير معبد، يمر على وادي ثم صحراء، فقط أشجار السمر تبدوا شاخصة متلبدة، كنت أحث الخطى خلف أخي الذي يكبرني بسبع سنين، كانت العربات التي تمر بالشارع الترابي نادرة، معظمها تقصد المزارع البعيدة، العربات الباقية تقصد الوادي، بدا الشارع العام بعيدا ..

     

     

     

    يحثني أخي " هيا بسرعة ، سوف يعبر الشارع عند الخامسة، ليس أمامنا وقت كثير لنصل هناك وننتظره، سيكون يوما عظيما "، كنت أمد قدمي الصغيرتين محاولا اللحاق بخطوات أخي الكبيرة، بدوت لاهثا " لكن من أخبرك بذلك " ، لم يلتفت أو يحاول أن يبطيء خطواته " إنني متأكد "، فقط، لم يزد بعدها، كانت كلامات " أسرع ، حاول أن تلحق بي ، عندما يمر سنكون الوحيدين الذين تشرفا برؤيته" .

     

     

     

    اجتزنا نصف المسافة، انقطعت إحدى فردتي نعالي، حملتها بيدي، كنت أتجنب الحصى الممتد أمامي، محاولا عدم تقطيع باطن رجلي الحافيتين، بدت الأخيرتين بنيتين من لون الغبار، " سوف يمر من الشارع العام ، سنكون أمامه ملوحين ومرحبين "، كانت الشمس في غروبها تفصد العرق في وجوهنا ورقابنا، كنا في مواجهتها، باتجاه الغرب نمضي مسرعين، كانت أحلام كثيرة تبنى على انه سيمر، في الشارع العام، فقط اثنان سيشاهدانه، سيلوحان له، سيرد على أيدهم المعرورقة، وجوههم المتعبة، ربما سيقف ويصافحهم، إذا توقف لأحدهم فلا بد أنه سيطلب منه أن يرافقه، سيكون ذلك رائعا، ليس أمام الكثيرين فرصة لرؤيته على الحقيقة، أنهم يحلمون بذلك، كانت الخواطر الكثيرة تنسيني ألم رجلي والحصى والطريق الترابي، بدت الشمس في لملمة آخر خطوطها، بدت كبرتقالة عالية وهي تنزل وسط الجبال البعيدة.

     

     

     

    أشارت الساعة إلى السادسة إلا خمس دقائق عندما وصلنا للشارع العام، المسفلت، ترقبنا يمنة ويسرة لنشاهده يمر من أمامنا، اخترنا موقعا متميزا، أسفل لافتة القرية، لنكون في قبالته عندما يمر، مضت العشر دقائق، لم يمر، انتظرنا النصف ساعة الأخيرة، هل سيمر ؟ سئلت أخي ، كانت السماء بلونها الأزرق الغامق تميل على الأرض وتزداد حلكة، تراءت مصابيح عربة تقترب، بسرعة ، إنه هو ، سيمر أخيرا، لكن أخي قال " إنه لا يمر بعربة واحدة، لا بد من أن يكون هناك عربات ستمر أمامه وخلفه "، كانت مصابيح العربة القادمة تقترب، لم يكن من عربات أخرى خلفها أو في الاتجاه المعاكس، قررنا انتظار تلك العربة لتمر . . بعدها سنعبر عائدين، لن يأتي وحده إذا، مرت العربة الكبيرة، خارت بقرة فوقها بصوت مسموع

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سيمر سنلوح العربان

    تعليقات الزوار ()