بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:53:06 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 963 0


    بعضا من الذنوب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة بعضا الذنوب

     

    يتميز حسام دائما بأنه صادق مع نفسه قبل أن يكون صادقا مع الآخرين .. وبرغم أنه إستيقظ مبكرا للغاية إلا أنه لم يتمكن من أداء صلاة الصبح حتى الآن .. فكيف له أن يقف بين يدي الله عز وجل وهو من كان غارقا في الذنوب الكبيرة بالأمس .. إنه يتحرج من رب العزة لأنه يدرك تماما أن الله سبحانه كان مطلعا على ما يفعله .. وبينما هو كذلك إذا بأمه تناديه بصوت عال من المطبخ قائلة: حسام .. لقد حان وقت صلاة الجمعة .. لماذا لم تنزل إلى المسجد حتى الآن؟ فأجابها على الفور: سأنزل لأصلي حالا يا أمي .. حالا
     
     

     

     
     

     

    وما أن نزل إلى الشارع .. إذا به يزداد حرجا من نفسه .. لقد خشي أن تكشفه أمه ونزل إلى المسجد على الفور .. وهو من كان منذ لحظات يتحرج من أداء الصلاة أمام الله عز وجل .. أيعقل أن يدخل إلى بيت الله الآن لمجرد ألا تكتشف أمه أنه لن يصلي؟ أسيصلي الآن رياء؟ نعم إنه رياء .. كما أنه لابد وألا يغيب عن أداء تلك الصلاة وإلا كان محل تساؤل جميع جيرانه في الشارع .. وكيف لا وهو المتعلم الجامعي الوحيد بينهم ويشار إليه دائما بالبنان كقدوة للآخرين

     

     

     

    دخل المسجد وطال إنتظار الشيخ الذي سيخطب خطبة الجمعة .. إلى أن جاء إليهم من يخبرهم بأن الشيخ مريض للغاية ولن يستطيع الحضور .. ساد بعضا من الهرج والمرج بين المصلين .. ثم فجأة إتفقوا على أن يصعد حسام ليخطب فيهم خطبة الجمعة .. صعق حسام من هذا الإختيار لكنهم كانوا مصرين للغاية .. فهو المتعلم الوحيد بينهم ولا يوجد حل آخر سوى ذلك

     

     

     

    صعد حسام إلى المنبر وهو يرتعش بكامل جسده .. إنه أسوأ موقف يتعرض له في حياته على الإطلاق .. أحس بأنه قد فقد النطق للحظات .. ثم إستجمع أحباله الصوتيه وقال بتلعثم شديد: الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد .. فإن موقفي هذا موقف عظيم .. وأنا لا أقدر على أن أتحمل عبء أن أكون إمامكم الآن وأنا غير أهل لذلك .. فأنا أحسب نفسي أكثركم ذنوبا .. ولا أظن أن صلاتكم هذه ستكون مقبولة .. وأنا أرجوكم .. من كان منكم يظن أن ذنوبه مثل ذنوبي أو أكثر فليخرج من هذا المسجد لأني سأخرج الآن حالا .. فأنا أستحي من الله عز وجل أن أظل مرائيا أمامه وفي بيته سبحانه .. أما من كان منكم ذو ذنوب أقل مني أو بدون ذنوب فليظل هنا وليصلي أربعة ركعات

     

     

     

    وما أن أنهى كلماته .. طأطأ الجميع رؤسهم .. وخرجوا جميعا من المسجد

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة بعضا الذنوب

    تعليقات الزوار ()