يلعب الكوليسترول دوراً بارزاً في الجسم، فهو يهضم الدهون ويصنع الفيتامين (د) ويحافظ على غشاء أو بطانة الخلايا وينتج الهرمونات الجنسية ولكنه يكتسب شهرة أكثر إزاء السلبيات التي يقوم بها وهي بالتحديد إغلاق الشرايين التي تمد القلب بالدم والأكسجين، وهو ما يمهد الطريق للأزمات القلبية والجلطات.
تشير التقارير الطبية الأميركية إلى وجود ما لا يقل عن 100 مليون أميركي مصابين بارتفاع في مستويات الكولسترول في الدم. ويعني ذلك أن نصف البالغين يواجهون خطورة الإصابة بأمراض القلب. ويمكن أن يكون أي إنسان مرشحاً للإصابة بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والإصابة بأمراض القلب أو الجلطة ويمكن بالطبع أن ترتفع نسبة الكولسترول في الدم مع التقدم في السن.
ولحسن الحظ، فهناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتقليل الخطر ويشمل ذلك تغيير طبيعة الطعام وممارسة التدريبات الرياضية وتناول مواد غذائية بديلة أو أدوية بديلة.
ويؤمن الكثيرون بأن تلك العلاجات الطبيعية تبقى فعالة في تحسين مستويات الكولسترول وذلك في حال تناول الأدوية.
ولكن ليست كل التغييرات التي يمكننا القيام بها تؤدي إلى تغيير تلقائي في خفض مستوى الكولسترول، كما تقول البروفيسورة ميمي جورانيري المديرة الطبية لمركز سكربس للطب المدمج في مدينة لايوللا في كاليفورنيا.
ولكن ليست كل التغييرات التي تقوم بها ستؤدي بصورة آلية إلى خفض الكولسترول. وتعتقد البروفيسورة ميمي جوارنيري أن هناك أموراً تتجاوز قدراتك على التحكم »فعندما يبدأ الإنسان بالتقدم في السن يبدأ الكبر في إنتاج نسب أعلى من الكولسترول لتعزيز تدهور مستويات هرمونات الجنس مثل الاستروجين والتيستستيرون، ولهذا السبب فقد تتصاعد مستويات الكولسترول لدى النساء بصورة كبيرة بعد بلوغ المرأة سن الإياس. ولكن لا تزال مطالباً ببذل جهود كبيرة لتغيير العوامل التي يمكنك استخدامها حتى تصبح قادراً على التحكم.«
الطعام أفضل دواء ..!!!
تنصح جوارنيري »بالبدء بتعديل وجبات طعامك وأغذيتك عموماً لأن الغذاء يظل أفضل دواء، عندما يتعلق الأمر بخفض الكولسترول والوقاية من تراكم لويحات الكولسترول على الشرايين من الداخل«.
ولتعزيز القيم الغذائية من وجباتك تناول الفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب غير المقشورة مثل البرغل، والرز الأسمر، والمنتجات التي تحتوي على عناصر متعددة من الحدود، واختر أيضاً المصادر النباتية للحصول على البروتينات مثل العدس والفاصولياء والبازلاء، والحليب الخالي من الدسم والجبنة ومنتجات الألبان المختلفة، وعند تناول السمك اختر الأسماك الزيتية التي تحتوي على أوميجا 3 أو زيوت أوميجا 3 مثل السلمون البحري وسمك الترويت والسردين، وتظهر الدراسات المتلاحقة أن تناول الأسماك المشبعة بزيت أوميجا 3 مرة أو مرتين في الأسبوع يمكن أن يقلل من مخاطر الموت بالأزمات القلبية بنسبة 36 في المئة.
عند الطهي يفضل استبدال الزبدة بزيت الزيتون وزيت الكانولا وزيوت الجوز الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة.
وتأكد أيضاً من توفر الألياف القابلة للذوبان في وجبات الطعام لأنها قادرة على الحيلولة دون امتصاص كولسترول الألبان من الأمعاء كي تخرج من الجسم.
وتقول وحيدة قرمللي مديرة التغذية في معهد إيرفنغ للأبحاث الطبية والانتقالية في جامعة كولومبيا الأميركية إن التفاح والفراولة (الفريز) والشوفان والشعير والفاصوليا السوداء والعدس كلها غنية بالألياف القابلة للذوبان، وتشجع البروفيسورة قرمللي تناول الوجبات الغذائية الخالية من الدهون، إذا أراد أي شخص الوقاية من ارتفاع الكولسترول وإبقاء مستوياته تحت الرقابة. وتظهر دراسات أيضاً أن مكسرات مثل اللوز والجوز يمكن أن يقوما بخفض الكولسترول السيئ بصورة كبيرة.
مأكولات ينبغي تجنبها..
يقول وولتر ويليت رئيس قسم التغذية في كلية الطب بجامعة هارفرد إن هناك من يعتقد أن حجم الدهون في الغذاء هو ما يهم عندما يتعلق الأمر بمستويات الكولسترول في الدم. ولكن يمكن القول إن أنواع الدهون يمكن أن تؤثر بمستويات الكولسترول أكثر من كمياتها. وبالتحديد فإن وجبة طعام تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة مصدرها اللحم وتناول كمية كبيرة من الأجبان أو الحليب التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة تضاعف مستويات حصيلة الكولسترول السيئ في الدم.
أما الدهون المتحولة كالتي تنتج من الخضروات فهي ترتبط أيضاً بالكولسترول لأنها تضاعف عدد جزيئات الكوسترول السيئ الأصغر (LDL) وتخفض الكولسترول الجيد (HDL) وتشير دراسة نشرت في العام 2003 أن حجم جزيء الكولسترول السيئ أصغر بكثير عند الأشخاص الذين يستهلكون الزيوت أو الدهون المعروفة باسم الدهون المتحولة بنسبة أكبر في غذائهم.
ومنذ العام 2006 تشير النصائح الطبية إلى ضرورة أن تتضمن الأغذية كميات أكبر من الدهون المتحولة في كل وجبة.
ويشار أيضاً إلى أن السكر والحلويات المختلفة التي تحتوي على السكر تراكم أيضاً لويحات (صفائح) كولسترول سيئ على جدار الشرايين لأن الجسم يستخدم السكر لإنتاج دهون يطلق عليها الشحوم الثلاثية وتسهل التصاق جزئيات الكولسترول بجدار الشرايين وهكذا لم يعد الأطباء يركزون على الكولسترول السيئ فحسب بل يرون أن الشحوم الثلاثية تنافس الكولسترول السيئ من حيث عامل الخطورة.
من حيث عامل الخطورة.
حافظ على وزن طبيعي ..!
يعتقد الخبراء في برنامج التثقيف القومي لمحاربة الكولسترول في الولايات المتحدة أن زيادة وزن الإنسان عن المدى الطبيعي يمكن أن يضاعف النسبة الكلية للكولسترول والشحوم الثلاثية ويجعل الكولسترول الجيد أو الحميد يبلغ مستويات متدنية. وسترى أن فقدان ما بين 5 ـ 10 في المئة من وزنك سيؤدي إلى تحسين وضع الكولسترول وينصح الأطباء بالمسارعة إلى تخفيف الوزن لتحقيق حالة صحية جيدة يضع الكولسترول السيئ في حدوده الطبيعية.
الحركة ضرورية ومهمة
يؤدي الجلوس لفترات طويلة وراء المكتب إلى ارتفاع نسبة الكولسترول والشحوم الثلاثية فضلاً عن زيادة في الوزن.
ويؤكد باحثون أن التدريبات الرياضية تضاعف من مستويات الكولسترول الحميد في الدم والوقاية من التصلب العصيدي.
في العام 2002 ذكرت دراسة نشرت في مجلة »أميركان جورنال أوف كارديولوجي« أن الأشخاص الذين كانوا يتبعون نظاماً غذائياً يحتوي على نسبة منخفضة من الكولسترول ويمارسون الرياضة الإيروباتية ويمارسون تدريبات حمل الأثقال يومياً تراجعت نسبة الكولسترول الكلي لديهم إلى مستوى 89 في المئة.
تخفيف حدة التوتر
نشرت مجلة الصحة النفسية »هيلث سايكولوجي« العام 2005 دراسة قالت إن التأثير طويل الأمد للإجهاد الذهني يمكن أن يضاعف النسبة الكلية للكولسترول في الجسم، وتبين أن الأشخاص المشاركين في الدراسة أن أشد الانفعالات العاطفية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول السيئ أضعاف مقارنة بأشخاص استطاعوا أن يمتصوا مواقف فيها شد وإجهاد.
البحث عن مواد بديلة.؟؟
الستيرول النباتي هي مادة مشتقة من منتجات الخضار التي تتدخل في عملية امتصاص الكولسترول، ويمكن أن تخفضه في الدم بنسبة 13 في المئة، ويمكنك شراء هذا النبات كأدوية
بديلة في مجال الأغذية الصحية والصيدليات ويوصي بتناول النبات عن طريق الأغذية المعززة مثل المرجارين والجرانولا وعصير البرتقال ويوصي بتناول ما بين 2 ـ 3 غرامات من سيترولات النبات يومياً.
خميرة الرز الأحمر... وهي مادة نباتية تحتوي على مكونات كيماوية شبيهة بأدوية الستاتين التي يصفها الأطباء لخفض نسبة الكولسترول السيء، وتؤكد دراسات موثقة أهمية استخدام هذه الخميرة في خفض تأثير الكولسترول السيئ وثلاثي الشحوم ولكن البروفيسورة جوارنيري تحذر من تناوله دون استشارة الطبيب.
نياسين الفيتامين ب
يلعب دوراً مهماً في زيادة نسبة الكولسترول الجيد ويمكنه أن يخفف من ثلاثي الشحوم.
وفي دراسة نشرت في مجلة »نيوتريشنال بيوكيمستري« أوضح باحثون أن النياسين يعمل على زيادة مستويات الكولسترول الجيد عن طريق وقف عملية التكسر والتخلص من الكولسترول السيئ، وتؤكد البروفسورة جوارنيري أيضاً أن المنتجات البديلة للنياسين الطبيعي ينبغي أن يتم تناولها على جرعات تحت إشراف طبي وينبغي أن يتجنبها الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد أو القرحات المعوية.
أحماض دهون الأوميجا 3
ثبت علمياً أن هذه الأحماض الدهنية قادرة على خفض مستويات ثلاثي الشحوم بنسبة 30 في المئة.
مع تمنياتي لكم بصحة والسلامة.....