فتش عن الإدارة Search for the Administration
أبسط القواعد الإدارية .. المدير الفاشل يجلب موظفين فاشلين وهؤلاء الموظفون الفاشلون يكبرون بعد سنوات ويتحولون إلى مدراء فاشلين .. ليجلبوا بدورهم موظفين فاشلين .. وهكذا تدور الحياة الإدارية في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة .
أحياناً تقف أمام منشأة تتوفر أمامها كل مقومات النجاح ، لكنها لا تستطيع النهوض والاستفادة من حجمها الكبير بسبب أخطاء إدارية فاشلة وتهميش لموظفين مميزين خوفاً من أن يتحولوا إلى مناصب عليا ، فالمدير الفاشل في العادة يخشى كثيراً على كرسيه ويحاول أن يتشبث به أطول فترة ممكنة فلذا هو سيتجاهل منح الصلاحيات أمام أي موظف بارز خلفه لأسباب عدة يأتي في أولها أن هذا الموظف قد يكبر يوماً بعد يوم ويكتسب الصلاحيات الواحدة تلو الأخرى حتى تجد قيادة المنشأة أن الأوان قد آن لمنحه مقعد المدير بدلاً من صاحبنا الفاشل ، الأمر الآخر هو أن هذا المدير الفاشل سيتجاهل الموظف المتميز ويقلل من عطائه وصلاحياته خوفاً من أن يقوم بتعريته أمام الجميع ، فالموظف المتمكن والنشيط في ظرف أشهر عدة يستمكن من عمله بشكل كامل ويبدع فيه ويقدم أفكاراً جديدة لدرجة قد تصل بأن يكتسب اشادات من موظفي الأقسام الأخرى ووهو مايجعل المدير الفاشل في موقف حرج عندما لا يستطيع أن يجاري موظفه في الأداء والتفوق والإبداع ، فلنتخيل الحال في الصحافة مثلاً حينما لا يستطيع مدير القسم أن يتناول قضية رأي في عمود أو تقرير .. بينما محرر شاب صغير السن يبدع ويطرح آرائه وتكثر ردود الفعل من القراء والمسؤولين .. هذه النقطة أتذكرها تماماً عندما كنت صحفياً ووقفت على حالات لزملاء شباب يعانون في صحفهم من نوعية هؤلاء المدراء الذين يحجبون المواضيع المتميزة خوفاً من أن تتسبب في ردة فعل كبيرة .
المدير الفاشل أيضاً يعمل بمبدأ ( ابعد عن الشر وغني له ) ، فتجده يخشى الموظف المتطور والذي لا يقف عند حد معين .. يحاول أن يحبطه .. يشعره بطريقة غير مباشرة بأن توجهه وحماسه قد يتسبب في مشاكل في القسم ، فلو كان موظف بنك يوجد أفكاراً جديدة تخفف من عناء العملاء وتسهل مهامهم .. سيتفاجأ بأن المدير يرفض الأفكار الجديدة رغم أنها تمنح البنك امتيازاً آخر بحجج واهية ( يجب أن يصدر القرار من مجلس الإدارة .. النظام لا يسمح .. الخ ) ، ولذلك يلجأ المدير الفاشل إلى اختيار موظف ذو إمكانيات بسيطة ولا ينشد التطور والحماس على الإطلاق ليكون مشرفاً على القسم .. فالمدير سيتأكد أنه وبوجود هذا المشرف الهادئ .. كل شيء سيسير على نفس التوجه .. أين الأفكار وأين التطوير .. النتيجة صفر .
المدير الفاشل يحب الواسطة ويعشق العيش تحت ظلالها ، فالواسطة هي من أوصلته لكرسي المدير وأوصلت مديره العام أيضاً ، لذا وفي ظرف أشهر يحول هذا المدير الفاشل إدارته إلى استراحة أو مقهى لأقربائه وأصدقائه ، يجلب ابن عمه غداً وصديق الدراسة بعد غد .. وبعد شهرين يطلب من ابن الجيران أن يزوره لكي يساعده في وظيفة .. في نهاية الأمر وبعد سنوات قليلة يتحول القسم تحت ظل هذا المدير الفاشل إلى قسم يضم (المتردية والنطيحة ) .. والانتاج سيكون صفراً مكعباً .
المدير الفاشل يملك فكراً قديماً بالعادة ، فهو يرى أن التشديد على الموظفين خير وسيلة لإظهار جدية العمل ، الدوام زيادة عن أوقات العمل الأصلي .. التشديد في منح الأذن للخروج أو حضور مناسبة معينة .. التشديد في مسألة الإجازة ورفضها في كثير من الأحيان .. هو يعتقد بأن الشدة والقوة تمنحه وهجاً بين الموظفين مما يدعم حضور الإدارة ويقويها ويزيد من انتاجه .. لكنه لا يدري بأنه يحبط موظيفه يوماً بعد آخر ويفقدهم الولاء للمنشأة وتعمد عدم العمل بجدية .. بنظام .. كل شي يمشي يرجال دام (الريس عاوز كده )