بتـــــاريخ : 9/21/2008 10:15:24 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 846 0


    التربية كوسيلة للخروج من عنق الزجاجة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : حسام أبوإصبع | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الاطفال

    قليلة هي الدراسات العربية الجادة التي تأخذ بناصية التربية كسبيل للإجابة على أسئلة التخلف، وكآلية لقراءة الواقع بإشكالاته المتعددة بهدف الخروج من الأزمة، والانعتاق من تبعاتها راسخة الجذور، والمرشحة للاستمرار في المستقبل المنظور والبعيد، سواء بسواء للتصاعد والتنامي، بحيث تزداد حجم الهوة، وتتعقد تبعاتها أكثر من التعقيد البادي للناظرين. إن تشخيص الواقع، و قراءة معطياته من الجوانب كافة لجهة فحص أسباب الأزمات، ووعي التخلف قد تم مقاربته بأدوات فكرية مختلفة، وبمناهج نظر، وطرائق تمحيص يصعب تبويبها وتصنيفها... فكانت المنطلقات متعددة تبعا لعناصر الزمان والمكان ومنهج النظر، لكنها توحدت في الهدف الذي يروم التخلص من حال التكلس، والتخلف الحضاري، بغية الانطلاق بحرية، والتفاعل والعطاء في عالم اليوم... وعدم الاكتفاء بالدور السكوني الهامشي، الذي يرفل في بلادة الظل، ونعيمه الزائف. ومن هذا المنطلق يعلق محمد جواد رضا الجرس في كتابه الجديد " تربية العامة.. تربية الخاصة " جاعلا التربية تحذو حذو الاقتصاد والسياسة والاجتماع خطوة بخطوة، واصفا العولمة العاتية بأنها مختبر جديد يضع عالمنا في مأزق خطير وحرج من جهة، وغامض وملتبس من جهة أخرى. وكحالة عامة بدأت تغزو جميع الميادين والحقول، حين بدأ الكل يسأل عن مشروعية التخصص الذي يشغله وينشغل به، وفي هذه الحالة فإن آلية الاقتراب والاقتراح متمحورة حول البعد التربوي. ويؤكد رضا أن المفتاح التربوي لمقاربة الأزمة، ليس هو الحلقة الضائعة التي إن تم سبر أغوارها ستكتمل السلسلة، وينفض السامر، وتحدث الحلحلة للمشكل القديم، لكنه يرى التربية بوصفها إحدى الطرائق التي إذا ما تم الاستناد عليها، ستسهم ولو بقدر معين في إضاءة المشهد بعموميته، وفي تقوية الأرضية المترجرجة، لاسيما وأن العالم الآخر/ المتحضر قد أخذ ينظر بجدية تامة إلى خطورة الدور التربوي، والممكنات الهائلة التي يوفرها، الأمر الذي حدا بالكثيرين إلى الاستثمار في هذا الجانب. ولهذا السبب يقرأ رضا أحد أبعاد الشرخ العربي الهائل تحت عنوان يمثل انعكاسا لواقع تاريخي استوطن في الأرض العربية، وتجذر فيها، وكأنه قدر حتمي يستوجب أن يستمر إلى أبد الآبدين، وهو ما أطلق عليه " تربية العامة وتربية الخاصة"، إذ يرى أن التفريق الطبقي، والانفلاش السوسيولوجي الذي تم بين علية وسفلة انعكست آثاره وموجباته على التربية... فاستحالت التربية إلى نوعين أو نمطين، يختص كل منهما بالطبقة إما نخبوية أو عامة، وهو ما يزال قائما، ولأجل التخلص من هذا الإجحاف التاريخي، والتمييز الطبقي راح رضا يهندس تصورات، سماها "ممكنات" تخرج التربية من مأزقها، وتسهم من ثم في بلورة صورة مختلفة، تفضي كما هو مأمول إلى تجسير هوة هذا الضيم التاريخي، وقد حددها في: تحرر المؤسسات التربوية من التبعية السياسية، ومن النزعة الماضوية، ومن التفكير المدرسي الهش، وبناء العقول على أساس الكفاية المعرفية كوسيلة للترقي معرفيا واقتصاديا، تمكين النشء من قراءة العالم بصورة صحيحة تضع في اعتبارها المتغيرات العالمية، والتحولات الكثيرة، واعتماد ملكة التحليل الرمزي كآلية للتفكير، وتكافؤ فرص التعليم، وغير ذلك... إن المعالجة السابقة هي واحدة من معالجات كثيرة يمضي الكتاب في تشخيصها، وفي إثارة الأسئلة التربوية حولها، على مستوى النظام التعليمي الأساسي أو العالي لجهة الأدوار المنوط به أداؤها، ليأخذ التحليل في منتهاه صيرورة التحول عالميا، وطبيعة الركون والجمود عندنا في بعده التاريخي والحاضر، ويظفر بإجابات تستلهم حالة التفجر المعرفي، وتبدل الأدوار من الثبات إلى التحول

    كلمات مفتاحية  :
    الاطفال

    تعليقات الزوار ()