بتـــــاريخ : 6/22/2008 5:05:06 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1670 1


    الإقصاء وقت اللعب

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : احمد جوهر | المصدر : www.your-doctor.net

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الاطفال التوحد

    من الأساليب المتبعة في علاج بعض المشكلات لدى أطفال التوحد أثناء اللعب هو الإقصاء وقت اللعب و هو عبارة عن تعطيل مؤقت للعب أو للطفل عن مزاولة اللعب. و تلاحظ الأسرة مدى الصعوبة في تأديب طفلها الذي لديه إعاقة و غير الطبيعي في سلوكه أثناء اللعب و ما يقوم به من تكسير للأشياء أو تخريبها , و تحتاج الأسرة إلى إسلوب علاجي تعليمي لهذه المواقف السيئة بدلاً من الصراخ و الضرب و التوبيخ و غير ذلك من الضرر الجسدي , و السؤال الآن هو , كيف يمكننا أن نعالج هذه المواقف السلوكية المحرجة لدى التوحديين؟
    و ما هي الطريقة الناجحة التي يجب أن نستخدمها معهم في بعض الأحيان لتهدئة التوتر و الغضب و تخفيف الهيجان؟
    و الجواب على ذلك هو الإقصاء وقت اللعب Time Out و هي طريقة تربوية حديثة نلجأ اليها عند الإحتياج إلى ذلك أثناء اللعب حيث نبعد الطفل عن بيئة اللعب , نضعه مثلاً في زاوية معينة من الفصل إذا كان في الغصل , أو في زاوية الصالة إذا كان في صالة الألعاب أو نضعه في غرفة صغيرة تحت المراقبة الدقيقة لمدة خمس دقائق لكي يستعيد خلالها توازنه الإنفعالي و يعود إلى السلوك الطبيعي.

    و من الطبيعي أن تحتاج الأسرة في بعض الأحيان إلى ذلك كأساليب علاجية أثناء اللعب أو كوسائل تأديبية و ليست عقابية لأن هناك فرق كبير جداً بين الأسلوب العقابي و الأسلوب التأديبي من حيث العلاج. فالتأديب ضبط لناحية الإتزان اللازمة مع المشاعر و الإنفعالات و الغضب و محاولة تخفيف حدة عدوانية الطفل أثناء مزاولة اللعبة , و من الملاحظ في هذه الفترة أنه يجب التدخل في حالة استمرار أعراضه الإنفعالية و خروجه عن الإنضباط و التوازن و تطبيق إسلوب آخر للتأديب و العقاب.

    و يمكن للوالدين أو المعلج خلال عملية افقصاء أن يختبر الطفل المصاب بالتوحد بإسترجاع توازنه بملاحظته و سؤاله مثلاً
    - أين رأسك؟
    - أين أنفك؟ أين ؟
    - أين ركبتك؟
    - أين يدك؟
    فإن أجاب عن الأسئلة بهدوء فهذا مؤشر سيكولوجي جيد على أن الأعصاب قد هدأت و أن التوازن قد عاد إلى وضعه و أن حدة التوتر قد خفت و يمكن ـن يستمر في اللعبة بعد ذلك أو أن يذهب إلى لعبته أو جماعته أثناء اللعب. و على كل حال فإن عمليات تعديل السلوك للطفل التوحدي تبدأ عن طريق هذه الوسيلة التربوية و هي الإقصاء و ذلك حتى يرجع إلى وضعه الطبيعي في اللعب.

    و من الجدير بالذكر هنا أن هناك ملاحظة صغيرة تندرج في برنامج علاج الفئات ذوي الحاجات الخاصة و هي التمرين أو التدريب شفوياً و عملياً على هذه الوسيلة التربوية بين فترة و آخرى من خلال برمجة زمنية معينة للثبات مثال ذلك أن نحاول أمامه عد الأرقام من 1 - 10 فنقول 10,9,8,7,6,5,4,3,2,1 و نرى مدى إنصاته لهذا التدرج و مدى تأثيره للخروج من حالة إنفعاله و عصيانه. إن توجيه هذا العقاب ليس إلا تمهيداً مسبقاُ للتحكم في إفعالاته و الإستماع للأوامر المطلوبة منه , و المشكلة الآن كيف نتصرف في حالة خروج التوحدي على الأوامر في مكان خارج بيئة المنزل كالفصل المدرسي أو الجمعية التعاونية أو الحديقة المحلية أو المنتزهات الترفيهية أو غيرها؟


    و الجواب على ذلك بأن نقول للسائل سواء كان المكان البيت أو المدرسة , فإنه بالإمكان استثمار مبدأ الإقصاء وقت اللعب في معاقبة الطفل التوحدي فيتم تعطيله مؤقتاً عن اللعب و ذلك أثناء ممارسة الأولاد الآخرين للألعاب على مرأى و مسمع منه و أثناء جلوس المربي معه و إعطائه فرصة 10 دقائق لكي يُفكر و يُشاهد و يتدبر و يُدرك أن هذه العقوبة كانت بسبب خروجه عن الآداب العامة و عدم الإلتزام بالهدوء و السكون. فإبعاد التوحدي عن بيئة اللعب تجعله , كما ذكرنا , يتعلم ضبط السلوك و عدم العدوانية كما أن هذا الحرمان من وقته في اللعب و هو الشيء الذي يحبه و الذي كان ينتظره طويلاً خلال جدوله المُنظم و يجعله يحسب الوقت المحدد للعب و الدراسة و الأكل و النوم و النشاطات الأخرى.

    و الخلاصة أن هذا الحرمان المؤقت يؤثر بقوة في تعديل سلوك التوحديين بسبب خشيتهم من أن يفقدوا ما يُحبون من متعة و ألعاب تعودوا عليها و ينتظرونها بشوق.

    و بإمكان الأسرة أو المعالج استخدام الإقصاء على شكل آخر و هو أخذ المثيرات المعززة من طفل التوحد لفترة زمنية معينة. أي أن الطفل هنا لا يُعزل و إنما يُمنع من مزاولته الإستمرار في لعبته المفضلة في نفس بيئة اللعب و يُمنع من الإستمرار في اللعب حال حدوث سلوك غير مقبول حسب الخطة في برنامجه المُتفق عليه بينه و بين مُعالجه.

    علماً بأن هناك إجراءات أخرى تُستخدم مع طفل التوحد في حالة عدم مشاركته في العملية الصحيحة للسلوك المُستهدف في اللعب منها:

    1) التوبيخ Reprimanding : هو تعبير عن عدم الرضا بسلوك مُعين يُراد تصحيحه و قد يكون ذلك باللفظ ك (اسكت, لا تفعل , هذا خطأ, ..) و قد يكون بالإشارة أو الإيماء باليد أو الرأس أو الإعراض و هكذا مما يدل على عدم الرضا عن ذلك السلوك شريطة أن يشعر الطفل التوحدي بأن عمله قد واجه استهجاناً و استنكاراً من قبل المهتمين به.

    2) تغيير المُثير Stimulus Change : يُقصد به إبعاد الطفل عن الجو أو المحيط المثير للسلوك غير المرغوب به (تعديل ظروف البيئة) و هو ما يُسمى بإجراء تغيير المثير كتغيير مكان الأدوات الخطرة و إبعادها عن نظره أو صعوبة الوصول إليها مثلاً أو خلق بيئة مُغايرة لتلك البيئة المثيرة لفضوله و الداعية إلى ممارسته للسلوك الخاطئ.

    3) الإشباع Satiation : المقصود به إعطاء طفل التوحد كمية كبيرة من المعززات التي يحبها في فترة زمنية قصيرة و الذي يؤدي إلى فقدان ذلك المعزز قيمته , مثلاً طفل توحدي يحب الحلوى الصفراء أكثر من غيرها إلى درجة الشبع منها إذا كان يتناول 10 حلاوات كل يوم أعطيه 15 حلاوة و هكذا خلال أسبوع يقف الأمر أن يترك الإكثار من أكلها.

    4) الممارسة السلبية Negative Practice : طفل التوحد الذي يمارس سلوك غير مرغوب به نحاول أن نجعله يمارس نفس السلوك بشكل متواصل خلال فترة زمنية محددة حتى يصبح شيء مكروه لديه, و يطلق عليه الممارسة بالنطاق الواسع أي بشكل متكرر و التي تؤدي به إلى الملل و الإنزعاج من السلوك السلبي نفسه.

    و تختلف جميع هذه الإجراءات لتقليل السلوك غير السوي من التوحديين في حالاتهم و مشاكلهم المتنوعة حسب خطط العلاج المُتبعة في جداولهم و المتناسبة مع كل حالة على إنفراد.

    من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الاطفال التوحد

    تعليقات الزوار ()