بتـــــاريخ : 9/21/2008 9:36:00 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 925 0


    جمالية الحياة متوقفة على عفة الإنسان

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : شبكة النبأ | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    جمالية الحياة عفة الإنسان

    ما أروع أن يشع الإنسان بعلاقات عفته مع الآخر الذي هو (الرجل والمرأة) والعفة المقصودة هنا هي حفظ الجسد سليماً من أي دنس وحفظ اللسان من النطق بأي إساءة لمن لا يستحق تلك الإساءة. عادة لا يقترن موضوع امتلاك العفة بعمر محدد فحتى المسن أو المسنة (أي الكبار السن) ممكن أن يكون أحدهما عفيفاً أو لا فلطالما أظهرت تجارب الحياة أن العفة هي صفة الإنسان الفطري الذي يحافظ على حفظ سلامة ضميره بعدم إلحاق أي ضرر بالآخرين وبالذات إذا امتاز ذلك القدر بمعنوية وسمعة المقابل. إلا أن بعض الأشخاص البعيدين عن ضبط توجهات التربية العائلية الصحيحة عندهم منذ نعومة أظفارهم مرشحون أكثر من غيرهم للانزلاق نحو مواقع الفساد والإفساد. وبهذا الصدد تلعب الثقافة الدينية دوراً مهماً في بناء الإنسان الروحي مع الإقرار أنها بالمعنى الواسع لكلمة أن العديد من المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من تدني في مستوى هذه الثقافة الدينية، وبالذات الثقافة الإسلامية التي تنتمي إليها غالبية نفوس البلدان العربية والإسلامية ففي تقرير حديث وثقته جامعة الدولة العربية بالاعتماد على دراسة ميدانية تبين: (أن المراهقات والمراهقين لا يميزون غالباً بين أحكام الدين وبين العادات والتقاليد وبعض الخطابات السياسية والأيديولوجية كما أنهم لا يعرفون شيئاً عن الأديان الأخرى غير الدين الذي ينتمون إليه. لعل تماس الإنسان المباشر مع بيئته العائلية ثم الاجتماعية يغرز في شخصيته بعداً قليلاً عما هو سائد من أعراف وتقاليد أحياناً إذ تبهره الدعاية الإعلامية الكاذبة عن جمالية الحياة في بلدان أخرى أكثر من بلده إذ يعتقد أنها بلدان وصلت إلى أعلى درجات الكمال من حيث العلاقات الإنسانية السائدة بربوعها فهو مثلاً وتحت تأثير تلك الدعاية يعتقد أن الرجل الشرطي في بلد متقدم هو غير الشرطي لدينا فيتطلع إلى الأول تحت نعته بصفة تجيز له الاعتقاد الجازم بأنه شرطي خير وفي ملابسه الرسمية التي يرتديها لكن هذا نموذج الرجل الشرطي في بلده اللامتقدم الفلاني لا يمثل بوعيه وسلوكه تطبيقاً قانون بالتزام القانون حماية الإنسان وحريته لذلك يعتبره شرطي شراني وهناك رأي يقول أن الأطفال الغربيين مثلاً لا يخافون – الرجل الشرطي – في بلدانهم وعلى عكس هذه الصورة فالأطفال في العالمين العربي والإسلامي يخافون الشرطي في بلادهم نتيجة للاعتقاد بعدم سويته مع وظيفة الشرطي في كل بلدان العالم تقترب من حيث الغاية المرجوة لتطبيق القوانين والتعليمات التي يتطلب الامتثال إلى تطبيقها إلى اقتراف أخطاء – مع سبق الإصرار والترصد – إذا أمكن وصف ذلك ولعل هذا ما دعا الرأي العام المحلي والدولي للاعتقاد السائد المساوئ بين الشرطي في العالم المتقدم والشرطي في العالم النامي من حيث تسخير عفة اليد في التعامل العنيف مع الآخرين في زمن يكاد ينعدم فيه الانطباع بأنه يد الشرطي رؤوفة وعفيفة وبالذات مع الضعفاء. وفي عمر المراهقة يحاصر الإنسان بأكثر من مصدر وكلها تدعوه إلى أن نتيجة جيداً ويكون عفيفاً وبالذات مع الجنس الآخر ويعرف مع توالي زيادة درجات الوعي لديه أن هناك أعراف وتقاليد بل وقوانين تمنع التجاوز على عفة الآخر، وبذاك يعتقد المرء أن الشعور بالأمان لا يمكن أن يأتي إلا لحفظ عفته هو قبل غيره ويدرك تماماً كذلك إذا ما فقد الإنسان عفته – شاباً أو شابة – فهذا يعني خروجاً من الحالة الاجتماعية السوية. ومما يلاحظه المراهق أيضاً أن عائلته تؤكد على ضرورة حفظ العفة لدى أخته المراهقة – إن وجدت أكثر من إرشاده هو بذلك فتكبر في نفسه مواقف إيجابية لضرورة أن يكون فعلاً عفيفاً. ولعل مثل هذا النفس السوي في فهم العفة جعل من العفاف ظاهرة محببة في العالمين العربي والإسلامي إذ يقاس تقييم الأخلاق عليها أكثر من أي شيء آخر في وقت تغيير مفهوم العفاف في البلدان المتقدمة فقد أصبح الصادق اللسان والأمين اليد عفيفاً وأن تدنس جسده (بالنسبة للذكر) أو جسدها (بالنسبة للأنثى) في حين بقي العرف السائد في بلدان الشرق عموماً أن الإنسان العفيف ينبغي أن يحافظ على معنويته عبر المحافظة على اللسان واليد والجسد بآن واحد وهذا معنى شمولي يذكر بالماضي الأخلاقي للإنسان السوي الذي ينبغي أن لا يفقده تحت أي تأثيرات طارئة في مراحل الحياة الراهنة. بديهي يمكن تسمية أولئك السامحين لإطلاق حريات غرائزهم الجسدية بأنهم يعانون من نوع جديد من الأمراض التي يمكن تسميتها بمرض (الانفصام الجسدي) أو لا لانفصام الغريزي بتعبير أكثر دقة بيد أن المرأة الغربية التي تجيز لها القوانين والأعراف الحديثة برمي نفسها حتى درجة تدنيس الجسد لديها لا تتقبل أي كلمة تعيبها على ذلك لأنها تشعر عندئذ أنها تسلب من صفة حميدة من كيان شخصيتها. وهناك مثال حديث تناقلته وكالات الأنباء بصدد ردود الفعل، على سلب عفة المرأة حتى لو كان ذلك برضاها ومحظ.. إرادتها فقد وجدت بريطانيا نفسها التي لا يوجد فيها قانون يمنع جرائم الشرف أنها أمام تصاعد نسب جرائم الشرف التي ينفذها حاملوا الجنسية البريطانية، من الجاليات الإسلامية العديدة التي يبلغ تعدادها زهاء (4) ملايين نسمة من بلدان الشرق الأوسط وكذلك بلدان شرقي آسيا كالباكستان والهند وبنغلاديش. إذ أكدت المصادر القانونية البريطانية أن هذه الجرائم تتجاوز المئات في السنوات الأخيرة وأساسها التزام بعض أفراد هذه الجاليات بأعراف وتقاليد اجتماعية في بلدانهم الأصل أو التزام بمقتضى الشريعة الإسلامية التي يعتنقوها). وحيث لا يوجد قانون بريطاني يمنع الأديان فيبدوا أن المشرع البريطاني بدأ في اتخاذ الحيطة فارضاً أشد العقوبات ضد مرتكبي تلك الجرائم (على حسب تعبيرهم) تصل إلى السجن مدى الحياة، هذا وكانت أجهزة الإعلام البريطانية قد أعلنت مؤخراً بـ(أن محكمة بريطانية مختصة قد أصدرت حكماً بالسجن المؤبد قبل أسبوعين ضد الكردي العراقي عبد الله يونس الذي ذبح ابنته (هيشو) البالغة من العمر (16 عاماً) لعلاقاتها غير المشروعة مع صديق لها) ومن المؤكد فإن إطلاق حريات الاختلاط بين الذكور والإناث بشكل فعالاً به يقف وراء أسباب تدني معنى الاستمتاع الحقيقي بمباهج الحياة الحقيقية بين المرأة والرجل ولعل شيوع مبدأ الصداقة بين الاثنين يقف وراء مثيل هذه الأحداث المؤسفة التي تؤدي بالرجل أن يقتل ابنته التي لو بقيت حافظة لجسدها من الدنس لاستمرت بالحياة حتى تجد الزوج المناسب الذي يقدس علاقته الزوجية معها – على أكثر احتمال – بدلاً من أن تكون ضحية كبش فداء لنزوة عابرة ستظل عائلتها تعاني من أثارها المعنوية السلبية مادام أفرادها على قيد الحياة. لو تمت المقارنة اليوم بين إيهما يفضل عموم الناس شرقيين وغربيين (زوجان عفيفان يعيش كل منهما لأجل الآخر روحاً وجسداً) وبين (زوجان لا عفيفان يعيش كل منهما كذلك ولكن مع ممارسات جنسية للزوجين مع آخرون – أي خارج إطار الزوجية – فماذا ستكون النتيجة؟ أن الجواب سيكون حتماً في صالح الابتعاد عن المحرمات الجسدية فالجمال الحقيقي للحياة الزوجية تكون أن كلاً من الزوجين لكليتهما فقط ولعل في مصطلح (شريك الحياة) ومصطلح (شريكة الحياة) المتداول لدى كافة المجتمعات الإنسانية عبرة لمن يريد أن يستمتع حقاً بحياة هانئة يشعر فيها الزوجان وكأن كل منهما مخلوق للآخر في رحلة الحياة الصعبة.

    كلمات مفتاحية  :
    جمالية الحياة عفة الإنسان

    تعليقات الزوار ()