|
د. أشرف يونس .
هل صحيح أن الحياة تبدأ بعد الأربعين! مقولة صحيحة أثبتت الدراسات والأبحاث المستمرة صحتها إذا استطاع الإنسان وخاصة السيدة تفهم طبيعتها ومناقشتها بهدوء مع رفيق العمر ومع الأطباء المتخصصين.
إن سن النضج هو تطور طبيعي يحدث لكل امرأة مع تقدم السن ويختلف توقيت النضج من سيدة إلى أخرى ولكن غالباً ما يبدأ عندما تبلغ المرأة من 40-50 سنة ونادراً ما يبدأ مبكراً. إن التفهم الجيد لطبيعة هذه المرحلة ومتاعبها يساعد السيدة أن تجتازها بسهولة ويسر بمفردها أو بالمساعدة الطبية البسيطة في بعض الأحيان وتتميز هذه المرحلة بقلة إفراز هرمون الأستروجين الأنثوي فتشعر المرأة ببعض الأعراض الجسدية والنفسية.
تنقسم مرحلة النضج إلى مرحلتين: أولاهما هي مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية، والأخرى هي التي تلي انقطاع الدورة الشهرية.
إن مقدمات سن النضج دائماً ما تتمحور حول اضطراب الدورة الشهرية مثل تأخرها لبعض الوقت أو نزولها بشكل متكرر في نفس الوقت كما يمكن أن يصاحبها نوبات من السخونة والتعرق والعصبية الزائدة. في هذه المرحلة يجب على كل سيدة أن تراقب بهدوء وبدقة كيفية انتظام الدورة أو حدوث هذه النوبات وتكرارها ولذلك يأتي دور الطبيب المتخصص لكي يشرح للسيدة أعراض هذه المرحلة وطبيعتها وقد يلجأ لعمل بعض الفحوصات مثل قياس هرمون الأستروجين والهرمون المحفز للتبويض للاكتشاف المبكر.
تتميز هذه المرحلة بانخفاض في مستوى الخصوبة نظراً لبدء انخفاض مخزون المبيض من البويضات وأيضاً انخفاض جودتها ولذلك ننصح السيدات اللاتي يفكرن في الإنجاب في هذه الفترة بمراقبة الحمل بصورة طبية دقيقة لتفادي حدوث الإجهاض أو التشوهات الجنينية.
a
قد يصاحب هذه المرحلة أيضاً بعض التغيرات الجسدية مثل زيادة الوزن أو ترهل الجسم والوجه كما قد تشتكي بعضهن من الشعور بالألم أثناء الحركة والمجهود، وعلاج ذلك هو الغذاء الصحي وممارسة الرياض كما يجب أن تحرص السيدة على تناول الأطعمة الطازجة والفواكه والأكلات ذات السعرات الحرارية المنخفضة.
إن الاهتمام بالبشرة يتطلب أيضاً الابتعاد عن العادات الغذائية غير الصحية ومراجعة الأطباء والمتخصصين لعمل برنامج للاهتمام بصحة الجلد والبشرة في هذه الفترة.
تصاحب هذه الفترة بعض التغيرات في العلاقة الزوجية مثل قلة الرغبة ولكن الكثير من السيدات يمكنهن الاستمتاع بهذه الفترة وذلك بالتقارب بين الزوجين والاهتمام بالصحة العامة وإدراك أن سن النضج يتميز بعوامل جمالية ونفسية كثيرة يمكن لمعظم السيدات الاستفادة منها والاستمتاع بالحياة.
تمثل هشاشة العظام مشكلة قد تواجه بعض السيدات أيضاً نظراً لقلة مستوى هرمون الأستروجين ولكن الاكتشاف المبكر له من خلال مراقبة الأعراض مثل آلام أسفل الظهر والألم أثناء المشي وأيضاً مع الفحص الإكلينيكي المستمر واختبار كثافة العظام بواسطة الأشعة السنية يفيد كثيراً في تفادي مضاعفاته.
إن الحفاظ على الأسلوب الصحي السليم للحياة وممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بالأغذية المحتوية على الكالسيوم هي الأركان الأساسية لتفادي هذه المشكلة من النقاط المهمة أيضاً هو دور العلاجات البديلة التعويضية والتي أثير حولها نقاشات ودراسات كثيرة ولكن ثبتت فعاليتها في الوقاية من هشاشة العظام والسيدات اللاتي تعانين من انقطاع مبكر للدورة الشهرية.
إن التغذية السليمة وممارسة الرياضة والمتابعة الطبية المستمرة وتفهم طبيعة مرحلة النضج والحياة بعد الأربعين هي أهم العوامل لتفادي تغيرات هذه المرحلة.
المصدر : صحيفة اليوم ، العدد 12749 .
|