بتـــــاريخ : 9/19/2008 1:15:00 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1450 0


    شجرة الزيتون

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. طارق البكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن ، كان الزمان شتاء 00

    الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح 0

    هز العصفور الأول ذنبه وقال :

    لقد مللت الانتقال من مكان إلى آخر 000

    يئست من العثور على مستقر دافئ 00 ما أن نعتاد على مسكن وديار حتى يدهمنا البرد و الشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة بحثا عن مقر جديد و بيت جديد 00

    ضحك العصفور الثاني وقال بسخرية : ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر 00 نحن هكذا معشر الطيور ؛ خلقنا للارتحال الدائم ، كل أوطاننا مؤقتة 0

    قال الأول :أحرام علي أن أحلم بوطن وهوية 000 لكم وددت أن يكون لي منزل دائم و عنوان لا يتغير 00

    سكت قليلا قبل أن يتابع كلامه : تأمل هذه الشجرة ؛ أعتقد أن عمرها أكثر من مائة عام 00 جذورها راسخة كأنها جزء من المكان ، ربما لو نقلت إلى مكان آخر لماتت قهرا على الفور لأنها تعشق أرضها 00

    قال العصفور الثاني : عجبا لتفكيرك 00أتقارن العصفور بالشجرة ؟ أنت تعرف أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميزه عن غيره ؛ هل تريد تغيير قوانين الحياة والكون ؟ نحن – معشر الطيور – منذ أن خلقنا الله نطير و نتنقل عبر الغابات و البحار و الجبال والوديان والأنهار 00

    عمرنا ما عرفنا القيود إلا إذا حبسنا الإنسان في قفص 000وطننا هذا الفضاء الكبير ، الكون كله لنا 00 الكون بالنسبة لنا مجرد خفقة جناح 00

    رد الأول : أفهم 00 أفهم ؛ أوتظنني صغيرا إلى هذا الحد ؟؟

    أنا أريد هوية 00 عنوانا 00 وطنا ، أظنك لن تفهم ما أريد 000

    تلفت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذرا:

    هيا 00 هيا 00 لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار 00 أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية 0

    قال الأول ببرود : اسمعني ؛ ما رأيك لو نستقر في هذه الشجرة 000تبدو قوية وصلبة لا تتزعزع أمام العواصف ؟

    رد الثاني بحزم : يكفي أحلاما لا معنى لها 00أتريد التمرد على سنن الكون ؟؟ سوف انطلق وأتركك 000

    بدأ العصفوران يتشاجران 00

    شعرت الشجرة بالضيق منهما 00

    هزت الشجرة أغصانها بقوة فهدرت مثل العاصفة 00

    خاف العصفوران خوفا شديدا 00

    سقطا أرضا ثم نهضا بسرعة 00 بسط كل واحد منهما جناحيه و انطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما 000

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()