بتـــــاريخ : 9/19/2008 12:42:16 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 942 0


    المسلخ

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الجليل الحافظ | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة عبد الجليل الحافظ

     

     

     

    كانت الأنوار خافتة متحركة، وذات بهرجة تؤذي الناظر إليها منبعيد، وصوت الموسيقا الصادحة في أرجاء المكان تصمُّ الآذان صمّاً، كان الجميعيستمتع بهذه الموسيقا بالرقص على أنغامها حتى أن حركات أرجلهم كانت تهز الأرضَهزّاً، بحيث لا يوجد عاقل يستطيع احتمالها، لكن جلال كان منزويا عنهم، يتأمل ذلكالكأس الممتلئ نصفه للتو بعد أن طلب من الساقي ملأه. عيناه الشاردتان تهيمان فيأمواج بحرٍ لجِّيٍ، هو لا يسمع أيَّ شيء ولا يرى ما يجري حوله، فلقد غرق من زمنبعيد يراه جلال بأنه حدث قبل أن يولد هؤلاء الراقصون على أنغام الروك أند رول تجرعقليلاً من القدح الموضوع أمامه. بعدها نزلت دمعة غابت في عينيه اللتين ارتسمت فيهماصورة ضبابية.

     

     

    **

     

    - الشمس مشرقة هذا اليوم.

     

    قال هذه الكلمة بعد أن أزاح الستارةالتي وضعت على الجدار الزجاجي الذي يطل على البحر،

     

    - علي النزول لالتقاط بعضالفتيات العارضات لأجسادهن الجميلة وكأنهن ذبائح في المسلخ، لكني سأختار هذا اليوملحم غنم النعيمي، ولن أرضى له بديلاً.

     

     

     

    -    ألا توجد لديك محاضرات اليوم ياجلال.

     

    قال هذه الكلمة شريك جلال في السكن فأجابه:

     

    -نعم لكني سآخذ منكالمحاضرة كالعادة.

     

    قال هذه العبارة وهو يخرج متجهاً صوب البحر كي لا تهربالطرائد منه.

     

     

     

    * * *

     

    **

     

     

     

    أنغام البوب تصدح مع الإضاءة الخافتة، ويظهر جلال وهو يتمايل وسطمجموعة من المراهقين والمراهقات والباحثين والباحثات عن المتعة الرخيصة.

     

    غادرجلال بعد حين الملهى الليلي مع إحداهن ذاهباً بها إلى سكنه.

     

     

     

    * * *

     

    **

     

    جلس جلال في الصباح. لم يجد تلك الفتاة بجانبه. سمع خرير المياهالصادر من الحمام.

     

    -سأباغتها لأكمل لهوي معها هناك.

     

    فتح باب الحمام، لكنه لميرها تأمل المرآة في الحمام ورآها كأنها متسخة اتجه إليها ليقرأ ما كتبفيها.

     

    )) اعذرني لكني مصابة بالإيدز، ونقلته لك هذه الليلة كما تعودت مع كلالشباب العربي الذين أنام معهم، فهكذا يأمرني ديني بأن نقضي عليكم لأجل بقاء دولتنا.

     

     

     

    * * *

     

    **

     

    هكذا انحدرت الدمعة من عيني جلال الغائرتين، سقطت يده من علىالطاولة، وسقط رأسه عليها. لم يشعر به أحد في هذا المكان الصاخب، فالكل لا زال يرقصويضحك كأن شيئاً غريباً لم يحدث

     

     

     

    * * *

     

    **

     

     

    في الصباح

     

     

     

    أخذ رجال الإسعاف يحملون جثة جلال ويضعونها فيسيارة الإسعاف، ثم انطلق دوي الصفارة لتفسح لها السيارات الأخرى الطريق

     

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة عبد الجليل الحافظ

    تعليقات الزوار ()