بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:34:50 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1422 0


    القسم الثاني : أيقونة لأجراس الحبر أرملة الينابيع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    فيروزُ راهبةٌ تطرّزُ في غيابِ الشمسِ‏

    قمصانَ الحنانْ‏

    فيروزُ رَشُّ الغيمِ بالنعناعِ،‏

    تلويحُ النوارسِ‏

    وهي تسحبُ شالها الورديّ‏

    ناثرةً حبيباتِ الغروبِ الحمر‏

    في شفقٍ من الرمانْ‏

    فيروزُ أغنيةٌ لتنويمِ العصافيرِ الصغيرةِ‏

    في ضفائرِ طفلةٍ‏

    نسيتْ قبيلَ النومِ أن تستأذنَ المذياعَ‏

    كي تغفو‏

    فراحَ الخوخُ يسقطُ فوقَ سلتها الحزينةِ‏

    من دموعِ الريحِ‏

    لكنّ الثعالبَ كالبروقِ السودِ‏

    تضربُ في شمالِ الليلِ طبلَ السنديانْ‏

    فيروزُ أرملةُ الينابيعِ التي‏

    فكّتْ ضفائرها‏

    لتركضَ في دروب القمحِ‏

    نادبةً خريفَ الأرجوانْ.‏

    تسبيحةٌ معجونةٌ بالدمعِ‏

    فوقَ محارمِ العشاقِ‏

    زقزقةُ الطيورِ على طلوعِ الفجرِ‏

    عاشقةٌ على الينبوعِ‏

    تغزلُ من حريرِ دموعها المذروفِ‏

    ثوبَ زفافها الباكي..‏

    وعاشقةٌ تقصُّ جديلةَ الريحانْ‏

    ونهوضُ أغنيةٍ من النومِ‏

    الأناملُ وهي تنزفُ فوقَ أوتارِ الكمانْ‏

    وتثاؤبُ الموالِ فوقَ المهدِ‏

    ركضُ غزالةٍ في الفجرِ‏

    شجرةُ سمسمٍ في العيدِ‏

    لابسةً وشاحَ الأقحوانْ‏

    فيروزُ خمسُ أناملٍ بيضاءَ في شَعْرِ القصيدةِ،‏

    غيمةٌ طارتْ إلي الهندِ البعيدة‏

    من تلالِ الأرزِ‏

    كي تتزوّجَ الفقراءَ..‏

    واسمُ صبيّةٍ منسيّةٍ في دفترِ العشاقِ‏

    تأخذهُ الغريبةُ‏

    كي تحوكَ حروفهَ الثكلى‏

    على سجّادةِ النسيانْ‏

    صارتْ مناديلاً لمن غابوا،‏

    وأقماراً لمن عشقوا‏

    وأجراساً لمنْ ضلوا الطريقَ إلى المكانْ‏

    لكأنها تلميذةٌ نسيتْ أنوثتها على المرآةِ‏

    وانصرفتْ لتوزيعِ الرسائل‏

    في طريقِ العينِ مثلَ حمامةٍ‏

    فيحبّها ساعي البريدِ‏

    ويذهبان إلى سهولِ البيلسانْ‏

    وهي الرسائلُ بين نافذتينِ‏

    مشرعتينِ خلفَ الليلِ‏

    شالاتٌ تلوّحُ من أعالي الصيفِ‏

    سنبلةٌ تربيها اليمامةُ‏

    كي تصيرَ أميرةَ الأحزانْ‏

    يا صوتها نايٌ‏

    ينقّرُ حنطة الروحِ الحزينةَ‏

    من ترابِ العمرِ..‏

    مزمارٌ يحلّقُ في فضاءِ الحزنِ،‏

    توبةُ دمعتيْ قمحٍ وخبزْ‏

    يا صوتها‏

    غصنُ الزغاريدِ الذي ينمو على الشباكِ‏

    كي تبقى الصبيةُ خلفه‏

    مخطوبةً لرحيل أسرابِ الإوزّ‏

    ماذا أسمي الشهوةَ البيضاءَ في دمها؟‏

    وخفق يمامتين مع الغروبِ،‏

    وزرقةً مائيّةً في روحها؟‏

    فيروزُ أيلولٌ يمطّرُ في نهارٍ مشمسٍ‏

    ودموعُ موسيقى‏

    يسرّحها حمامُ الحزنِ‏

    في حقلِ الأرزْ‏

    وحفيفُ أنسامٍ تهبُّ على‏

    خريفِ الروحِ‏

    كي يتمايلَ التفاحُ‏

    دربُ الذاهبينَ إلى حصادِ القمحِ‏

    والجيتارُ مرفوعٌ إلي أفق الغناءْ‏

    وهلالُ صومٍ راحلٍ‏

    يطوي مناديلَ الغيومِ البيضِ..‏

    مشمشةٌ تعرّشُ فوق أكواخِ المحبينَ‏

    الأنوثةُ في تنهُّدِ روحها..‏

    أيقونةُ الفقراءْ..‏

    وهي الأمومةُ في زمانِ الحزنِ‏

    صوتُ الناي مبتعداً إلي أقصى الليالي،‏

    جثةُ العصفورِ تبكي فوقَ أشجار العذابْ‏

    فيروزُ رجعُ الحبِّ،‏

    أجراسُ المواويلِ التي‏

    يمشي الغريبُ وراءها‏

    ليقولَ: يا ليتَ الشبابْ!‏

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()