بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:41:25 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1698 0


    زهرة الأخضر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    سَهَرٌ على الينبوعِ‏

    وامرأة تَزَوّجتِ الحفيفَ‏

    وسيّجتْ شبّاكها بالفلّ‏

    والسروِ الحزينْ.‏

    ***‏

    مالتْ على أيقونةِ العذراءِ شاكيةً‏

    فمدَّ البحرُ زرقته أمامَ الحزنِ..‏

    امرأةٌ بكلّ حنينها..‏

    (بأناملٍ) بيضاءَ من رجزٍ وموسيقى‏

    تضيءُ شموعها للغائبينْ.‏

    ***‏

    مثلَ الرسولةِ في أقاصي الصبحِ‏

    تجمعُ نرجساً لزفافها‏

    والأزرقُ الورديُّ يمسحُ وجهها‏

    بالياسمينْ.‏

    ***‏

    لصفاءِ طلعتها مصاحفُ لا تَمسُّ..‏

    لروحها شهواتُ قبل الفجرِ‏

    أسقطَ طائرُ الرمانِ ريشته على شباكها‏

    العالي‏

    وطارَ بصوته الحافي‏

    يغرّدَ في بساتين الحنين.‏

    ***‏

    سهرٌ على الينبوعِ‏

    جاءَ البلبلُ الصيفيُّ..‏

    جاءَ القمحُ..‏

    والفلاحُ يحملُ سلّةَ الليمونِ..‏

    والناطورُ يحملُ من كرومِ الليل‏

    موّالَ الغروبِ..‏

    وجاء نايٌ طاعنٌ في السنّ‏

    يحملُ في جوانحهِ المراثي..‏

    كلهمْ جاؤوا عشاءً ناحبينْ!‏

    ***‏

    سهرٌ على الينبوعِ‏

    راحَ القمحُ يشعلُ موقداً للخبزِ‏

    والكرَّام يُعصرُ خمرةَ الأعنابِ‏

    والناطورُ يبني من ضلوعِ اللوزِ‏

    عرزالاً لشوقِ الحاصدينْ.‏

    ***‏

    قرعتْ طبولَ الصيفِ كفُّ الريحِ‏

    راحتْ نسمةٌ بيضاءُ ترقصُ‏

    في ثيابِ النومِ..‏

    والزمّارُ يزمرُ في أعالي الوعرِ..‏

    إنَّ القمحَ في شغلٍ.‏

    وغصنُ الحورِ مهتزٌ‏

    يراقصُ ريشةَ العصفورِ‏

    والصوفيُّ يغزلُ من خيوطِ الوقتِ‏

    منديلاً لعذراءِ الحمائمْ.‏

    ***‏

    وأنا الصبيْ..‏

    قرأتْ عليه غمامةٌ أسرارها‏

    ورعته مريمُ في سريرِ حنانها‏

    الحاني فنامْ‏

    ***‏

    أشعلتُ سنبلةً برائحةِ البنفسجِ‏

    ثم قلتُ لطائرِ الزيتونِ:‏

    اذهبْ في نشيدِ القمحِ أميّاً‏

    لتدخلكَ القصيدةُ وقتها العالي..‏

    وقلتُ لطفلةٍ لا تذهبي للنومِ‏

    (حبركِ أبيضٌ)‏

    والليلُ محبرةُ الكلامْ.‏

    ***‏

    فاكتبْ لنا أشواقنا يا حبرُ‏

    في فصلِ الكتابة‏

    كي نظلَّ على هيامْ!‏

    ***‏

    واذهبْ إلى قمرِ القرى‏

    المرفوعِ فوق غنائنا الصيفيِّ‏

    سلّمهُ الرسالةَ:‏

    إن أزهارَ البنفسجِ والجداولَ‏

    والمياهَ الخضرَ والأنهارَ والأطيارَ‏

    إخوتنا وقريتنا الغمامْ.‏

    ***‏

    الليلُ سيّج نَومنا (بجدائلٍ) سوداءَ‏

    واقتعدَ الغروبُ على السياجِ‏

    يضيءُ أزهارَ الشموعِ الحمرِ...‏

    والأشجارُ قد هزّتْ على شباكنا‏

    المفتوحِ أجراسَ الحفيفِ‏

    كأنها الهمسُ الحرامْ!‏

    ***‏

    سهرٌ على الينبوعِ‏

    نامَ القمحُ وانطفأَ الهلالُ‏

    على سريرِ الليلِ‏

    والأقلامُ أغفتْ فوق أوراقِ الكتابة‏

    واختفينا في الكلامْ

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()