بتـــــاريخ : 9/11/2008 10:16:56 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1420 0


    أشهر القضايا و المحاكمات في التاريخ ... 5

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ليلة عشق | المصدر : www.egyptsons.com

    كلمات مفتاحية  :
    تاريخ أشهر محاكمات قضايا

    مصرع المركيزة الحسناء (دي جانج )

    القصة تدور حول مصرع ( المركيزة دي جانج ) وقاتلها القس (دي جانج) والمركيزة دي جانج كانت زوجة أخيه، وكانت جميلة ومتدينة، وقد لمعت في بلاط الملك لويس الرابع عشر، وكانت ثرية ورثت عن جدها ما يزيد علي العشرين ألفا من الجنيهات ثمن أراض زراعية وكان اسمها قبل الزواج (مدموازيل شاتو بلان)

    وقد تزوجت أول مرة وكانت في الثالثة عشرة من عمرها من المركيز (ده كاستلان) الابن الأكبر للدوق ( دي فيلار) من اعرق الأسر الفرنسية وكان ذلك في عام 1649، الذي قدمها إلي البلاط الملكي، وأعجب بجمالها ورقتها ( لويس الرابع عشر ) ، وأطلق عليها اسم ( الريفية الحسناء) حتى أن ملكة السويد (كريستينا) عندما رأتها أعجبت بجمالها وقالت إنها لو كانت رجلا لوقعت في غرامها من أول نظرة!

    وعندما مات زوجها الشاب غرقا علي ظهر سفينة بالقرب من جزيرة صقل يدا، امتنعت عن الظهور في حفلات القصر الملكي، ثم عاشت فترة مع والدتها ثم انتقلت إلي قرية ( أفينون ) لتباشر الزراعة في أرضها. ثم وقع اختيار المركيز ( دي جانج ) لها لتكون زوجة له وكانت في العشرين من عمرها.. وكان هذا الرجل غير عابئ بها ولا ملتفت لجمالها، بل كان يبحث عن اللذة والتسلية مع نساء أخريات، وكان شديد الغيرة عليها وسارت الأحداث إلي أن زاره أخاه الأكبر (القسيس دي جانج) ليقيم معه ومعه شقيقه الأصغر ضعيف الإرادة، السقيم الخلق وكان يلقب بالفارس...

    وسرعان ما بسط الأخ الأكبر نفوذه علي الأخوين، وراقت له زوجة أخيه فأحبها وراودها عن نفسها فرفضت كل محاولاته غير الأخلاقية وصدمته بعنف، وكان رد الفعل أن هام بها حبا وزاد هيامه بها، وصارحها بهواه، ولكنها ردته، ولم تأبه بتهديداته بأن يوغر عليها صدر زوجها، وذكرته انه رجل دين، وعليه أن يبتعد عن هذه الصغائر ثم رمته بنظرة ازدراء قائلة له: لو كنت ضعيفة الخلق إلي هذا الحد كما يصور لك ذهنك السقيم فإنك آخر شخص أفكر في أن أمارس معه هذا الضعف...
    واغتاظ الرجل وحاول مرة أخري أن يعود ويواصل ضغوطه عليها حتى يحقق هدفه، لعلها تلين وتبادله حبا بحب، ولكن دون جدوى.
    وزاد من حنقه عليها أن علاقتها بأخيه الملقب بالفارس حسنة، فهو لم يخرج عن وقاره معها،، ولكن القسيس ظن أن بينها وبين أخيه علاقة ما، وأن بينهما مشاعر الحب، وقد أغراه أخوه الأكبر أن يكون معها علاقة حب حتى ينتهز هو الفرصة ويوقع بينها وبين زوجها...
    فما كان من المركيزة إلا أن احتقرته كما احتقرت الأخ الأكبر، ولم يكن هناك من وسيلة أمام هذا القسيس الذي نسي إن من مهمته الحفاظ علي الأخلاق، فأخذ يحدث زوجها عن عدم إخلاص زوجته له...
    ومن هنا أخذت العلاقات بينها وبين زوجها تزداد سوءا.

    وتمضي الأحداث ، ويموت احد أقارب المركيزة الأثرياء، والذي آلت ثروته إليها، وأغري بريق الذهب الأخوة الثلاثة الذين فكروا في طريقة للاستيلاء علي هذه الثروة التي آلت إليها ، وفطنت هي لخطة الإخوة الثلاثة الذين حاولوا قتلها بالزرنيخ ولكن الخطة فشلت لأن من دس لها السم في القشدة لم يدرك إن القشدة تحوي عنصرا مضادا للزرنيخ وبذلك قد فسد مفعوله..
    قررت المركيزة أن تكتب ثروتها لأمها وحررت وصية بذلك وذهبت إلي موثق العقود الرسمية وسجلت هذه الوصية، وأشهدت عليها رجلين من رجال الكنيسة.

    وانتقل المركيز مع زوجته وأخويه إلي قصره في (جانج) وهي ضاحية من ضواحي (أفينون) لتمضية فصل الشتاء هناك، ذهبت إلي هذا القصر خائفة من الانتقام.. ودخل عليها القسيس وطلب منها أن تكتب أموالها لزوجها فرفضت، وعاد إليها وفي يده اليسري كوب به شراب أسود اللون، بينما شهر بيده اليمني مسدسا في وجهها وصاح قائلا: لابد من موتك.. فاختاري الميتة التي تشائين.. إما بالرصاص أو بالسم أو بالسيف...

    استغاثت ولكن لم تعد تسمع إلا رجع بكاء.. استعطفت بلا جدوى. ودخل الأخ الفارس ولم يحرك ساكنا وأرغمت علي شرب السم ،وخارت قواها، وخرج الإخوان وهما علي يقين بأنها سوف تموت، وتحاملت هي علي نفسها وقفزت من النافذة المطلة علي حديقة القصر، ثم وضعت أصبعها في حلقها وأفرغت ما في بطنها، وخفف ذلك من أثر السم، ثم انطلقت بسرعة إلي الطريق وصرخت طالبة النجدة.
    ولحق بها القسيس وأخوه، وحاولا أن يقنعا الناس بان زوجة أخيهم مصابة بلوثة عقلية وثم أمر الناس بالتفرق حتى لا يروا امرأة أخيهم بهذه الحالة المزرية، ثم هددهم بالمسدس، وأدخلها إلي احد المنازل المجاورة.
    وما كادت تدخل المنزل حتى استل الأخ الملقب بالفارس السيف وأخذ يطعنها في كل أجزاء جسدها، وغرقت هي في دمها، بينما خرج ليبشر أخاه بأنه قتل المركيزة...
    ودخل الشقيق الأكبر ليطلق عليها الرصاص أيضا حتى يخمد آخر أنفاسها، ولكن الزناد لم ينطلق لخلل فيه، وما أن شاهد الناس المركيزة وهي غارقة في دمائها حتى تأكدوا إن الأمر ليس أمر امرأة فقدت عقلها كما يدعي الجانيين، ولكن الأمر هي أمر جريمة محكمة، وعندما حاول الناس الإمساك بالجانيان والفتك بهما، تمكنا من الهرب، بينما كانت المركيزة مازالت تنبض بالحياة، وحاول النسوة إسعافها بينما سارع البعض لإبلاغ البوليس، عن الجانيين اللذين فرا وهربا دون أن يتمكن الناس بالإمساك بهما...

    وجاء البوليس وتحدثت المركيزة عن الإخوة الثلاثة الذين ارتكبوا هذه الجريمة.. وتحدثت عن الدوافع التي دفعت كل منهما لقتلها..
    وظهرت الحقيقة أمام الناس وأمام البوليس ثم سرعان ما فاضت روحها.. وعند تشريح جثتها عثر علي كمية كبيرة من السم في أمعائها كانت السبب المباشر في الوفاة.

    أصدر برلمان ( تولوز ) أمرا بالقبض علي الإخوة الثلاثة، فقبض علي المركيز، أما القسيس والفارس فلم يعثر لهما علي أثر.
    وصدر الحكم حضوريا علي المركيز بالسجن مدي الحياة وبمصادرة أمواله وممتلكاته، وبإعدام القسيس والفارس بعد القبض عليهما بطحن عظامها في آلة التعذيب.
    ولم يرض الرأي العام عن الحكم الصادر ضد المركيز إذ كان يري أنه أيضا يستحق الإعدام كشقيقيه.

    وكانت العادة المتبعة في ذلك العهد هي السماح للمحكوم عليهم بالسجن المؤبد بالالتحاق بالجيش الذي يحارب الأتراك، فالتحق به المركيز حيث قتل في أول موقعة حربية اشترك فيها، كما قتل الفارس في احدي المعارك وكان قد تطوع خفية في الجيش. أما القسيس القاتل فقد تمكن من الإفلات من يد العدالة وهرب إلي هولندا حيث تسمي باسم ( لامارتيليير).. ووقع في غرام احدي قريبات (الكونت دي ليبا) حاكم مدينة (خين) الذي رفض الموافقة علي زواجه من قريبته بحجة انه لا يعرف عن أصله شيئا ولكن هذا الزواج تم بالرغم منه.. إذ كانت الفتاة خليلة للقسيس العاهر من مدة قبل أن يتقدم رسميا لطلب يدها.


    ومن الغريب أن القسيس اعترف لزوجته بقصته كاملة، وان اسمه الحقيقي هو (دي جانج) فكانت المسكينة ترتعد فرائصها كلما نظرت إليه ولكنها لم تفض لأحد بهذا السر الرهيب، وقضي القس نحبه في هولندا علي انه السيد (لامارتيليير) الطيب القلب....

    * * *
    ويقول مؤلف الكتاب
    أليست هذه الجريمة العجيبة تعطي صورة للنفس البشرية عندما تعميها الأهواء والشهوات، وعندما يحتجب الضمير، ويتحول الإنسان إلي وحش كاسر يتصرف بغباء شديد.. لا يحد من أهوائه وشهواته حدود، ويصبح كل همه بعد أن يعميه الحقد عن الحقيقة، فيرتكب مالا يمكن أن يتصوره من كان في قلبه مثقال ذرة من فضيلة أو حياء.. ولكنه الإنسان عندما ينسلخ عن إنسانيته فيصبح مسخا آدميا قبيحا لا يستحق الرثاء.. بل يستحق أن يهال عليه تراب النسيان، بعد أن ينال جزاءه في أعماق السجون، أو في غياهب الإعدام....


    كلمات مفتاحية  :
    تاريخ أشهر محاكمات قضايا

    تعليقات الزوار ()