بتـــــاريخ : 3/18/2014 10:17:51 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1715 0


    حوار في منتصف الليل .. قصة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أبو فريد | المصدر : redeagle.ahlamontada.com

    كلمات مفتاحية  :


    http://girls.bnat.cc/images/14/01/images_yv6g.jpg

    ( في وقت متأخر من الليل ، يجلس الشاب الوسيم " القلب " في زاوية من البيت ، وعيناه تحملقان في سماء الغرفة وتتدافع دقاته كأنما أحد يطارده أو يخيفه ، شيء ما يجول في خاطره ، ودقات الساعة تتراقص مع طبول دقاته )

    القلب ( بحزن وأسى ) : لقد قالها بملء فمه ، جاءني وطرق الباب وهتف بأنه يحبّني ، لكنني لم أستطع الجواب ، العقل بسطوته لجّمني وحرمني من لحظة كنت أنتظرها منذ زمن ، لكنه كعادته بقسوة وانتحار قال " لاءته " المجحفة في وجهي وفي وجه من وقف يناديني بالباب .

    ( العقل يتابع من بعيد صديقه القلب منزعجاً من صوت طبوله القادمة من هناك معلنة حالة الاستنفار ، يفكر في أمر صديقه المزعج ، ثم ينزل ليتابع عن كثب ما يدور في ساحته هناك )

    ( وصل العقل بيت القلب يحمل عكازه الخشبي بحكمة ووقار، ثم دق الباب )

    القلب ( مرتبكاً ): من بالباب .

    العقل ( بهدوء ) : أنا صديقك العقل ، افتح الباب .

    القلب : ما الذي جاء بك إليّ في هذا الوقت المتأخر من الليل ، ألا يكفيك ما صنعته بالأمس .

    العقل ( معاتبا ) : قل لي في البداية تفضّل ، ثم اسألني بعد ذلك عما تريد .

    القلب (يتراجع) : أنا متأسف ، تفضل يا صديقي ، ولكني أستغرب قدومك ، أنا بحاجة إليك رغم أن حكمتك تتعبني أحياناً وتقسو عليّ .

    العقل : لقد منعني سباق الطبول من النوم ، فجئت أعرف ما الخبر ؟!.

    القلب ( مستغربا) : طبول !! أين هي ، ومن أين جاءت ؟

    العقل : أقصد دقاتك التي كانت تتسابق مع دقات عقارب الساعة فمنعني ذلك من النوم .

    القلب : معك حق ، لقد طار النوم من عيني ، وتشتّت أفكاري ، وكدت أنادي عليك ، بعدها وجدتك تقف بالباب .

    العقل : نحن صديقان لا يفترقان أبداً ، ولهذا جئت إليك علّني أساعدك .

    القلب : هذا صحيح .

    العقل : والآن ، ماذا بك ؟ وما الذي يمنعك من النوم حتى هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ .

    القلب : من أين أبدأ لك حكايتي ؟ .

    العقل : ابدأ من حيث شئت .

    القلب : لا أعرف بالضبط متى كانت البداية ، ولكنه شيء ما بدأ يغزوني منذ فترة والآن تملّكني وأصبحت أسيراً له .

    العقل : إذن هو الحبٌ يا عزيزي .

    القلب : نعم ، حبٌ يكاد يخلقني من جديد .

     

    العقل : يا لك من قلبٍ ضعيف ، تفتح ذراعيك لأي نسمة تمر من أمامك ، ودائماً تحب أن تكتب بداياتك بعيداً عني وكأنني لست شريكك أو رفيق دربك ، وكأنني خصمك سأقاسمك هذا الحب .

    القلب : لا تظلمني يا صديقي ، فأنت تعرف الحكاية ، وقد كتبت نهايتها بيدك قبل أن أعيش البداية .

    العقل ( بلهفة ) : إذن أنت مجنون ، عن أي حب تتحدث ، هل نسيت جرحك القديم ؟

    القلب : لكنه أسرني وعشعش في كل خلية في جسدي .

    العقل : أنت مجنون حقاً ، ولن أدعك تمضي مرة أخرى في هذا الطريق ؟

    القلب : وأنت قاسٍ جداً ولقد ذبحتنا سوياً يوم أن فجّرت في وجهي " لاءتك " الغبية .

    العقل : ماذا تعرف عنه لتحبه كل هذا الحب ، ربما كان شيطاناً جاء يتلذذ بضعفك وهوانك !!

    القلب : صدقني لو قلت لك بأنني أحس بأنه خلق معي وخلق لي ، أحس بأنني أعرفه منذ زمن بعيد !!

    العقل : أنا شفقت بحالك وحسمت الأمر مبكراً لأنني أعرف تبعاته جيداً ، ولا أريدك أن تغرق في معمعان هذا البحر مرة أخرى .

    القلب : لقد عاد مكسور الوجدان ، لملم كرامته التي تبعثرت عند بابي كأنما يجمع فتاتاً من زجاج ، ودم حار ينزف من يديه فملأ جنبات المكان .

    العقل : لا عليك فغداً تنسى وهو ينسى كل شيء ، وبعدها تسير الأمور كأن شيئاً لم يكن .

    القلب : لكنني أحبه ، أريدك أن تعي ذلك جيداً ، أنا بحق أحبه .

    العقل : مرة أخرى تحدّثني عن الحب ، قلت لك أنا مثل الخيل ، أفرد جناحاتي في السماء وأطير فيها مثل الحمام ، لا أحب أن يروّضني أحد أو أن يشدّ وثاقي ويلجّمني .

    القلب : لكنك لا تعرف الحب يا عزيزي ، الحب يخلق أكواناً لا نعرفها فنحلّق فيها حيث لا زمان ولا مكان .

    العقل : دائماً تتعبني بضعفك وتأخذني مرغماً لساحة أهزم فيها .

    القلب : وهل ستأتي معي هذه المرة !!

    العقل : لقد قلت كلمتي ، وانتهى كل شيء .

    القلب : بالعكس ، إنها البداية يا عزيزي ، وغداً إن جاء مرة أخرى فسأقول هذه المرة كلمتي ، ولن أنصاع لأوامرك أبداً .

    العقل ( لوّح بعكازه مهدداً ) : أعرف أنك لا تجرؤ أن تفعل ذلك ، وأنك لا تستطيع أن تعيش بدوني ، ولكنني سأمنحك فرصة للتفكير ، وبعدها ستتحمّل أنت وحدك مسئولية الاختيار .

    القلب : رغم قسوتك وجبروتك إلا أنك تحمل قلب عاشق مثلي .

    العقل : أنا وأنت نبحر معاً في مركب واحدة وإن غرقت المركب غرقنا معاً لذلك ألوّح لك بعكازي .

    القلب : ولكنك قلت قبل قليل بأنك ستمنحني فرصة جديدة وستتنازل عن لاءتك المتسرعة .

    العقل : ليس كذلك بالضبط ، كل ما في الأمر أنني رأفتُ بحالك ولن أدعك تعذّب روحك أكثر من ذلك .

    القلب : أنا سعيد بك ، وسعيد بحكمتك ، وغداً إذا جاء فإنني سأقول له .

    " ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه أو كنت أهواه . . " *

    إني ألف أهواه

    إني ألف أهواه

    إني ألف أهواه

    تصالح الاثنان واتفقا ، ترك العقل المكان ، وغط القلب في نوم عميق تاركاً لأحلامه العنان لترسم خيالات اللقاء القادم .++

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()