بتـــــاريخ : 9/6/2008 6:27:53 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1265 1


    التفكير الإبداعي داء المستقبل ودواءه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد عبد الرازق القمحاوي | المصدر : www.almurabbi.com

    كلمات مفتاحية  :

    أصبح من نافلة القول أن العصر الذي نحياه يموج بالعديد من التحديات التي تفرض علينا وعلى نظم التعليم ضرورة تنشئة أبنائنا على ممارسة التفكير بكل أنواعه وأنماطه وفي مقدمة هذه الأنماط يأتي التفكير الإبداعي .. ذاك النمط المنوط به إنتاج المعلومات وحل المشكلات .. وما ذلك إلا لكون كل المشكلات والتحديات التي تضغط على مجتمعاتنا العربية من قبل القوى العالمية إنما جاءت ـ بلغة الرياضيات ـ كمتغير تابع لمتغير مستقل وحيد ألا وهو القدرة على الإبداع وإنتاج المعلومات .. تلك المعلومات التي ترجمت لأدوات عسكرية وتكنولوجية وعلمية جعلتنا دوما في حالة تبعية للآخر المبدع .

    فهل العولمة الثقافية كتحدي نواجهه وتهديدها لثقافتنا وهويتنا كان لها أن تكون لولا هذا التقدم الرهيب في مجال تكنولوجيا الإتصالات ؟ وهل تكنولوجيا الاتصالات وتقليصها لحدود العالم الجغرافية ، وجعلها الحدود الوطنية أكثر مسامية ، كل ذلك كان له أن يكون لولا التفكير الإبداعي وإنتاج المعلومات ؟ وهل القوة العسكرية التي يلوح بها الغرب في وجوهنا دوما بما يجعلنا في حالة تبعية سياسية واقتصادية كان لها أن تكون دون هذا النمط من التفكير الذي أنتج المعلومات والنظريات واكتشف المباديء والحقائق العلمية ثم صهر كل ذلك لينتج بارجات حربية وقنابل نووية وطائرات وصواريخ تجعلنا نرضخ لما يريد ؟؟ وهل قوته الإقتصادية كان لها أن تكون دون عمليات التصدير الرهيبة لمنتجاته التي يتكالب عليها الجميع ، علاوة على إملاءه لشروطه التجارية ، دون هذا النمط من التفكير ؟؟ 

     حقيقة ليس ثمة طريق آخر للحاق بركب التقدم واسترداد الإرادة السياسية وتعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على مقومات البقاء والاستقلال سوى تنشئة أبنائنا من خلال نظم التعليم لامتلاك القدرة على ممارسة التفكيرالإبداعي وإنتاج المعلومات ..إنه الدواء المنتظر حين نمارسه بأنفسنا ، وسيظل دائنا حين نظل في موقف المتفرج والآخر يمارسه نيابة عنا .. مع ضرورة الإلتفات في ذات الوقت إلى أن الإبداع لا يولد إلا من رحم الحرية ، وأن التفكير الإبداعي لا يكون إلا نتاج خيال حر ، وعقل مارس حريته الفكرية ، مما يفرض على مؤسسات التعليم وجوب مراعاة أسس التربية الديمقراطية داخلها ، ومراعاة الحقوق الإنسانية للمتعلم ؛ بما يضمن أن يكون إنسانا بمعنى الكلمه داخل وخارج المدرسة . 

    ومن الجدير بالذكر أن مما يؤثر سلبا على تعلم الطلاب للتفكير الإبداعي ومن ثم ممارستهم له   تلك الثنائية العجيبة في نظم التعليم العربية ؛ حيث تقسيم الدراسة بها في مختلف المراحل التعليمية إلى علمي وأدبي .. وفي الأقسام العلمية يتم تدريس المعارف العلمية منفصلة عن منهجها ، فيكون الطالب محض "ببغاء" يردد ما وعته ذاكرته من تلك العلوم عاجزا عن الإضافة أو الابتكار أو مواجهة ما يستجد من مشكلات في مجال تخصصه ،  .. وفي الأقسام الأدبية يتم تدريس آليات وطرق ممارسة التفكير من خلال مناهج الفلسفة دون أن ينال طلاب هذا القسم أيا من العلوم الطبيعية التي يمكنهم إعمال عقولهم وآليات التفكير الذي تمكنوا منه فيها .. فينصرف هؤلاء الطلاب إلى إعمال عقولهم وتفكيرهم فيما لاجدوى منه ،  ولا يعود علينا بالقوة التي ننشدها في مواجهة من يريدون تحطيم مقدرات بقائنا .

    وإن كان ذلك كلك وإنه لكذلك يكون من الضروري القضاء على تلك الثنائية العجيبة وهذا الفصل غير المبرر وغير المنطقي بين العلم ومنهجه .. وليكن المدخل الصحيح لذلك هو إدراج مقررات الفلسفة على دارسي الأقسام العلمية ، وتقرير دراسة العلوم الطبيعية على دارسي الأقسام الأدبية

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()