عندما يكون الغذاء دواء, هل حبوب الفيتامينات والمعادن ضرورية؟ كلا. عندما يتبع الإنسان نظاما غذائيا صحيحا, خصوصا إذا كان هذا النظام الغذائي لعلاج مرض ما, ليس هناك ضرورة لتناول حبوب فيتامينات أو معادن. هذا ليس فقط غير ضروري وإنما غالبا غير مرغوب فيه لأن بعض هذه الحبوب تسبب تأثيرات جانبية ضارة.
هل هناك تأثيرات جانبية لحبوب المعادن والفيتامينات؟
طبعا. قد يكون هناك تأثيرات جانبية لحبوب المعادن والفيتامينات. على سبيل المثال, حبوب المعادن والفيتامينات التي تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين C أو الحديد قد يكون لها تأثيرات سلبية حادة على المرضى الذين يعانون من أي التهابات مثل الإسهال والإلتهابات النسائية والتفؤيد والتهاب المفاصل الرثوي والتهاب المجاري البولية. كلاهما, فيتامين C والحديد من نوع أنثى (توسعي) ويساعدان على تكاثر الجراثيم لذلك يزيدان من الإلتهابات. هذا سيجعل حالة المريض أسوء.
التأثيرات السامة لحبوب المعادن والفيتامينات
بعض حبوب المعادن والفيتامينات المصنعة لها تأثيرات سامة عندما يتم تناولها بكميات كبيرة.
فمثلا يذكر ميتشوو كووشي في كتابه الماكروبيوتيك,
الغذاء الصحي متنوع ويقدم ما يكفي من الفيتامينات والمعادن للحفاظ على صحة جيدة بدون خطر التسمم بالفيتامينات الصناعية التي تباع في الصيدليات والتي يستخلص أغلبها من الفحم الحجري ومنتجات البترول. فالمعادن الموجودة بشكل طبيعي في الأغذية تكون دائما متّحدة مع أحماض أمينية وأحيانا أيضا مع فيتامين. بهذا الشكل يتعرف الجسم على هذه المعادن بسهولة ويستعملهم بشكل فعال. بينما تسبب المعادن المضافة للأغذية أو بشكل حبوب إختلاطات وخلل في توازن المعادن في الجسم أكثر من مساعدته. فعندما يتقبل الجسم عنصرا معدنيا ما يجب عندئذ أن يوازن هذا المعدن مع احتياجاته من جميع المعادن الأخرى, حيث أن تناول كمية فائضة من معدن معين يمكن أن يسبب سلسلة من التفاعلات ينتج عنها خلل في توازن باقي المعادن الأخرى. لذلك فإن استعمال معادن على شكل حبوب لمدة طويلة قد يخل بتوازن المعادن الرئيسية المهمة للصحة.
حذار من الأعشاب والخلطات السرية (الغريق بيتعلق بقشة)
الغذاء دائما أفضل دواء. ليس هناك خلطة أعشاب في العالم يمكن أن يكون لها فعالية أكثر من النظام الغذائي المدروس بعناية. الأعشاب عادة ماتكون مجهولة بالنسبة للشخص الذي يتناولها خصوصا الخلطات العشبية المستوردة الغريبة والتي هي ليست سوى صرعات وموضة. أيضا, هناك عامل الكلفة, فهذه الأعشاب تباع عادة بأسعار خيالية فقط لأنها غريبة ولا أحد يعرف ما إذا كان لها أية فوائد حقيقية. قارن هذا مع الأغذية التي تؤلف النظام الغذائي والمتوفرة في أي مكان وليس لها أي تأثيرات جانبية.
وكم من مرة سمعنا عن وجود عشبة أو خلطة غريبة في غابات الأمازون أو أفريقيا أو الهند تشفي من مرض عضال. تذكر دائما أنه كلما وجد غريق يحاول التعلق بقشة, سيكون هناك من يعد الغريق برمي قشة مقابل مبلغ كبير من المال. وستبقى الحقيقة الأزلية هي أن:
المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء
الخلطات السرية
الصحة الحقيقية هي التي أوجدها الإنسان بنفسه بعد المعاناة من المرض خصوصا مرض مستعصي مثل السرطان. فقط إذا أوجد الانسان صحته من المرض يمكنه معرفة قيمة الصحة الحقيقية. من يعرف القيمة الحقيقية للصحة ينشر ويبشر بمعرفته المليئة بالسعادة عن طريق إعلام الآخرين بكرم وسخاء دون أي بخل. إذا كان الانسان بصحة جيدة ولا يعطي الآخرين من سعادة الصحة الجيدة فهو لا يعرف السعادة التي يجلبها العطاء وهو لايزال مريضا. هذا هو السبب أن كل من يبيع خلطات سرية سواء كانت أعشابا أم غيرها وعادة بسعر باهظ فهو كاذب وهو نفسه إنسان مريض. الإنسان الذي بصحة جسدية وعقلية جيدة لا يعرف البخل والعطاء هو أحد مصادر وشروط سعادته. ودعونا نتذكر هنا كلمات الفيلسوف البريطاني كريسماس همفريز عن حتمية العمل لخدمة الإنسانية بدل خدمة الذات,
... هناك قانون عمره عمر الإنسانية مفاده أن من ينعم الله عليه بعلم أو معرفة متميزة يجب عليه أن يستعمل هذا العلم لفائدة الإنسانية جمعاء وليس له وحده. وعقوبة المعصية هنا هي خسارة هذه المعرفة وتحولها إلى لعنة تحل به وتجعله محط شفقة كل من حوله ...