بيت لحم- معا- جاء الصيف بلياليه الطويلة والساهرة الجميلة التي لا يعكر صفوها سوى لسعات البعوض" الهسهس " بالعامية ثقيل الدم الذي لا يغادرك حتى يمتص دمك ويبعد النوم عن جفنيك .
البعوض وهجماته الصيفية مشكلة كبيرة فرضت نفسها على مجموعة من علماء جامعة هارفر " وجامعة " ركفلر " شكلت طاقما بحثيا مشتركا قيل بأنه نجح بهندسة بعوض وراثيا بحيث لم يعد تجذبه رائحة البشر.
جرى البحث نتيجة الأمراض الكثيرة ذات العلاقة مع لسعات البعوض لذلك حاول العلماء التأكد من إمكانية منع البعوض من الانجذاب للبشر عبر الهندسة الجينية وبالتالي تقليص فرص تعرض الإنسان للسعات المزعجة والقاتلة في بعض الأحيان .
وقالت العالمة " سلي وسل" التي تقف على رأس طاقم البحث المكون من علماء من جامعة هارفر وآخرين من جامعة ركلفر " عرفنا منذ سنوات بوجود جين معين لدى الذباب يسمح لها بالتميز بين الروائح المختلفة ويساعدها على التوجه نحو مصدر الرائحة التي تناسبها وقدرنا بوجود جين مشابه لدى البعوض ولان الخارطة الجينية للبعوض معروفة ومرسومة منذ فترة عرفنا أي المواد التي يمكن استخدامها على الجينات الخاصة بالروائح وبالتالي المس بقدراتها الواسعة ".
وعلى ضوء هذه المعلومات عرض فريق العلماء أنثى بعوض حامل لمادة تحتوي كمية كبيرة من المعادن والفلزات اثبت قدرته على ادخال تحولات جوهرية على قدرات الشم القوية التي يتمتع بها البعوض وترك العلماء صغار البعوض تنمو كما يجب ونجحوا بعزل البعوض الذي فقد قدرته على تميز رائحة الإنسان عن روائح الحيوانات الأخرى ".
" بشكل عام يميز البعوض بين رائحة الإنسان وروائح الحيوانات الأخرى ويفضل الإنسان عليها لذلك يترك كل الحيوانات ويتجه فورا نحو الإنسان للسعه ونحن نجحنا بتطوير بعوض لم يميز بين الإنسان وخنزير البحر الهندي مثلا وهي لم تفضل الإنسان وهذا الأمر يشكل اختراق يمكننا من الشروع بالتفكير في إيجاد طريقة لمحاربة لسعات البعوض وبالتالي منع انتقال الإمراض " قالت العالمة سالي .