استشهد ما لا يقل عن 16 طفلاً في سورية يوم الاثنين نتيجة قصف جوي لقوات النظام السوري في ريف دمشق.
فقد ثمانية اطفال وخمس نساء صباح الاثنين جراء قصف جوي على مدينة المعضمية (جنوب غرب دمشق)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى مقتل أربعة اطفال آخرين في اعمال عنف في ريف دمشق وحلب (شمال).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “ثمانية اطفال وخمس نساء قتلوا في غارة نفذتها طائرة حربية على مدينة المعضمية” قرب دمشق، مشيرا الى “وجود اشخاص تحت الانقاض وجرحى في حالة خطرة”. واوضح ان اعمار الاطفال الذين سقطوا جراء الغارة تتراوح بين ستة اشهر و14 سنة.
ورغم تأكيدات بأن المعضمية تعرضت لقصف جوي، زعمت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” ان “إرهابيين من داريا أطلقوا اليوم قذيفة باتجاه المعضمية أصابت مبنى مدنياً”، ما أدى “الى وقوع ضحايا بينهم اطفال ونساء”!!
كما أفاد المرصد عن غارة اخرى شنها الطيران الحربي على منطقة العتيبة في ريف العاصمة، ما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل.
وأدى القصف على بلدة حوش عرب في المنطقة نفسها الى مقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات وشقيقه (18 عاما) وابن عمهما (سبع سنوات)، بحسب المرصد.
وأحصى المرصد مقتل اكثر من 3500 طفل في سورية منذ نحو 22 شهرا.
وتشهد مناطق واسعة في محيط دمشق منذ اشهر حملة عسكرية واسعة تنفذها قوات بشار الأسد للسيطرة على مناطق يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر ويتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. ورغم عنف القصف المدفعي والجوي، لم دون تتمكن قوات الأسد من استعادة السيطرة على هذه المناطق.
وأفاد المرصد عن تعرض داريا لغارة جوية صباح الاثنين، متحدثا عن قيام “القوات النظامية بتفجير منازل واقعة بين مدينة داريا ومطار المزة العسكري في اطار حملتها المستمرة من اجل السيطرة” على داريا التي شهدت اشتباكات الاثنين.
وتعرضت مناطق عدة في محيط دمشق للقصف الاثنين، تزامنا مع اشتباكات لا سيما في محيط مبنى إدارة الدفاع الجوي في المليحة، بحسب المرصد.
في دمشق، قال المرصد ان قوات النظام السوري “تنفذ حملة مداهمات وتفتيش في حي ركن الدين (شمال)” بعد تفجير فجر الاثنين ادى الى مقتل رجل واصابة ثلاثة آخرين.
وزعمت “سانا” ان الانفجار وقع في “وكر اتخذه الارهابيون معملا لتصنيع العبوات الناسفة (…) ما اسفر عن مقتل ارهابي واصابة اثنين آخرين ووقوع اضرار مادية في المكان”، حسب قولها.
وفي حلب (شمال)، قال المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة “سيطروا على منطقة الدويرينة في ريف حلب” بعد اشتباكات وقعت الاثنين، وأنهم “يحاصرون القوات النظامية داخل مشفى ابن خلدون للامراض العقلية والعصبية”.
واستشهد طفل جراء قصف تعرض له حي الحيدرية في شمال شرق مدينة حلب، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض حي الزيدية للقصف، بينما دارت اشتباكات في حي الميدان.
وقال المرصد ان الاشتباكات تجددت في محيط اللواء 80 المكلف بحماية مطار حلب الدولي المقفل منذ مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري بسبب استهدافه من مقاتلي المعارضة.
ويأتي هذا بينما زعمت صحيفة “الوطن” المرتبطة بالنظام السوري ان “أعداداً كبيرة من شبان حلب التحقوا بالخدمة العسكرية (…) ضمن لواء الحرس الجمهوري، رأس الحربة في العمليات العسكرية الجارية” في المدينة منذ اكثر من ستة اشهر. لكن ليس هناك أي دليل على ذلك، فقد بات من المعروف ان الشبان السوريين باتوا يرفضون تأدية الخدمة العسكرية مع تصاعد أعداد المنشقين، ويشمل التهرب من الانضمام للجيش أيضاً المناطق الساحلية التي عاد كثير من أبنائها الذين يخدمون في قوات الأسد جثثاً هامدة، وهو ما أثار غضب الأهالي ودفعهم للتساؤل مراراً للتساؤل عن الهدف الذي يقاتل أبناؤهم من أجله.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت الموافقة على طلب اللجنة الأمنية في محافظة حلب ليخدم أبناء المحافظة ضمن لواء الحرس الجمهوري، بحسب ما افاد مصدر عسكري فرانس برس الجمعة، علماً انه يمنع عادة على من يؤدي خدمة العلم (التجنيد الاجباري) ان يخدم في منطقته. كما أنه لا يسمح بالانضمام إلى الحرس الجمهوري إلا لفئات معروفة.
وينظر على إلى هذا الإعلان على أنه محاولة لرشوة الشباب للخدمة العسكرية، وهو محاولة أيضاً للقول بأن الحرس الجمهوري ليس نادياً مغلقاً.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قصف الطيران الحربي مطار تفتناز العسكري الذي سيطر عليها مقاتلون معارضون الجمعة، “ما اسفر عن تدمير جزء من مباني المطار وبعض الطائرات الحوامة غير الصالحة للاستعمال”، بحسب المرصد.
وشملت غارات الطيران الاثنين مناطق في محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق).