يعتبر تقويم الأسنان لدى الأطفال، من أكثر العلاجات انتشارا في مجال طب الأسنان. تبدأ مرحلة تقويم الأسنان في بداية سن المراهقة (بين 10-20 سنة)، وتمتد أحيانا إلى ما بعد هذه المرحلة العمرية بقليل. يتم إجراء التقويم عند طبيب أسنان ألأطفال المتخصص في مجال تقويم الأسنان.
يضطر الأطفال للخضوع لعلاج تقويم الأسنان نتيجة للنمو غير الصحيح للأسنان عند ظهورها. والتي تبدأ، عندما يكبر الطفل، بتغيير موقعها، فتنشأ فراغات بينها. لهذا، فإن مراجعة طبيب الأسنان مبكرا، تتيح له تشخيص مشاكل إغلاق الأسنان، والتي من الممكن أن تسبب خللا جماليا ووظيفيا. تنجم مشاكل الإغلاق عن الاكتظاظ الشديد للأسنان، اعوجاج نمو الأسنان، ونمو الأسنان البارزة. في بعض الأحيان، تكون المشاكل التقويمية ناتجة عن أسباب وراثية، أو السقوط المبكر للأسنان اللبنية، وحتى عن عادات معينة عند الطفل مثل مص الإصبع أو عض الشفة.
بالرغم من أن تقويم الأسنان يعتبر علاجا طبيا يتيح إغلاق الأسنان بشكل مناسب، فانه كذلك يعتبر علاجا تجميليا. يسمح هذا العلاج بتقويم الأسنان البارزة، تغيير بنية الفك، علاج الأسنان التي ظهرت في مكان خاطئ، وحل مشكلة اضطرابات الكلام والأكل، وحتى مشكلة اكتظاظ الأسنان ومنع العيوب التجميلية فيها.
يبدأ علاج الأسنان عند الأطفال في سن (7-8) سنوات، على الرغم من أنه يفضل بدء العلاج في وقت أبكر لدى بعض الأطفال، وذلك من أجل تجنب حدوث مشاكل معقدة في وقت لاحق، أو في جيل أكثر تأخرا، إذا كان ذلك ممكنا. يتم العلاج من خلال استبدال مَجْمُوعَةُ الأَسْنَان الطَّبِيْعِيَّة الأولى بمجموعة الأسنان البالغة. ويوصي طبيب الأسنان بإجراء العلاج عندما تكون عظام الفك في طور النمو، إذ يكون بالإمكان، عندها، التدخل في طبيعة نموها والسماح بنمو مستقيم وأفضل.
بالإمكان إجراء علاج تقويم الأسنان من خلال عدة طرق. أما الطريقة الأكثر انتشارا فهي تثبيت أقواس شفافة أو معدنية على الأسنان, وتمرير سلك الأسنان بينها. يشكّل هذا السلك ضغطا على الأسنان ويحركها ببطء. يقوم الطبيب بتغيير ضغط السلك كل بضعة أسابيع، خلال الزيارات التي يقوم بها الطفل للعيادة. ويساهم هذا الامر بشكل فعال في تقويم الأسنان.
من الطرق الأخرى واسعة الانتشار لتقويم الأسنان، هي اللوحة الشفافة القابلة للنقل، والتي يتم تثبيتها داخل الفم. توجد أيضا إمكانية لتثبيت لوحه بحيث تكون مربوطة برسن خارجي يحتاج الولد لوضعه حول فمه.
يعتبر علاج الأقواس أكثر راحة بالنسبة للطفل، وذلك على الرغم من أنه يستغرق مدة أطول، وعلى الرغم من تأثير هذا العلاج على الكلام عند الطفل. كذلك، يكون على الطفل تجنب الأغذية اللزجة أو الصلبة من اجل عدم الإضرار بالعلاج. تكون الأقواس المركبة غير بارزة، وإذا كانت شفافة فإنها لا تُرى. زد على ذلك أنها أيضا مريحة أكثر بكثير من الرسن الذي يرافق الطفل لعدة ساعات في اليوم.
من أجل الحفاظ على صحة الأسنان، وتجنب الحالة التي يكون فيها الولد مضطرا للخضوع لعلاج حشو الأسنان علاجات الأسنان الأخرى، يجب التأكد من أن الطفل يقوم بالحفاظ على نظافة فمة من خلال فرك أسنانه بالفرشاة بشكل صحيح، وكذلك من خلال استخدام الخيط الطبي للأسنان خلال الفترة التي تكون الأقواس فيها موضوعة على أسنانه (أو فترة وضع اللوحة والرسن على الأسنان). وبسبب وجود الأقواس على الأسنان، فان هنالك حاجة لتغيير طريقة فرك الأسنان، حيث يوصى بأن يتلقى الولد كل المعلومات حول الطريقة الصحيحة لفرك الأسنان بالفرشاة من طبيب الأسنان.