بتـــــاريخ : 12/3/2012 10:05:58 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1584 0


    في بيتنا مجنونة...

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : nody♥ osy | المصدر : www.konyonsa.org

    كلمات مفتاحية  :




     


    نادرة هي تلك اللحظات التي أصاب فيها بجنون النظافة...

    شقاوة الأطفال ... 66589272144971207498.jpg


    إنها فترة المراهقة كما تعلمون ، تبدأ صباحك شاعرا ثم تتجه ميولك نحو السياسة عصرا لتجد نفسك فيلسوفا بعد الغروب ، من المزعج إدراك أنني بيولوجيا مازلت مراهقا في التاسعة عشر ، برغم كل شئ لابد أن تتغلب الطبيعة البيولوجية علي تصرفاتي ، لا يمكنك تشغيل لعبة عالية التجسيم علي كارت شاشة أثري لو كنت تفهم ما أعنيه...
    لكنني قد أكون المراهق الوحيد الذي يبدأ صباحه كناسا ، هذا ولا شك يمنحني بعض التميز رغم أنف جميع المارة الفضوليين ، شاب يكنس أمام منزله..هذا مشهد لا يتكرر كثيرا و يستحق المشاهدة ، لا تنس أننا في بولاق الدكرور و لسنا في بورتو مارينا ، هذا لو كان في بورتو مارينا ما يستحق كنسه...

    *************************

    كنت قد قاربت علي الإنتهاء حين دخلت المنزل لجلب كيس قمامة اضع فيه ال...
    هنا شعرت بحركة أسفل السلم ، لابد و أنها قطة تسللت بينما انا بالخارج...
    هكذا حملت عصا المقشة بيدي مترقبا ، لن أبالغ لو قلت أنني لا أبالغ في ردة فعلي هذه ، فتلك الكائنات البغيضة لن ترتمي في أحضانك حتما كالتي تراها في الأفلام الأمريكية ، قطط بولاق الدكرور تثب في وجهك و تخمشك بأظافرها اللعينة قبل أن تدرك طبيعة ما تواجهه تحديدا ، (تربية شوارع) كما يقال...
    بيد أن ما رأيته أسفل السلم جعلني أتمني لو اجتمعت قطط بولاق كلها هنا بدلا منه...
    هذا شئ يصعب التخلص منه بعصا مقشة...

    ************************

    كانت تنظر لي نظرة خالية من أي تعبير ، و كانت ترتجف لا أدري من البرد أم خوفا مني ، إعتدت أن أكون مثيرا للشفقة لا للرعب...
    -هش يا ماما ليس هذا مكانا للإيواء.
    ذات النظرة و ذات الرجفة ، إما أنها بكماء أو أنها...
    -اقول إلي الخارج إن أمامي يوما طويلا من التنظيف.
    ولا حياة لمن تنادي...
    تأملت في ملامحها أكثر فأدركت أنني رأيتها من قبل ، و لمزيد من الدقة كنت أدرك أنني أعرفها منذ رأيتها لكنني لم أجد الوقت الكافي كي أفكر في ذلك...
    ‏________________________________________________

    (المجنونة) كما يسمونها في شوارع المنطقة ، لطالما رأيتها إما تتحدث مع نفسها أو تتحدث مع أشخاص وهميين ، لا تقبل الصدقات ولا تحاول استجداء عطف المارة ، و كل ما تفعله تفعله مع ذاتها علي عكس باقي المجانين الذين يتشاجرون معك دائما لمجرد انك موجود علي ظهر هذا الكوكب ، إنني أعتبر أمثالها من المتحدثين لأنفسهم عينة نادرة للغاية...
    عينة استطاعت التواصل مع ذاتها لدرجة لا مثيل لها ، سمهم مجانين أو سمهم ما تشاء فلن يغير ذلك حقيقة أنهم الأفضل من الناحية النفسية...
    و حتما لن يغير ذلك حقيقة أنك تتمني تقليدهم أحيانا...
    ________________________________________________

    إن الأمور تختلف تماما عندما تراها عن كثب...
    نظرتك للمجنون في الشارع لابد و أن تختلف تماما نحوه إذا صار فجأة داخل منزلك...
    حين تأملت ملامحها أكثر ادركت انها في العشرينيات من عمرها ، لا يمكنك إنكار لمحة الجمال في وجهها ، شعر قصير متسخ ، ملامح منمنمة متسخة ، ثياب مهترئة متسخة...
    كانت تأكل بنهم و كأنما لم تأكل منذ سنين ، و برغم تعاطفي معها ببعض الطعام إلا أنني ظللت أنظر نحوها كنوع من الكارثة المجسمة ، لا يوجد أسوأ من ذلك كي يصير موقفي حرجا ، شاب مراهق و فتاة متشردة ، لابد من التخلص من هذه التهمة المتحركة قبل أن يستيقظ أحد...‏

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()