بتـــــاريخ : 10/27/2008 12:32:13 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1845 0


    الصراصير

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : صائد الاحلام | المصدر : forum.merkaz.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الصراصير

    قصة / حسن الشيخ

    دخل الحمام و علق الفانوس الصغير , على الجدار الطيني

    بيد مرتعشة . بينما راح برد الشتاء القارص , يجول في عضامه

    الدقيقة , بجنون معربد .



    تحسس ( طشت ) الماء البارد بإصبعه , ففكر في تأجيل

    اغتساله الى يوم آخر . لا يدري متى . ربما بعد شهر
    او ربما بعد انقضاء الشتاء . إلا انه عندما زحف الصرصار متسلقا أصابع قدمه , لم يبعده .

    بل حدق إليه في صمت , و ظل جالسا على ( دكة ) الحمام

    بهدوء . راودته أفكار حمقاء , و هو يرى هذا الصرصار الكسول

    يتسلق ساقه الهزيلة ببطي .


    اغترف غرفة من الماء . رش بها جسده. فا نتفض كطير صغير

    قد بلله المطر . قطرات الماء استفزت اعضاءه التي ماتت منذ

    سنين , بعد ان انهكها سأم الانتظار .



    الحمام لا يدفئه , بألواح بابه المهترئه , و لا رائحته تستهويه

    ايضا . و للحضة احس انه يمشي يطير مع سرب من الطيور

    المهاجرة الى أقاصي الشمال . إلا انه ظل الطريق . فانفجر

    ضاحكا . ثم غضب , لما نفخت الريح من جديد داخل عظامه .




    قال عبود الأول و هو يحتضن كرشه الصغيرة المرتجفة :

    - لماذا لا أستطيع الوصول , رغم إصرار أقدامي على المسير .

    فأجابه عبود الثاني ضاحكا :

    - كفى غباء و انظر الى الصرصار الآخر الذي بدأ في

    الدنو منك . ألا تشعر بالتقزز و الندم !

    التفت عبود الأول الى الخلف دون مبالاة و ردد :

    - الندم .. و لماذا الندم . ماهي جريمتي ! ان الدرب طويل ..

    والمسيرة شائكة ..هذا كل ما هنالك .




    تحرك صرصار آخر , و تسلق جسد عبود من الخلف , بينما وصل

    صرصاران الى البطن , و إستقرا هناك , يحركان قرونهما بخيلاء

    وتكبر . أما في الركن الأيمن من الحمام , فقد استعدت كتيبة من

    الصراصير في البدء بهجوم جديد .


    صاح عبود الثاني محذرا :

    - عبود .. أبعد زحف الصراصير الدنيء عنك !

    نظر الى الخارج من بين فجوات ألواح الباب الواسعة . ثم ألقي

    بجذعه على الجدار . فأجاب بهدوء :

    - تعني تلك المخلوقات التي تحيط بي , وترقص رقصاتها

    الجنائزية على جسدي ! دعها تشعر بالأمان و الطمأنينة .





    أراد عبود الأول أن يضيف أشياء أخرى , إلا انه لم يفعل . فكر

    في الفائدة من النحيب . الصمت هو الأجدى . بضعة أسابيع
    ويقبل الربيع , صرصار يحيى و آخر يموت. لا لن يكابر في ظل

    شتاء قارص . و ليدفئ الصراصير الكسولة في صدره .



    أدار رأسه حوله مفتشا على عبود الثاني فلم يجده . رفع يديه

    الى الأعلى ثم أنزلهما سريعا . فهمس في خوف الى نفسه .

    منذ زمن طويل , قد أعطيتهم لحمي , لكي يتدفئوا به . أما

    دمي , فهو رخيص كماء مستنقع آسن .





    حرك الماء بيديه و هو ينصت لرياح المربعانية الباردة . وتسائل .

    لماذا تتكاثر الصراصير هنا ! ثم تغزو , مطبخي , غرفة نومي

    و تندس بين أغطيتي .. وبعدها تنطفئ الحواس جميعا فجأة .

    هكذا كمصابيح شوارع قريتنا !

    تأكد مرة أخرى , من برودة ماء ( الطشت ) . فقرر أخيرا ارتداء

    ملابسه . تطلع حوله باحثا عنها . لكنه لم يجدها . إلا انه لا حظ إن

    الصراصير ترتدي ملابسا شبيه بها .


    [all1=FF0000]الشاطر هوا اللي يفهم اللي عاوز يتقال

    ومحدش يسأل اييه هوا اللي عوزين نقولة

    عشان مش عاوزين مصايب
    [/all1]

    سلاااااااااااااام

    [all1=33FF00]تحياااااااااتي

    الـــســــهــــــــل المـمـتـنـع
    [/all1]

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الصراصير

    تعليقات الزوار ()