تتعرض مصر هذه الايام لموجة شديدة الحرارة وتنافس في شدة حراراتها الاحداث الساخنة المتوالية التي تشهدها مصر، كما تضرب هذه الموجة الحارة كل دول المنطقة العربية بما يمثل تهديد للعديد من المرضى وخاصة مرضى القلب.
يعد شهرا تموز (يوليو) وآب (أغسطس) هما ذروة الصيف البلاد العربية، ومن يمشي في الشارع في فترة الظهيرة يكون حظه سيء، حيث تتخطى درجة الحرارة حاجز الـ40 ويصل إلى50 في بعض الدول الخليجية، وتزداد متاعب المرضى وخاصة مرضي القلب نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو، وما ينتج عنه من تأثير على وظائف جسم الإنسان، وتؤدي إلى تمدد الشرايين وزيادة سرعة الدورة الدموية وضربات القلب والجهد على عضلة القلب كما يؤكد الدكتور أحمد ابو النصر استشاري القلب والاوعية الدموية.
أعتبر ابو النصر أن الدورة الدموية والقلب أكثر الأجهزة في الجسم التي تتأثر بموجات الحر، نتيجة التمدد الذي يحدث في الأوعية الدموية ككل، والتي تزيد من كمية الدم المتدفقة بها في طريقها إلى القلب، ما يؤدي إلى دفع القلب للعمل بشكل أكبر من المعتاد، وتزداد سرعة وقوة انقباضه وانبساطه، كما يحدث في حالات التوتر والتي يمكن ان يتسبب فيها درجات الحرارة المرتفعة ايضا، وبالتالي ارتفاع جهد القلب، وما يتطلبه من زيادة في احتياجاته من الأكسجين والغذاء، وهذه الزيادة في جهد القلب يتحملها القلب السليم ولكن عندما يكون القلب غير سليم، فإن هذا العبء يزيد من إجهاده.
وتابع أن مرضي الشرايين التاجية تمثل الموجة الحر خطورة عليهم، حيث تفقد اجسامهم كمية كبيرة من السوائل بفعل ارتفاع الحرارة وزيادة العرق، ويزداد تركيز الدم، ما يسبب ضيقا في الشرايين، ويزيد احتمال الاصابة بالجلطات لزيادة لزوجة الدم، كما تؤثر موجات الحر على مرضى الضغط، حيث يطرأ ارتفاع مفاجئ في الضغط الشرياني ما يسبب مشاكل للمريض، وأضاف أن المرضى، الذين يعانون من ضعف عضلة القلب، من أكثر المتضررين، وذلك لأن العطش يجعلهم يتناولون كميات كبيرة من الماء والعصائر، ما يشكل عبئا على عضلة القلب واحتباس السوائل في أجسامهم.
وينصح ابو النصر، مرضى الضغط والقلب بتجنب الخروج من المنازل في اوقات الظهيرة ما امكن، وتجنب التعرض للشمس فترات طويلة، ومحاولة الحفاظ على بقاء درجة حرارة أجسامهم معتدلة، وشرب كميات كبيرة من السوائل خاصة المياه والعصائر، مع تجنب تناولها بكمية كبيرة دفعة واحدة عند الإحساس بالعطش، وكذلك الإقلال من تناول ملح الطعام والمأكولات الغنية بملح الطعام، خاصة مرضى ارتفاع ضغط الدم.