كافة المعلومات التي يتم التقاطها في أعضاء الحواس عندنا تفرز وتحلل في المخ، عندها فقط ندرك ماهيتها ووجودها . يفسر المخ المعلومات على أساس تجربة الماضي . عندما لا يكون الذوق أو الرائحة أو كلاهما معا ملائمين لتوقعات المخ، يحتمل أن يكون التفسير مضللا وغير صحيح . الشراب الأصفر الذي له طعم الفراولة لا يتم التعرف عليه بصورة سليمة، لأننا نتوقع أن يكون طعم الشراب الأصفر بطعم الليمون . سنحس أن هذا المشروب مصنوع من ثمر معين، لكننا لا نستطيع التعرف على الطعم الصحيح . حاسة الشم أيضا هامة لدينا للتعرف على المذاقات . هذه الحقيقة تتضح عندما نصاب بالرشح : فالالتهاب وطبقة المخاط الكثيفة في الأنف تعطل حاسة الشم عندنا، فتصبح كافة المذاقات بلا معنى ومشوهة . يمكن التأكد من ذلك جيدا إذا ربطنا العينين وأغلقنا الأنف وطلبنا من أحد الأشخاص أن يطعمنا أولا قطعة تفاح وبعدها قطعة بطاطا . لن نستطيع التمييز بينهما في الغالب . فطعمهما حلو، ولكنه غير مميز، وبدون مساعدة حاسة الشم يصعب التعرف عليهما . وتجربة أخرى لتأكيد أهمية الرائحة : نقوم بتنقيط نقطة صغيرة من الزيت النباتي في فنجان قهوة أو شاي . ينتشر الزيت فوق سطح السائل ويخلق غشاء دقيقا يمنع انتشار الرائحة المميزة للمشروب .