ليس الحمل المرحلة الأهم والأجمل في حياة المرأة فحسب، بل يتميز أيضاً بكونه مرحلة تعلّمها المسؤولية تجاه نفسها وتجاه طفلها أيضاً، خصوصاً في ما يتعلّق باحترامها لشروط التغذية الصحيحة. ففي فترة الحمل، يشكل الجنين جزءاً لا يتجزأ من أمه فهي تلده من لحمها ودمها مما يجعلها مسؤولة عنه وعن غذائه. وحتى قبل أن تصبحي حاملاً، ما تأكلينه يومياً يلعب دوراً أساسياً في تحسين صحتك وصحة طفلك. لهذا السبب يجب أن يحتوي غذاؤك قبل الحمل وخلاله على كل الفيتامينات والمعادن والمغذيات التي يحتاجها جسمك ليساعد في نمو الجنين الصحيح. الأكل الصحي هو المطلوب لا الإفراط العشوائي في الأكل. اعرفي ما يحتاجه جسمك وما يحتاجه الطفل لتؤمني كل الحاجات المطلوبة، فأنت المصدر الوحيد لغذائه، لذلك ترتبط صحة طفلك ونموه بطبيعة العادات الغذائية التي تعتمدينها. فإذا كانت سيئة تؤثر سلباً على صحة حملك وقد تسبب مشكلات مهمة كفقر الدم وارتفاع ضغط الدم والتعب والتشنجات العضلية في الساقين والإمساك والتقلّبات المزاجية.
- ماذا في زيادة الوزن خلال الحمل؟
في فترة الحمل، تحسب على الحامل كل لقمة تتناولها أو لا تتناولها. فما تأكلينه وما تكرهينه يؤثر على طفلك سلباً أو إيجاباًً. وأظهرت الدراسات الحديثة أنه إضافةً إلى تأثير الغذاء على نمو الطفل الجسدي، فإن نموه العقلي يتأثر إلى حد كبير بتغذية الأم في حملها. لكن في الأشهر الأولى من الحمل، لا تحتاج إلى زيادة مهمة في الوحدات الحرارية. في المقابل من الضروري أن تحصل على الكثير من البروتينات والكالسيوم والفيتامينات، خصوصاً الفيتامينات B12 وB6 وD والحديد والزنك وحمض الفوليك. كما أن المعادن والأحماض الدهنية الأساسية ضرورية للجنين ولنموه، ويجب أن تشكل جزءاً أساسياً من غذاء الحامل.
في المرحلة التالية، يجب أن تزيد كمية البروتينات في غذاء الحامل. علماً أن الحامل تحتاج في الفصل الثاني والثالث من الحمل إلى 300 وحدة حرارية إضافية.
لا بد من الإشارة إلى أن زيادة الوزن تختلف خلال الحمل بين امرأة وأخرى. إذ أن المرأة التي تعاني زيادة في الوزن تحتاج إلى عدد أقل من الكيلوغرامات فيما يطلب من الحامل الأكثر نحولاً أن تكتسب المزيد من الكيلوغرامات. لذلك، يجب أن تعرفي وزنك الأساسي حتى تتمكني من تحديد حاجتك إلى الكيلوغرامات خلال الحمل. في كل الحالات، من الطبيعي أن تزيدي عدد الوحدات الحرارية التي تحصلين عليها في غذائك لتؤمني حاجاتك وحاجات طفلك كاملة، علماً أن عدد الوحدات الحرارية الإضافي يختلف بحسب مراحل الحمل:
- الأشهر الثلاثة الأولى
- الأشهر الرابع والخامس والسادس
- الأشهر الأخيرة
الوحدات الحرارية الإضافية
- 100 وحدة حرارية
- 300 وحدة حرارية
- 300 وحدة حرارية
لا تحتاج الحامل إلا إلى زيادة كمية قليلة من الوحدات الحرارية خلال حملها، بعكس الاعتقاد السائد الذي يؤكد أنها تأكل كمية مضاعفة عنها وعن طفلها. يكفي أن تزيدي وجبة صغيرة مغذية لتلبي كل حاجات جسمك وحاجات طفلك.
- من أين تأتي زيادة الوزن في الحمل؟
من الطبيعي أن تتساءلي عن سبب زيادة الوزن المهمة التي تحوّل جسمك تماماً خلال الحمل، فيما لا يتعدى وزن طفلك الثلاثة كيلوغرامات أو أربعة. في الواقع تختلف زيادة الوزن ومصدرها بين امرأة وأخرى، لكن بشكل عام يمكنك أن تتعرفي إلى الطريقة التي تسبب فيها بعض المكونات في جسمك زيادة وزنك خلال الحمل.
- حجم الطفل: ثلاثة كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام تقريباً
- مخزون البروتينات الإضافية والدهون وغيرها من المكونات الغذائية: حوالي ثلاثة كيلوغرامات
- كمية الدم الإضافية: حوالي كيلوغرامين
- سوائل أخرى: حوالي كيلوغرامين
- زيادة حجم الثديين: حوالي 900 غرام
- اتساع الرحم: حوالي 900 غرام
- السائل الأميني المحيط بالطفل: حوالي 900غرام
- المشيمة: 680 غراماً تقريباً
تذكري دائماً أنه من الطبيعي أن تكون زيادة الوزن لديك مختلفة عما هي عليه لدى أي حامل أخرى، خصوصاً أن الأمر يختلف بحسب ما إذا كنت تعانين وزناً وزائداً أصلاً أو إذا كنت تحملين توائم وإذا كنت تعانين نقصاً في الوزن قبل بداية الحمل. ويجب أن تعرفي أن طبيعة الكيلوغرامات التي تكسبينها هي أهم من عددها.
- ماذا في غذائك خلال الحمل؟
ليكون غذاؤك متوازناً ينصح بأن تختاري الأطعمة من المجموعات الغذائية الأساسية:
- أربع حصص من الفاكهة والخضر
- ست حصص أو 11 من الحبوب الكاملة ومشتقاتها
- أربع حصص أو أكثر من الحليب ومشتقاته
- ثلاث حصص أو اكثر من اللحم والدجاج والسمك والبيض والمكسرات والعدس
تذكري دائماً أن التغذية هي العامل الأهم في الحمل. والسبب ليس فقط في أنها ضرورية في حفاظك على نشاطك وصحتك بل تؤمن أيضاً المغذيات الحيوية للجنين الذي تتحملين مسؤولية تغذيته. بشكل عام يجب أن يتضمن غذاءك الأطعمة الطازجة والخفيفة والمغذية والغنية بالألياف. ركزي على المعادن والألياف ومشتقات الحليب للحصول على حاجتك من الكالسيوم والخضراء الحمراء والبرتقالية كالجزر والبندورة(الطماطم) والفاكهة الحمراء والبرتقالية كالتفاح والبرتقال الغنية بالفيتامينات ب المركبة. كما أن المكسرات كالجوز واللوز والعنب كلّها غنية بالفيتامينات والمعادن وضرورية لك وللجنين. إضافةً إلى الخضر كالملفوف والسبانخ والبروكولي الغنية بالكالسيوم والحديد والأرز الأسمر الغني بالحديد، والبقول كالعدس الغني بالبروتينات. ولا تنسي طبعاً أن تكثري من تناول الحليب للحصول على الكالسيوم الضروري لك ولطفلك.
الحديد
يعتبر الحديد أساسياً لتأمين مستوىً كافٍ من الدم لنمو الجنين وللرحم. وكون معظم النساء يعانون نقصاً في الحديد في الدم، ينصح عادةً بأن تتناول الحامل مكملات الحديد. كما يمكن الوقاية من فقر الدم بتناول كميات إضافية من الأطعمة الغنية بالحديد كاللحم الأحمر الهبر والسمك والدجاج والفاكهة المجففة والخبز الكامل الغذاء والحبوب الغذائية المقوّاة بالحديد.