تسال إحدى الأمهات ما هى الأمراض التى قد تصيب العين فى فصل الصيف؟ وما خطورتها؟ وكيف يتم علاجها؟ وهل ارتفاع درجة حرارة الجو هى المسببة لهذه الأمراض أم الأتربة أم انتشار القمامة والذباب؟
يجيب الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب القصر العينى مدير مستشفى دنيا العيون قائلا: تتميز فترة الصيف بارتفاع درجة الحرارة وطول فترة ضوء الشمس مما يعرض الشخص للأشعة فوق البنفسجية طوال فترة النهار، وقد يؤدى ذلك إلى زيادة الحساسية بالعين مما يظهر أعراضة البسيطة منها على شكل احمرار مزمن والإحساس بجسم غريب بالعين نتيجة احتقان سطح العين والشعور بالراحة عند إغلاق العين مع الميل إلى النوم، وقد تزداد هذه الأعراض فى شدتها إلى ما يعرف باسم الرمد الربيعى والذى عادة ما يظهر فى الأطفال عند سن 10 سنوات نتيجة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، خاصة فى الفترة من العاشرة صباحا إلى الثانية ظهرا وتظهر الأعراض على شكل حكة شديدة بالعين مع احمرار وتكون إفرازات مخاطية وحساسية شديدة للضوء مع دموع مستمرة وتتكرر هذه الأعراض موسميا فى فصل الصيف، خاصة مع بداية فصل الربيع، وفصل الصيف، ويتم تشخيص الحالة وعلاجها بواسطة مضادات الحساسية عن طريق القطرات الموضعية وأدوية تؤخذ عن طريق الفم كمرحلة أولى، وقد يلجا الطبيب المعالج إلى استخدام قطرات الكورتيزون، والتى قد يكون لها مفعول سريع فى السيطرة على أعراض المرض، كما ننصح بتجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة فى الفترة من العاشرة صباحا إلى الثانية ظهرا مع لبس نظارة شمسية وكاب فى حالة الضرورة.
ويؤكد الدكتور إيهاب أنه لا يوجد نوع مفضل من النظارات الشمسية، حيث أن أى عدسات ملونة تحجب معظم أشعة الشمس خاصة مع وجود كاب حيث تصل نسبة حجب الأشعة الضارة إلى 99% كما ننصح بضرورة تجنب استخدام قطرات الكورتيزون بواسطة الأم لطفلها لفترات طويلة دون استشارة الطبيب، حيث يعتبر ذلك فى منتهى الخطورة، لأنها من الممكن أن تؤدى إلى مضاعفات خطيرة مثل ارتفاع ضغط العين والمياه البيضاء والتى قد تؤدى إلى فقدان الإبصار وضمور العصب البصرى.
ويشير إلى أهمية مراجعة الطبيب وعدم استخدام القطرات بشكل تلقائى مهما كانت القطرات مريحة للعين، وخاصة التى تحتوى على الكورتيزون.
ومن الأسباب الأخرى لاحمرار العين فى الصيف الالتهابات الميكروبية الصديدية للملتحمة والتى يصاحبها احمرار مع إفرازات شديدة واحتقان بالملتحمة ناتجة عن انتقال العدوى البكتيرية عن طريق اللمس أو الذباب الذى ينقل الميكروبات من القاذورات لعين الشخص.
وتمثل الوقاية فى هذه الحالات حجر الزاوية بشكل هام بالاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين والقضاء على القمامة فى الشوارع ومكافحة الذباب لمنع انتشار الأمراض، كما يتم العلاج عن طريق المضادات الحيوية والمراهم وكمادات الماء الدفئ باستمرار لمنع تراكم الإفرازات على سطح العين عن طريق غسلها باستمرار، كما ننصح بعزل المريض عن الآخرين وعدم استخدام الآخرين لأدواته الشخصية مثل منشفة الوجه وملاءة السرير وأكياس الوسادة.