بتـــــاريخ : 2/9/2012 3:57:23 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2460 0


    الرجل الشرقي وحدوتة البرود الجنسي!! (للمتزوجين فقط)

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : أ‌.د سحر طلعت | المصدر : www.boswtol.com

    كلمات مفتاحية  :
    شاب شرقي خجول جدا يخبرك أنه يُعاني برودا جنسيا؟!!
    شاب شرقي خجول جدا يخبرك أنه يُعاني برودا جنسيا؟!!

    أ‌.د سحر طلعت


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أريد رأيُكم في مشكلتي؛ ارتبطت بشخص، ووجدت فيه كل ما أتمنّاه كشريك حياتي، ولكن المشكلة أني عندما تكلّمت معه في موضوع الزواج قال لي: إنه يخشى أن يظلمني معه؛ لأنه يشعر أنه عنده برود جنسي، ويخشى من تجربة الزواج، للعلم أن من خلال معرفتي بهذا الشخص فإنه خجول جدا جدا، عاش 12 عاما في الخارج للعمل فقط؛ وكانت حياة جافة، لم يكن عنده أي صدقات مع بنات، كان كل وقته للعمل فقط وليس عنده أخوات بنات.

    هذه ظروفه أردت توضيحها؛ لأني أعتقد أنها ربما تكون السبب في تخوّفاته، والسبب في هذا الجمود الجنسي سبب نفسي.

    طلبت منه أن يستشير طبيبا لنتأكّد إذا كان السبب نفسيّا أم عضويّا، ولكن إلى أن نعرف رأي الطب أريد أن أفهم من سيادتكم إذا كان السبب عضويّا؛ فهل هذه المشكلة لها علاج أم إن بعض الحالات يصعب علاجها؟ إذا لم يكن هناك علاج -لا قدّر الله- أو يصعب العلاج؛ فهل عليّ أي وزر إذا تزوّجته مع علمي بهذه المشكلة، أم يجوز الزواج من ناحية رأي الدين؟

    للعلم عمري ٢٧ عاما؛ فأنا لست صغيرة، وهذا الحب ليس هوائيّا، وقرار موافقتي عليه رغم معرفتي مشكلته ليس انفعاليا؛ فأنا أجد فيه فعلا كل ما أتمنّاه كزوج.. أخلاق، عِلم، دين، عائلة محترمة، منصب وظيفي، أشعر بتفاهم معه في كل شيء، وأشعر أنه يُحبّني.. هو عمره ٣٤ عاما.. أرجو إفادتي أفادكم الله، ولكم جزيل الشكر.


    أختي الكريمة.. قصتكِ ينقصها الكثير من التفاصيل؛ ففي بداية رسالتك تقولين ارتبطتِ بشاب.. فما هو السياق الذي تعرّفتِ عليه فيه؟ وما هو مقصدكِ من كلمة "ارتبطتِ به"؟ هل تقصدين الارتباط العاطفي فقط أم إن هناك شكلا من أشكال الارتباط الرسمي؟ وكيف تجرّأت وعرضتِ عليه الزواج رغم أنه لم يُفاتحكِ في الأمر من أساسه؟

    وما هو تصوّره لشكل العلاقة بينكما في ظلّ رفضه أو خوفه من فكرة الزواج؟ ومشكلتكِ بما تحويه من نقص للمعلومات تجعلنا نعيد التأكيد على أهمية أن يهتم كل سائل منكم بكتابة التفاصيل المهمة في مشكلته؛ حتى يتسنّى لنا مساعدتكم بأفضل صورة؛ فنحن نبذل جهدا كبيرا في رسم ملامح الإجابة وصياغتها ومراجعتها، ومن غير المعقول ولا المقبول أن يُهدر كل هذا الجهد؛ لأن السائل لم يهتم بتوضيح الجوانب المهمة في مشكلته.

    ورغم عدم توافر المعلومات الكافية؛ فإنني سأُحاول الاعتماد على ما توافر لدي من معلومات، ومن خلال هذه المعلومات أدعوك والأصدقاء لتأمّل هذا المشهد: شاب شرقي خجول جدا.. ليس له أي علاقات نسائية.. جاد جدا كما يبدو عليه.. ويُقيم علاقة مع فتاة لا تتطوّر نحو الارتباط الرسمي.. فتطلب منه الفتاة الزواج، ولكنه يخبرها أنه يُعاني برودا جنسيا؛ فهل هذا السيناريو مقبول في ظلّ مجتمعاتنا الشرقية التي تعتبر الذكورة والفحولة مرادفة للرجولة؟

    وهل هذا السيناريو يعتبر مقبولا في مجتمعاتنا التي يعتبر فيها العجز الجنسي وصمة عار؟!! وهل هذا السيناريو مقبول من شاب يتميّز بالخجل الشديد؟!

    الشاب الشرقي الخجول الذي يُعاني بالفعل عجزا جنسيا لن يخبر الفتاة التي يُحبّها بعجزه، ولكنه في الأغلب سيتهرّب منها، ويختفي بدون إبداء أسباب عندما تصل الأمور بهما لمنعطف الزواج.

    والسيناريو الأكثر قبولا بالنسبة لي هو أن هذا الشاب لا يريد الارتباط بكِ لسبب أو لآخر.. فهو إما أن يكون لاهيا من البداية أو أنه لم يجد فيكِ الفتاة التي يريدها، وأراد أن يتخلّص من ورطة الزواج بهذه الحجة (حجة البرود الجنسي)، والرسالة التي يُريدها أن تصل لكِ أنه شاب لطيف وظريف، ويُمكنكما أن تستمتعا سويّا بوقتكما، ولكنه لا يصلح للزواج.

    أعلم أن حديثي هذا قد يُسبّب لك صدمة شديدة، وبالطبع سترفضينه جملةً وتفصيلا؛ ببساطة لأن مشاعركِ هي التي تُحرّكك الآن، ولكنني فقط أريد منك أن تضعي هذا الفرض قيد البحث والدراسة؛ فما هي خطوات البحث والدراسة؟

    ضعي مشاعركِ جانبا الآن؛ وذلك حتى تتمكّني من الحكم الصحيح، وجمّدي علاقتك معه إلى أن يخضع للكشف الطبي لتحديد أبعاد قصة البرود الجنسي الذي يدّعيه، وتوقّعاتي أنه سيختفي من حياتك، أو أنه سيعود طالبا وصالكِ دون أن يخضع للكشف الطبي.

    وهذا هو السيناريو الذي أتوقّعه أنا، ولكنني سأُناقش معكِ أيضا أبعاد الأمر لو حدث ما تتوقعينه أنت وكان الرجل صادقا في ادّعائه، وذهب بالفعل للمتخصصين وجاءك بتقرير عن حالته، والاحتمالات المتوقّعة يمكن أن تندرج تحت واحد من ثلاثة:
    أولها: أنه واهم فيما يدّعيه، وأنه سليم لا يُعاني أي خلل.
    ثانيها: أنه يُعاني خللا نفسيّا أو عضويّا قابل للعلاج.
    ثالثها: أنه بالفعل يُعاني خللا ما يصعب أو يستحيل علاجه.

    والأمر يختلف بالطبع مع كل احتمال من الاحتمالات السابقة؛ فكونه سليما يعني انتفاء أسباب المشكلة من أساسها، وكونه مصابا بخلل قابل للعلاج يدعونا للبحث حول احتمالات نجاح العلاج، ومدى قدرته على ممارسة الحياة الطبيعية بعد ذلك، وكونه مصابا بخلل دائم يصعب علاجه يدعونا لمناقشة المشكلات المترتّبة حول زواج إنسانة طبيعية مثلك منه؛ حيث يُؤدّي هذا الوضع إلى الكثير من المشكلات، وأهمها شعوره بالعجز والنقص، وعدم القدرة على تلبية احتياجاتك؛ وهو ما يجعله عصبي المزاج مع غيرة شديدة من كل الرجال.

    وهل أنتِ على استعداد لتحمّل الشعور المستمرّ بأنكِ تفتقدين شيئا ما الأمومة والإشباع الجنسي، والإنسان لا يشقى في هذه الحياة إلا بما يفتقده من أشياء يستمتع بها غيره.. حيث يتوهّم دوما أن السعادة فيما يفتقده؟

    عزيزتي.. الأمر أعمق من فتوى شرعية.. فلا تتسرّعي في اتخاذ أي قرار تحت ضغط العاطفة أو ضغط الرغبة في الزواج، وكوني صادقة مع نفسك حتى لا تتخذي قرارًا تندمين عليه العمر كله، مع دعواتنا أن ينير الله لكِ بصيرتكِ، وأن يعينكِ على اختيار ما يصلح لك ويرضيكِ ويسعدكِ.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()