السؤال
تناقشت أنا وأحد المشايخ حول الحج كل عام لمن استطاع إليه سبيلا: فقال هذا لا يصح وعليك أن تترك الفرصة لإخوانك وذكر قول أحد العلماء المعاصرين ـ وهو ابن عثيمين ـ أن من حج كل عام يأثم.
فحاولت إقناعه بأحاديث تدل على أن الأمر في سعة وذكرت له حديث الرسول صلى الله علية وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة. فقال: هذا الحديث غير صحيح.
فنرجو الإجابة عن سؤالي وتوضيح المسألة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحديث: تابعوا بين الحج والعمرة.
حديث صحيح, وقد ورد من حديث عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وقد ذكرها الألباني جميعا بطرقها في السلسلة الصحيحة، وبعض أسانيدها على شرط مسلم فانظر السلسلة الصحيحة.
وما نسبه صاحبك للشيخ ابن عثيمين غير صحيح أيضا ويكذبه الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ نفسه, جاء في فتاوى اللقاء الشهري من مجموعة ابن عثيمين هذا السؤال: فضيلة الشيخ: تتوق النفس للحج، ولكن نسمع كلمات من الناس لا ندري أهي صحيحة أم لا؟ يقولون: من حج فليترك المجال لغيره، مع أننا نعلم أن الله عز وجل أمرنا بالتزود، فهل هذا القول صحيح؟ وإذا كان ذهاب الإنسان للحج ربما نفع الله به عدداً كبيراً ـ سواء ممن يقدم إلى هذه البلاد أو من يصاحبهم من بلاده هو ـ فما تقولون وفقكم الله؟.
الجواب: نقول: إن هذا القول ليس بصحيح، أعني القول: بأن من حج فرضه فليترك فرصة لغيره، لأن النصوص دالة على فضيلة الحج، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.
والإنسان العاقل يمكن أن يذهب إلى الحج ولا يؤذي ولا يتأذى إذا كان يسايس الناس، فإذا وجد مجالاً فسيحاً فعل ما يقدر عليه من الطاعة، وإذا كان المكان ضيقاً عامل نفسه وغيره بما يقتضيه هذا الضيق. إلخ. اهـ. وانظر الفتوى رقم: 55591 .
والله أعلم.