السؤال
جئت إلى السعودية في الأشهر الحرم وعملت عمرة، وقيل لي إذا أديت فريضة الحج هذا العام، فإنه يجب أن أكون حاجا متمتعا، لأنني اعتمرت في الأشهر الحرم، وذهبت للحج واعتمرت ثانية قبل الحج مباشرة ثم خلعت ملابس الإحرام وقصرت، ثم في يوم التروية أحرمت ثانية وأديت مناسك الحج، فما رأيك في ذلك؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أحرم بالعمرة في أشهر الحج وهو من أهل الآفاق ثم أقام بمكة بعد فراغه من عمرته حتى أحرم بالحج فهو متمتع ـ إجماعا ـ ويلزمه نحر الهدي، فإن عجز عنه فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، قال في منار السبيل: والتمتع: هو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم بعد فراغه منها يحرم بالحج.
وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم: على أن من أهل بعمرة من أهل الآفاق في أشهر الحج من الميقات وقدم مكة ففرغ وأقام بها وحج من عامه أنه متمتع وعليه الهدي ـ إن وجد ـ وإلا فالصيام.
انتهى.
وبما أنك قد اعتمرت العمرة الثانية وأقمت بمكة ولم تخرج منها حتى أحرمت بالحج فأنت متمتع ويلزمك الهدي، فإن عجزت عنه فعليك صيام عشرة أيام ـ كما تقدم.
ولو كنت قد أحرمت بالحج ـ فقط ـ ولم تأت بالعمرة الثانية لكان هذا جائزا لك ـ أيضا ـ ولا يلزمك الهدي إذا كنت خرجت من مكة بعد فراغك من العمرة الأولى وذهبت إلى البلد الذي أنت مقيم به في المملكة، وكان يبعد عن مكة مسافة القصر.
وقد اختلف العلماء في أي أنساك الحج أفضل؟ والراجح أن التمتع أفضلها ـ وهو مذهب أحمد ـ رحمه الله ـ وكثير من أهل العلم.
والله أعلم.