بتـــــاريخ : 10/15/2011 12:13:36 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 939 0


    إن الله كتــب الحسنـــات والسيئـــات

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : من ايميلي

    كلمات مفتاحية  :
    كتب الحسنات السيئات

    مجموعة طوبى الإسلامية
    عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
     فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال :
     ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن :
     فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ،
     وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف ،
    وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ،
     وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )
     رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما.
    مجموعة طوبى الإسلامية
    شــرح الحــديــث
    أفعال الله تعالى دائرة بين الفضل والعدل ، فما من تقدير في هذه الحياة ،
     بل ولا شيء في الدنيا والآخرة ، إلا داخلٌ ضمن فضل الله وعدله ،
     فرحمته سبحانه بالمؤمنين فضل ، وتعذيبه للعاصين عدل ،
    وهو – جلّ وعلا – مع ذلك أخبر أن رحمته سبقت غضبه ،
     وأن رحمته وسعت كل شيء ، وأَمَرَنا أن نسأله من فضله وعطائه الجزيل .
    مجموعة طوبى الإسلامية
    وهذا الحديث الذي بين أيدينا خير شاهد على فضل الله تعالى على عباده المؤمنين ،
     فالله سبحانه وتعالى لما حثّ عباده على التسابق في ميادين الطاعة والعبادة ،
     لم يجعل جزاء الحسنة بمثلها ، ولكنه ضاعف أجرها وثوابها عشرة أضعاف ،
     كما قال سبحانه :{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }( الأنعام : 160 ) ،
     ثم ضاعف هذه العشرة سبعين ضعفا ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ،
    بل إن الله تعالى يُكاثر هذه الحسنات ويضاعفها أضعافا كثيرة ، لمن شاء من عباده .
     
    مجموعة طوبى الإسلامية
    وقد جاء في القرآن تصوير هذه الحقيقة في مثل رائع ، يجسد فيه معنى المضاعفة ،
     ويقرّب صورتها إلى أذهان السامعين ، إنه مشهد من يبذر بذرة في أرض خصبة ،
     فتنمو هذه البذرة وتكبر حتى تخرج منها سبع سنابل ، العود منها يحمل مائة حبة ،
     ثم تتضاعف هذه السنابل على نحو يصعب على البشر عده وإحصاؤه ،
    كذلك حال المؤمن المخلص لربه  ، المحسن في عمله ،
     قال تعالى في محكم التنزيل :
     { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
    في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }( البقرة : 261 ) .
     
    ولا يقتصر فضل الله عند هذا الحد ، بل يتسع حتى يشمل
    مجرد الهم والعزم على فعل العمل الصالح ، فإن العبد إذا هم بالحسنة ولم يفعلها ،
    كتب الله له حسنة كاملة – كما هو نص الحديث - ،
     لأن الله سبحانه جعل مجرد إرادة الخير عملا صالحا يستحق العبد أن ينال عليه أجرا .
    مجموعة طوبى الإسلامية
    ذلك حال من هم بالحسنة ، أما من هم بالسيئة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
     ( وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة )،
    ولعل السر في ذلك : أن العبد إذا كان الدافع له على ترك المعصية هو خوف الله والمهابة منه ،
     فعندها تُكتب له هذه الحسنة ، وقد أتى بيان ذلك في الرواية الأخرى لهذا الحديث :
     ( وإن تركها – أي السيئة - فاكتبوها له حسنة ؛ إنما تركها من جرائي )
     ومعناها : طلبا لرضا الله تعالى.
    مجموعة طوبى الإسلامية
    وهذا بخلاف من همّ بالسيئة وسعى لفعلها ، ثم عرض له عارض منعه من التمكن منها ،
     فهذا وإن لم يعمل السيئة ، إلا أنه آثم بها ، مؤاخذ عليها ؛
     لأنه سعى إلى المعصية ولم يردعه عن الفعل خوف من الله ، أو وازعٌ من الضمير ،
     ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم :
     ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .
     فقيل : يا رسول الله . هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟
     قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .
    وإذا ضعف وازع الخير في نفس المؤمن ، وارتكب ما حرمه الله عليه ،
     كُتبت عليه سيئة واحدة فحسب ، كما قال الله عزوجل في كتابه :
     { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون }( الأنعام : 160 ) ،
     وذلك من تمام عدله سبحانه .
    مجموعة طوبى الإسلامية
    وعلاوة على ذلك ، فقد تدرك الرحمة الإلهية من شاء من خلقه ،
     فيتجاوز الله عن زلته ويغفر ذنبه ، كما دلّ على ذلك رواية مسلم : 
     ( فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة أو محاها )
    فهو إذاً بين عدل الله تعالى وفضله .
    فإذا استشعر العبد هذه المعاني السامية أفاضت على قلبه الطمأنينة والسكينة ،
     والرجاء بالمغفرة ، ودفعته إلى الجد في الاستقامة ،
    والتصميم على المواصلة ، بعزيمة لا تنطفيء ، وهمّة لا تلين .

    كلمات مفتاحية  :
    كتب الحسنات السيئات

    تعليقات الزوار ()