(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْجَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِفَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِنشَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ...))
كانت هناك مدينة تسمى انطاكية يسكنها قوم يعيشون في شرك وضلال وكانوا متشائمين.
وقد كان ذلك في زمنالنبي عيسى عليه السلام، فأرسل اليهم اثنين من الحواريين المقربين ليرشدوهم الىصراط الله المستقيم وينقذوهم من الضلال.
وبعد ان صارا الحواريان قريبين منالمدينة شاهدا شيخا يرعى اغنامه وكان اسمه حبيب النجار.
فقالا له: السلام عليكايها الشيخ الكريم.
فقال: وعليكم السلام. من انتما؟
فقالا له: نحن رسولاعيسى، جئنا ندعوكم الى عبادة الرحمن وترك عبادة الاوثان.
فقال الشيخ:هل معكماآية (دليل او علامة) تثبت ما تدعيانه؟
قالا: نعم. فنحن نشفي المريض ونبرئ الاكمهوالابرص بأذن الله.
فقال: ان لي ابنا مريضا ومنذ سنين وهو يرقد فيالفراش.
فقالا له: انطلق بنا الى منزلك لنراه.
فذهب بهما وادخلهما منزله،فأقتربا من ابنه ومسحا وجهه وجسده وذكرا الله فقام الابن من دون أية علة بأذن الله. فأنتشر الخبر في المدينة ولكن اهل القرية كذبوا الرسولين. وبعث عيسى (ع) رسولاثالثا وايضا كذبوه وقالوا ان النبوة لا ينالها احد من البشر. ان انتم الاّكاذبون!
فقال قوم من الكافرين: نحن تشاءمنا منكم ونحن في شك من امركم واذا لمتتوقفوا عن دعواكم سنضربكم بالحجارة وسيصيبكم منا عذاب شديد.
فقال لهم الرسل: تشاؤمكم معكم وانتم قوم مسرفون ضالون.
ووصل خبر الرسل الى ملك المدينة وكانيعبد الاصنام. فأمر بأحضارهم، فقال لهم من انتم؟
قالوا: نحن رسل عيسى جئنا ندعوكمن عبادة من لا يسمع ولا يبصر الى عبادة من يسمع ويبصر.
فقال الملك: وهل لنا الهغير آلهتنا؟
فقالوا: نعم. وهو الذي اوجدك واوجد آلهتك.
فقال الملكغاضبا:قوموا حتى انظر في امركم.
فأخذهم الناس الى السوق بعد ان ضربوهم وحبسوهمفي معبد الاصنام واجمعوا على قتلهم رغم جميع الايات والمعجزات التي اتوابها.
ولما بلغ ذلك حبيب النجار وكان على باب المدينة، جاء يسعى مسرعا اليهموينادي بأهل المدينة ان يطيعوا الله وان يصدقوا الرسل ويتبعوهم. فلم يستمع لكلامهاهل القرية ونقموا منه وضربوه وقتلوه فرفعه الله تعالى وادخله الجنة فقال: ياليتقومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.
وبعد ذلك انزل الله تعالى عذابهعلى اهل هذه القرية فأحرقها وخرب ديارهم.
وهكذا كانت نهاية من كان يستهزء برسلالله ولا يتبعهم.
لكم جل الاحترام