بسم الله الرحمن الرحيم وظائف وصفات سيّدنا جبريل عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيّدنا جبريل عليه السلام هو رئيس الملائكة الكرام ويجب الايمان به وأنه أمين الوحي الذي ينزل به على الأنبياء الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبيه المصطفى،
وبعد اخوة الإيمان:
إنّ المتفكرَ في مخلوقات الله المتدبرَ بآياته البينات يتوقف عند ذكر ملائكة الله مليًا ليتفكر في عظمة الخالق جل وعلا في خلقهم، فهم عالَمُ عظيم جدا لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، قال تعالى:{وما يعلم جنود ربك إلا هو} صدق الله العظيم.
وإذا أردنا في هذه الحلقات أن نتكلم عن أعظم هؤلاء الملائكة الكرام الذي هو سيّدنا جبريل عليه السلام فإننا سنفتتح حلقتنا الاولى بالحديث عن خلقهم وصفتهم وأين يسكنون إلى ما هنالك من النعوت التي وصفهم بها ربُّنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنين كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
إن الايمان بالملائكة الكرام لا بد منه فقد عدّه رسول الله
من أهم الأمور ونحن نؤمن بوجودهم ولو لم نرهم، إذ الآيات البينات والأحاديث الشريفة ناضحة بما يؤكد وجودهم وهم مخلوقات كريمة على الله، أجسامهم نورانية أي من نور ليسوا كالبشر من طين ولا هم ذكور ولا إناث وليسوا كالجن من نار والله خلقهم لعبادته تعالى، فهم لا يفتُرون عن عبادته ولا يسأمون ولا يملّون من الطاعة إذ عليها قد جبلوا، يقول ربُّنا في سورة الأنبياء : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
وقال: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهم ينفذون ما يأمرهم به ربُّنا تعالى ولا يحيدون عن أمره قيد أنملة وليس فيهم الشهوة التي ركبت في بني آدم ،ولم تجعل فيهم الميول نحو الشر والفساد، ولهم وظائف عديدة فمنهم المُوَكّل بالرياح أو النبات أو بقبض الأرواح أو بسؤال القبر أو بحفظ المؤمنين أو بكتابة ما يتلفظ به المرء، وغيرها من الوظائف التي يُوكّلهم بها المولى عز وجلّ.
وأما صفتهم فإنهم كما قلنا أجسامٌ نورانية، لهم اجنحة، وسيّدنا جبريل عليه السلام له ستُ مائةِ جناحٍ، كلُّ جناح يسد ما بين المشرق والمغرب وكما أوردنا سابقا فالملائكة ليسوا اناثًا ولا ذكورًا، انما قد يتشكلون بأشكال الرجال جميلي الشكل من دون آلة الذكورة
تسمية سيدنا جبريل عليه السلام
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيّما على نبينا المصطفى وبعد، اخوة الايمان، نتابع في حلقتنا الثانية من برنامج جبريل عليه السلام الكلام عن هذا الملك الكريم ، يقول ربنا تعالى في سورة النحل: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.
إن روح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام وقد أيّد الله به أنبياءه الكريم ومنهم موسى وعيسى ومحمد
، وورد أن النبي
قال لحسان بن ثابت: "اهجر قريشا وروح القدس معك"، ومرة قال له: "وجبريل معك"، ويقوي ذلك قول الله تعالى: {اذ أيدتك بروح القدس}.
وقيل سمي جبريل بذلك لان الغالب على جسمه الروحانية وكذلك سائر الملائكة، أو لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح، فإنه هو المتولي لإنزال الوحي وقد أيّد الله تعالى سيّدنا عيسى عليه السلام بروح القدس جبريل عليه السلام ما لم يُؤيد قبله أحدا من الأنبياء لأنه هو الذي بشّر مريم بولادته ونفخ هو –أي جبريل- بأمر من الله روح عيسى في مريم، وكان يسير معه حيث سار وكان معه حين صعد إلى السماء.
وأيّد الله سبحانه وتعالى سيّدنا محمّدًا بروح القدس جبريل عليه السلام في مواطن ومواقع كثيرة سيكون لنا وقفات عند بعضها إن شاء الله في الحلقات المقبلة من برنامجنا هذا.
وقد تكرر في القرآن الكريم تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بروح القدس، يقول ربنا عز وجل في سورة البقرة: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}، وفي سورة المائدة قال ربنا سبحانه وتعالى مخاطبًا سيدنا عيسى عليه السلام: {اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس}، وفي موضع آخر من القرآن الكريم سمى الله تعالى جبريل عليه السلام بالروح الأمين، يقول الله عز وجل في سورة الشعراء: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}،وقد يسمى جبريل عليه السلام بالروح فما ورد في سورة مريم في قول الله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا}، فالمقصود هنا بالروح سيدنا جبريل عليه السلام عندما جاء متشكلا على غير هيئته الحقيقية بسورة رجل إلى السيدة مريم عليها السلام يبشرها بعيسى
.
ويقال جبريل ويقال جبرئيل وهي لغة تميم وقيس وقال حسان:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة***مدى الدهر إلا جبرئيل إمامها
ويقال جبرائيل وجبراييل وقرأ بهما ابن عباس وعكرمة وقال ورقة بن نوفل:
وجبريل ياتيه وميكال معهما ***من الله وحي يشرح الصدر منزل
وقال عمران بن حطّان:
والروح جبريل منهم لا كفاء له*** وكان جبريل عند الله مأمونا