"يرفع الستار عن ركن في سوق الطيور."
القروي يحتضن ديكاً جميل المنظر، ملون الذنب، أشم العرف، ويقف منتظراً.
يسمع في جوانب شتى من المسرح صياح ديكة، وقوقة، جلبة مساومات"
"المشتري يدنو من القروي"
المشتري: بكم تبيع الديك هذا يا أخا الخيرات؟
القروي: "ينته إلى وقع الكلمة" أبيعه؟... بعشر ليرات.. أجل، عشر من الليرات.
المشتري: بأربع –القروي: لم أسمع
المشتري: ما شغلك، قد قلت لك بأربع
القروي: لم أسمع ديكي هذا رائع مدلل
مصفق مهللو
وإنه طروب انظر إليه:
منظر حبيب
وعالم عجيب
يوقظني مع الصباح الباكر يصيح بي...
الديك: "صائحاً" قم بادر يا صاحبي إلى العمل.. قم اغتسل واطبخ وكل واذهب نشيطاً واشتغل "كوكو.. كوكو.. قم ليس خير في الكسل!"
المشتري: "مدهوشاً" –بأربع، بأربع يا صاحبي لا تطمع..
القروي: لو شفته في دارنا
على سطوح جارنا
في البيدر العامر
في مرجنا الناضر:
الزهو في الإطلاله
والمشية المختاله
ألوانه هي الفرح
كأنها قوس قزح
الأحمر الندي
والأزرق البهي
ورقة في العرف
وخفة في العطف
المشتري: بأربع ونصف
القروي: يكفيك، دعني، يكفي، ديكي، نبع ظرف ديكي هذا إلفي:
رأيته أزغب كأنه طفل مضى على رضى صبحاً إلى المكتب رأيته بعد وقد نما منعماً رأيته يلحق في البيدر أماً له جليلة المنظر تذود عنه القط والكلب إذ ينط إذا أتاها خطر قف الجناح الخطر وامتشق المنقار كالصارم البتار فيهرب العدو وهو يصيح "نو" وهو يصيح "عو".
المشتري: قد أشتري بخمس.
القروي: هس
دعني لا تقاطع إن شئت أمراً نافع.
"ينظر إلى ديكه"
وشفته لما صعد، ذات صباح كالأسد علا خفيفاً مصطبه في ضجة ودردبه وصاح في اصطخاب:
"وكوكو.... كوكو... صرت من الشباب".
المشتري: قد أشتري بست.
القروي: "مستمراً" اسكت إذا ما شئت!
المشتري: سأشتري بسبع.
القروي: أنا ضعيف السمع.
المشتري: أبعته بتسع.
القروي: أحس مثل الدمع في مقلتي الملتهبة ومهجتي المكتئبة.
"يعود إلى تأمل ديكه"
انظر إليه الآن شبابه ريان
وصوته رنان
يغمره الحنان
"يخاطب ديكه"
أأنت للبيع أيا صديقي؟
لا، أنت للغناء في الشروق
هيا بنا تعالا
هل تعرف المحالا
والله لن أبيعا
صاحبي البديعا
"ويتحرك للانصراف"
أنا أحب
الديك: "مبتهجاً" –أعلم يا حلو يا معلم "يصيح جذلان" كوكو.. كوكو.. استفيقوا هاهو الصبح الرشيق قد دعانا للعمل
كوكو.. كوكو.. والأمل.
القروي: "مستمراً" ما أنت بالمملوك
وقد ولدت حراً
وقد نظمت شعراً
يا أحسن الديوك يا خلي الشجاع
والخل لا يباع!