بتـــــاريخ : 2/8/2009 12:11:08 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 977 0


    لقد كنت في يوم ما (( شمعة )) !

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أم الحنان | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب كانت يوم شمعة




    أنينتيَّ

    ماذا دهاني ؟!

    أنينكما أيقظ ماردًا سهاده طالما أبكاني !

    لقد كنت في يوم ما ( شمعة )

    فما الذي أطفاني ؟

    كم أضأت من عقول

    و كم سقيت من حقول

    بدميَّ الأحمر القاني !

    و دمعي الجاري !

    اسألوا الوقت عني ...

    اسألوا طفلي و أمي !

    بل اسألوا الطبيبة

    و المعلمة الأريبة

    و اسألوا تلك الفتاة :

    ماذا فعلت يوم أن حلت بها المصيبة ؟!

    ذكريات كثيرة

    أبقى لها أسيرة

    لكني اليوم أبتعد ...

    و أبتعد ...

    فهل من لقاء بعد ؟!!!






    زفرات ساخنة :


    أزعجني رنين هاتفي ذات صباح ، إلا أنه سرعان ما تحول ذلك الانزعاج إلى ابتسامة رضى ،


    و انطلاق فرحة تملأ الكون ، حينما نظرت عيني إلى اسم المتصل !


    إنها أخت حبيبة ، إحدى إداريات المدرسة الثانوية ........ ، تلك المدرسة التي غادرتها قبل


    خمسة عشر عامًا ، و بقي فؤادي معلقا في زواياها !


    رددت على تلك الغالية بشوق المحبة :


    أهلا و مرحبا يا غالية ...


    قالت لي كما تعودت أن تناديني : ( أختي ) ، نظمنا للقاءٍ أخوي يجمع منسوبات المدرسة ،


    القديمات و المستجدات ، في يوم الخميس ، و نتمنى حضوركِ ...


    بالتأكيد يا حبيبة ، سأبذل جهدي لحضور ذلك اللقاء ...


    و حان موعد اللقاء ، كان مساء الخميس ، لكن قلبي سبقني إلى مكان اللقاء قبل الوقت المحدد !


    كان هناك منذ يوم الدعوة ، يتأمل ، و يتذكر ، ثم يتفكر !


    و مع الذكرى تدمع عيناي ، و بالتفكر ينتفض جسدي !


    ذهبت إلى ملتقى الأحبــــــــــة ، و هنــــاك أمور طبيعية حدثت منها :


    أن ألقي التحية بصوت عــــــــالٍ يحمل فرحتي !


    و أحتضن كل أختِ بحرارة ترسل أشواقي !


    و أطلق سراح دموعي و زفراتي الساخنة لأثبت للجميع ولائي !


    كانت القاعة منظمة ، مناضد مستديرة تحيطها المقاعد و تزينها الزهور ...


    و فوق كل منضدة أواني القهوة و الشاي ...


    و لكن rolleyes.gif


    ماذا حدث حينما اجتمع الأحبة unsure.gif


    دفعنا تلك المناضد خلفنا ...


    و نظمنا المقاعد كعقد ألماس بريقه ابتسامة الفرح في ثغرِ كل غالية !


    و بدأت أسارير فرح اللقاء تنطلق بوضوح ...


    تساءلنا عن أحوالنا بعد الفراق :


    هذه انتقلت إلى مدرسة أخرى بحكم الظروف !


    و تلك تحولت إلى منصب جديد في مكان آخر ...


    و هي اختارت أن ترعى أسرتها في منزلها ...


    أما أم الحنان فانطلقت بخيالها إلى جو المدرسة الثانوية ( .......... )


    و ذرفت دمعة مسحتها بخفة لئلا تلحظها عين محبة ...


    ذكريات كثيرة تضمها جدران مدرستي ...


    ذكريات حبيبة إلى قلبي تثير الدهشة !


    فقد كنت خرِّيجة أول دفعة في هذه المدرسة ، أقصد أني من أوائل من وطئت أقدامهن


    مبنى المدرسة ، و استكشفن كل زاوية فيها .


    في فصولها تنقلت طلبا للعلم ، ثم عدت إليها لأكون المعلمة فيُطلب مني العلم rolleyes.gif


    و في ساحاتها قفزت مرحًا و لعبًا ، ثم عدت لأمشي بخطا متزنة نشرًا للنظام !


    و على ذلك السور أسندت ظهري يوم الامتحان أراجع ما استذكرته ، ثم عدت لأسند ظهري


    مرة أخرى ، و في نفس الظرف ، و لكن لأمسح دمعة طالبة بكت خشية الإخفاق ...


    تذكرت أني في يوم قد تقدمت الطوابير لأشارك في الإذاعة المدرسية ، ثم عدت لأكون المشرفة


    على الإذاعة المدرسية ...


    صور كثيرة تراءت لي في تلك اللحظات ، لكني توقفت كثيرًا عند صورة واحدة !!


    هي صورة المعلمة !


    أتُراها حقًّا شمعة ؟


    تضحيات المعلمة كثيرة ...


    فكم ليلة بت عينًا تراقب طفلي المريض و الأخرى تتصفح الكتاب !


    و أصبحت و قد انشطر فكري فشطر في البيت مع طفلي ، و شطر في الفصل مع درسي ...


    و لا أنسى ليلة أن شق الكأس باطن قدمي ، رغم ألم الجرح و الخياطة أصبحت أسحب قدمي


    لأقف في الفصل و أؤدي واجبي ...


    لكني تعللت بمرضي يوم أن دعتني أمي ( رحمها الله ) !


    أجهدني عدم استيعاب إحدى الطالبات للمعلومة ، لكني ابتسمت ، و كررت الشرح مرارًا


    بعدة أساليب إلى أن فهمت ...


    و في يوم الامتحان كان علي أن أقف للملاحظة خمس ساعات متتالية ثلاث منها في مادة الرياضيات


    و ساعتين في إحدى المواد الدينية ، ألم يكن ذلك مرهقًا ؟!


    لكني قبلت !


    كان من واجبي ملاحظة تعبير وجه كل طالبة ، و مساعدتها على اجتياز مشاكل الحياة ...


    و قد لاحظت في عيني تلك الفتاة نظرة أسى ...


    ناديتها ، داعبتها بألفاظ مرحة ، ثم تحدثت إليها ، فعرفت همها ...


    و تابعتها ، وصلت إلى أسرتها و انتشلتها من مصيبة عظمى ...


    قطع تلك الذكريات تردد أسماء طالبات كنت في يوم أستاذتهن :


    منهن الطبيبة ، و أكثرهن معلمات أو مشرفات ، و من بينهن من حصلن على شهادة الدكتوراة


    فأصبحن أستاذات في الجامعات ...


    يــــــــــا لسعادتي ..


    إنهن ثمار غرسي ...


    أتراني قد كنت حقًّا شمعة ؟




    --------------------






    كلمات مفتاحية  :
    ادب كانت يوم شمعة

    تعليقات الزوار ()