وتبدأ اللقطة بوصول المرأة أمام الأسد وبالتحديد وراء القضبان الحديدية التي تعزل حيوانات الحديقة عن زوارها. وعندما تنادي المرأة علي الأسد الذي كان يفترش الأرض يلتفت إليها وينهض بسرعة. ويقترب منها ببطء ثم يقف وراء قضبان الحديد على رجليه الخلفيتين ويخرج منها رجليه الأخريين ويحيط بهما المرأة. ثم يضمها إليه ويقبلها علي رأسها وعلى وجهها. ويظل كذلك لمدة طويلة مظهرا من التأثر والحنان ما يظهره آدمياً يلتقي شخصا عزيزا بعد فراق طويل. وتقول المرأة أكثر من مرة وهي تمرر يديها علي رقبة الأسد. "كم أنا سعيدة ياكبدي".
ولايكاد الناظر يصدق الطريقة التي يغمر بها الأسد هذه المرأة بعطفه والسعادة التي يشعر بها وهو يحتضن هذه المرأة ويقبلها. ويخيل له لأول وهلة أنه إزاء مشهد من المشاهد التي ترى عادة في السرك وأن الأسد متعود على هذا المشهد بعد عملية ترويض طويلة. ولكنه سرعان ما يكتشف أن الأسد عفوي في حركاته لأنه لم ينس هذه المرأة التي حملته قبل ست سنوات إلي بيتها من سرك كان صاحبه يريد التخلص منه لأنه أفلس ولأن الأسد الذي كان يومها شبلا كان جريحا وجائعا وفي طريقه إلى موت محقق.
وتعهدت المرأة بتغذيته والعناية به وسلمته بعد ذلك الأجهزة الحكومية التي تعني بالرفق بالحيوان. وعندما سألت عن أحواله بعد مرور خمس سنوات دلوها علي الحديقة التي وضعوه فيها فزارته وحصل ما حصل. وما يحير الباحثين اليوم أن الطريقة التي أبدى بها هذا الأسد احساسه تجاه المرأة التي أنقذته من موت لم يروا مثيلاً لها من قبل لدي الحيوان وأنها تطرح فعلا من جديد الحدود بين غريزة الحيوانات وعواطف الإنسان.
|