أريد أن أعرف الحكم في هذا الأمر: أنا خريجة كلية هندسة، وزوجي يعمل في مكتب استشارات هندسية، وصاحب العمل عرض عليه أن أنضم للمكتب بالاسم فقط، بمعنى أنني سوف أكون ضمن العاملين في المكتب، وتوضع على بطاقتي مشاريع كنوع من النفع للمكتب، ولن أشرف على هذه المشاريع بالفعل، ولن تكون لي أي علاقة بالعمل الفعلي، وإنما دوري يقتصر في عمل بطاقة البلدية لتوضع عليها مشاريع، وهذا يتيح للمكتب أخذ مشاريع أكثر، وفي مقابل ذلك سوف أتقاضى راتبا أقل بكثير من باقي المهدنسين بالمكتب، فهل هذا جائز في الحالات الآتية: في حال أنني لن أوقع على أي أوراق خاصة بهذه المشاريع، وإنما سيتابعها مهندسون آخرون يعملون في المكتب، وكانت هناك حالة أخرى براتب أكبر، وهي أن أقوم بتوقيع بعض الأوراق الخاصة بهذه المشروعات الموضوعة على بطاقتي، ولن أقوم بمتابعة أي شيء خاص بالعمل، وإنما زوجي أو مهندس آخر من المكتب هو من سيتابع العمل، وسيكون هناك توقيع آخر لمن سيتسلم العمل بالفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالظاهر والمتبادر أن أصحاب المكاتب يعمدون إلى تسجيل أسماء المهندسين ضمن العاملين في مكتب الاستشارات الهندسية، ووضع المشاريع بأسمائهم دون أن يعملوا شيئا تغريرا وتدليسا على الجهات الحكومية وغيرها، يوهمونها أن لديهم مهندسين كثر، وأن مشاريعهم تتميز بالإشراف التام من قبل هولاء، والواقع خلاف ذلك، وهذا من الغش، وقد حرم الإسلام الغش ومنع الخداع، يقول صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.
وقبولك هذا العرض وتوقيعك على مشاريع لم تشرفي عليها من الكذب ومن التعاون على الإثم، وقد نهى الله عنه بقوله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان { المائدة: 2}.
وبالتالي، فلا يجوز لك القبول بذلك الأمر، لما يتضمنه من الغش والخداع إلا أن تباشري العمل فيه ولا توقعي إلا على مشروع قمت بالإشراف عليه فعلا.
والله أعلم.