لقد قمت وأنا في سن الصغر 11 سنة بقتل أختي الصغرى مني خطأ، وذلك في البيت، حيث رميت فوقها غطاء دون علمي بتواجدها في المكان، فاختنقت، وبعد نقلها للمستشفى توفيت لأنها كانت ضعيفة البنية، وكانت في سن الرضاعة، وأنا الآن أبلغ من العمر 22 سنة، فما يجب علي كحد شرعي لكي أتخلص من شعوري بالذنب؟ وجزاكم الله كل خير. أرجو الإجابة بأسرع وقت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما وقع منك يعتبر قتل خطأ، ولا فرق في هذا الخطأ بين الصغير والكبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ. رواه أبو داود وأحمد.
والله تعالى يقول في محكم كتابه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}
والواجب في هذه الحالة هو الدية لورثة أختك إلا أن يتنازلوا عنها، وأنت لا ترثين منها شيئا. والدية على العاقلة وهم أهلك من العصبة: الأب والإخوة والأعمام وأبناؤهم.
وتجب عليك مع ذلك الكفارة، في مالك خاصة، وهي تحرير رقبة مؤمنة - أي عتق أمة أو عبد رقيق - وإذا لم تجديها فعليك صيام شهرين متتابعين. وبذلك تبرأ ذمتك إن شاء الله تعالى.
وانظر ي الفتاوى التالية أرقامها: 31410، 47966، 53844 للمزيد من الفائدة وأقوال أهل العلم.
والله أعلم.