على الرغم من الكساد الذي ضرب سوق كعك العيد بعد أن امتلأت الأسواق بأدوات ومستلزمات بدء العام الدراسي في 17 ايلول/سبتمبر القادم أي بعد عيد الفطر المبارك بأسبوعين، إلا أن أسعار الكعك و"البيتي فور" و"الغريبة" على اختلافه من "سادة ومحشو" ارتفعت ارتفاعا كبيرا تصل إلى 30% عن العام الماضي، خاصة بعد تراجع الكثيرين عن الصناعة في البيوت وتفضيل الكثير من الأسر شراء الجاهز.
تراوح سعر الكعك السادة ما بين 30 جنيها و43 جنيها للكيلو الواحد، والكعك المحشو بالمكسرات أو غيره ما بين 50 جنيها و75 جنيها للكيلو الواحد، والبيتي فور ما بين 40 جنيها إلى 70 جنيها، والبسكوت السادة ما بين 26 جنيها و50 جنيها للكيلو الواحد، والزيادة لم تقتصر على الأنواع الخاصة بالعيد والتي اعتاد المصريون على تصنيعها في البيوت أو شرائها جاهزة من محلات الحلويات، بل امتدت إلى كل مصنعات الحلوانية سواء كانت الحلويات شرقية أو غربية.
أمام أحد المحلات المشهورة بوسط القاهرة قال سيد علي "موظف" إن أسعار كعك العيد هذا العام زادت ضعفين أسعار العام الماضي، مثلا كيلو الكعك كان بـ 24 جنيهاً الآن السعر ارتفع كما ترى إلى 74 جنيهاً، هذا بخلاف أسعار الأصناف الأخرى التي لا نستطيع أن نشتريها.
وأضاف "لولا أنها عادة تدخل السرور على الأطفال ولا يمكن أن نستغني عنها في الاحتفال بعيد الفطر، لما اضطررنا إلى شراء كميات رمزية، خاصة وأن هذا العام يوافق أول عيد بعد الثورة".
أحمد صابر مدير أحد محلات الحلويات الشهيرة بوسط القاهرة قال "إن جميع الخامات زادت تقريباً بنسبة لا تقل عن 100% عن العام الماضي، ومع ذلك فإن محلاتنا تتحمل هذه التكلفة بما لا يقل عن 50% ارتفاع عن العام الماضي".
وأشار إلى أن بعض المحلات تستغل هذه الفرصة وترفع سعر كيلو الكعك إلى نحو 90 جنيها، وهو في حقيقة الأمر لا يزيد تكلفته عن 25 جنيها بعد هذه الزيادات الجديدة، لافتاً إلى أن الزيادة هذا العام من المفروض ألا تزيد عن 20% وليس 50%، فأسعار الكعك المحشي بالمكسرات المفترض أن لا يزيد عن 65 جنيهاً بدلاً من 50 جنيهاً العام الماضي، والبيتي فور بـ 45 جنيها بدلاً من 40 جنيهاً العام الماضي، والبسكويت 28 جنيهاً بدلاً من 24 جنيهاً العام الماضي، والغريبة بـ 42 جنيها بدلاً من 38 جنيها.
ويرى مصطفى رجب صاحب أحد المحلات أن الارتفاع الجنوني للخامات جعل التجار يبحثون عن وسيلة لتدبير المنتج بنفس المستوى الجيد الذي تعود عليه الزبون، ولكن ومع كل الطرق وجدنا أكثر من 90% من الخامات أسعارها ترتفع ومع ذلك التزمنا بالأسعار التي تجعل الزبون يقبل على الشراء ولو بنسبة بسيطة"
وعن حركة البيع أوضح أن هناك كسادا "الناس تدخل المحل تقريبا للفرجة، والتعرف على الأسعار، لكن نأمل مع اقتراب العيد أن يبدأ الحال في التحسن".
ويشدد سيد السمادونى خبير صناعة الحلوى في مصر وسوريا وعضو الشعبة بغرفة تجارة القاهرة أن صناعة الحلوى في مصر تتجه نحو الزوال نتيجة للضغوط الشديدة على المنتج والتاجر مما أفقده التوازن وهو ينتج السلعة، بعد أن كانت تحقق له الربح على مدار العام أصبحت صناعة موسمية وغير مطلوبة إلا في المناسبات.
وقال "إن هذه الصناعة غير مدعومة من الدولة وفى نفس الوقت يتم محاربتها من جميع الجهات سواء أسعار الخامات أو أسعار الخدمات كالمياه والغاز والكهرباء وبالرغم من ذلك المصانع تدفع الآلاف من الجنيهات ولكن الخدمات سيئة، حتى أسعار الورق الخاص بالتعبئة لم يبق على حاله، إن التاجر ينتج من أجل الحفاظ على اسمه وليس الربح الآن".
ورفض السمادوني الربط بين ثورة 25 يناير وارتفاع أسعار الكعك هذا العام، وقال "الأحوال متردية منذ سنوات، والارتفاع في الأسعار يسير بوتيرة ثابتة دون تحسن في دخول المستهلكين الرئيسيين".
ويشير سمير عطية صاحب محلات حلواني بالهرم إلى أن التاجر الذي يريد الحفاظ على سمعته وزبونة لا يمكنه أن يقلل من جودة منتجة مهما بلغت الأسعار ذروتها فأهون عليه أن يغلق من أن تهتز سمعته.
وقال إن أسعار الكعك هذا العام قاربت أن تكون ضعف العام الماضي حيث أن كيلو الكعك كان لا يزيد عن 30 جنيهاً فوجئنا أننا أمام زيادة رهيبة في أسعار الخامات جعلت الكيلو يتكلف أكثر من 30 جنيها بدون المصاريف والخدمات الأخرى الخاصة بالمحل، ولكن التاجر يقول اليوم نبيع بدون ربح وغداً السوق سيتحسن ونربح.